معركة الموصل تتمدد... فتح جبهات الأنبار وصلاح الدين وديالى

معركة الموصل تتمدد... فتح جبهات الأنبار وصلاح الدين وديالى

28 فبراير 2017
قوات عراقية في أحياء الموصل المحرّرة (أريس ميسينيس/فرانس برس)
+ الخط -


في الوقت الذي أعلنت فيه القوات العراقية عن تحقيقها تقدّماً سريعاً في الجانب الأيمن للموصل، يسعى تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) إلى فتح جبهات قتال جديدة في محافظات أخرى، كالأنبار وصلاح الدين وديالى، وبينما أكد ضباط ميدانيون أن "معركة الموصل بدأت تتمدد وتهدد مناطق آمنة"، توقع مسؤولون عراقيون هروب عناصر التنظيم باتجاه الصحراء الغربية. في هذا السياق، حققت العمليات العسكرية في الموصل تقدماً ملحوظاً، تمثل بتحرير أحياء ومناطق جديدة، فضلاً عن السيطرة على الجسر الرابع الحيوي الذي يربط جانبي المدينة. وأعلن قائد الحملة العسكرية في الموصل، الفريق عبدالأمير يارالله، عن تحرير حي الجوسق في الجانب الأيمن للموصل، مؤكداً في بيان "سيطرة الشرطة الاتحادية، وقوة الرد السريع على المدخل الغربي للجسر الرابع الذي يربط جانبي المدينة"، مشيراً إلى "تحرير حي الطيران في الجهة الغربية للمدينة".

في غضون ذلك، أكد مصدر في قيادة عمليات نينوى، أن "القوات العراقية دخلت حي الدواسة في الساحل الأيسر للموصل، واشتبكت مع عناصر داعش"، منوّهاً في حديث لـ "العربي الجديد"، إلى "مقتل قيادي بالتنظيم مع ثلاثة مع مرافقيه خلال المعارك التي شهدها الحي".

وقابل تقدم القوات العراقية في الموصل، خشية من تمدد المعركة إلى محافظات أخرى، ورأى العقيد في الفرقة التاسعة بالجيش العراقي، حيدر الوائلي، أن "معركة الموصل بدأت بالانتقال إلى المحافظات المجاورة"، مبيّناً خلال حديثه لـ "العربي الجديد"، أن "الهجمات التي تشهدها محافظات الأنبار وصلاح الدين وديالى المجاورة للموصل، تمثل امتداداً لم يحدث في الموصل". وأضاف "بعد أن أوشك داعش على خسارة أكبر معاقله في العراق المتمثل بالموصل، يحاول توسيع ساحة المعركة، ونقل القتال إلى محافظات أخرى، لإرباك جهود القوات العراقية التي بدت في معركة الموصل متماسكة أكثر من أي وقت مضى". ودعا القيادات العسكرية إلى الالتفات لمخططات التنظيم، وحذّرها من التركيز على تحرير الموصل، مقابل خسارة مناطق أخرى.

وفي سياق متصل، أعلن رئيس بلدة الرطبة (غرب الأنبار)، عماد الدليمي، أن "إرهاصات معركة الموصل انعكست بشكل واضح على الوضع الأمني في المناطق الغربية للمحافظة"، مؤكداً خلال حديثه لـ "العربي الجديد"، أن "الصحراء بين الأنبار والموصل مفتوحة وواسعة، ولا يمكن السيطرة عليها بسهولة". وتوقع الدليمي هروب عناصر "داعش" من الموصل إلى الصحراء المحيطة ببلدة الرطبة، موضحاً أن "الوضع في الصحراء الغربية مقلق، ويتطلّب إجراءات أمنية إضافية للسيطرة على أمنه".



وأشار إلى أن "الاحتياطات الأمنية ليست بالمستوى المطلوب، وقوة مسلحي العشائر لم تستنفر بشكل صحيح"، لافتاً إلى "وجود مخاوف لدى عناصر حرس الحدود العراقي المتواجدين في الأنبار، من احتمال تعرضهم لهجمات جديدة". ونوّه إلى "تشكيل لجنة تقصي حقائق حول الهجمات الأخيرة التي تعرض لها حرس الحدود العراقي، المرابطون في الصحراء الغربية للأنبار".

مع العلم، أنه قُتل وأصيب عدد من عناصر حرس الحدود العراقي، يوم السبت الماضي، بهجمات شنّها "داعش"، غرب الأنبار، وشكل وزير الداخلية العراقي قاسم الأعرجي، لجنة لتقصّي أسباب الهجمات. كما قررت لجنة الأمن والدفاع في البرلمان استدعاء قائد حرس الحدود وسؤاله عن أسباب الخروق الأمنية. كما شهدت محافظة صلاح الدين، المحاذية للموصل من الجهة الجنوبية هي الأخرى، هجمات مباغتة لـ"داعش". وشن "داعش" هجوماً واسعاً على حقول علاس النفطية بمحافظة صلاح الدين، واشتبك مع القوات العراقية المكلفة حمايةَ الحقول".

وقال مصدر في شرطة صلاح الدين، إن "مسلحي داعش هاجموا مقرات الجيش العراقي المكلفة حمايةَ حقول نفط علاس، شرقي محافظة صلاح الدين"، لافتاً خلال حديثه لـ "العربي الجديد" إلى "وقوع اشتباكات عنيفة بين الجانبين". وأضاف أن "قوات الجيش اضطرت للاستعانة بفصائل مليشيا الحشد الشعبي، الموجودة شرقي صلاح الدين، فضلاً عن طيران الجو العراقي"، مؤكداً أن "المعارك أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين".

وعلى الرغم من تحرير مدن محافظة صلاح الدين من سيطرة "داعش" العام الماضي، إلا أن مناطقها الشرقية لا تزال تضم بعض جيوب التنظيم. وهاجم التنظيم مقرات للجيش في بلدة العظيم، الواقعة على الحدود بين محافظتي ديالى وصلاح الدين، ما دعا مسؤولين محليين لاستنفار القوات الأمنية، ومطالبة الحكومة بتأمين المنطقة.

وحذّرت عضو مجلس محافظة ديالى نجاة الطائي، من احتمال تدهور الوضع الأمني في المحافظة، مؤكدة في تصريح صحافي أن "وزير الدفاع عرفان الحيالي، تعهّد بإعادة جميع القطعات العسكرية التي نُقلت من ديالى إلى الموصل بعد انتهاء العملية العسكرية هناك". وأوضحت أن "هذا الأمر إن تمّ، سيحدّ من الخروق الأمنية في المحافظة".

بدوره، دعا أستاذ الاستراتيجية في جامعة النهرين، علي البدري، إلى "أخذ التهديدات التي يشكلها داعش للمحافظات العراقية المحاذية للموصل على محمل الجدّ"، مؤكداً لـ "العربي الجديد"، أن "التنظيم الذي بدأ يلفظ أنفاسه الأخيرة في العراق يسعى لنقل معاركه إلى خارج الموصل، آملاً في الحصول على موطئ قدم بعد الموصل". ودعا القوات العراقية إلى "عدم إهمال المدن الآمنة، وداعش سيحاول خلال المرحلة المقبلة البحث عن أهداف سهلة لتحقيق انتصارات معنوية حتى وإن كانت مؤقتة".