مجازر الأسد تُفشل التسوية.. والمعارضة قلقة من "الغموض الأميركي"

03 ابريل 2016
النظام السوري يواصل جرائمه بحق الشعب السوري (الأناضول)
+ الخط -
حمّلت المعارضة السورية نظام بشار الأسد مسؤولية تعطيل الحلّ السياسي من خلال المجازر المتواصلة التي يرتكبها، وآخرها في منطقة دير العصافير في الغوطة الشرقية لدمشق، والتي أدت إلى مقتل العشرات، معظمهم من الأطفال والنساء، وأيضاً "الغموض الأميركي" حيال مصير رئيس النظام، الذي تتمسك المعارضة برحيله كمدخل لأي تسوية سياسية.


وقال الناطق السابق باسم وزارة الخارجية السورية، جهاد مقدسي، لـ"العربي الجديد"، اليوم الأحد، إن مجزرة دير العصافير تؤكد استمرار بشار الأسد ونظامه في جرائمه وأعماله العدائية ضد الشعب السوري، وإصراره على إفشال كافة الجهود الدولية القائمة لحل الأزمة السورية سياسياً، محمّلاً إياه المسؤولية عن هذه الجرائم والنتائج الناجمة عنها، مطالبًا لجنة التحقيق الدولية في مجلس الأمن بالتوجه فوراً نحو تلك المناطق التي استهدفتها قوات الأسد.


كما طالب المجتمع الدولي بالقيام بمسؤولياته تجاه تلك المجازر التي تتم يومياً ضد الشعب السوري، مؤكداً أن سورية من الداخل خلت من شعبها بعد عمليات الهروب خارج الحدود.

وأضاف مقدسي الذي انشق عن النظام في أوائل 2013 أن تردد المجتمع الدولي في إنهاء معاناة الشعب السوري أمر غير أخلاقي ويتعارض مع أبسط حقوق الإنسان والقيم والمبادئ الدينية والإنسانية، مشيراً إلى أن الشعب السوري يتطلع إلى التحرر من القمع والاستبداد الذي يمارسه نظام الأسد منذ أكثر من 40 عاماً، وقال إن الجميع في سورية يطمح لإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام السوري اعتمد على الخيار العسكري لوقف أي مطالبة بالحرية من جانب الشعب.

غموض أميركي

من جهتها، رأت عضو وفد اللجنة العليا للمفاوضات في جنيف، بسمة قضماني، في حديث حول العملية الانتقالية السياسية، أن "هناك غموضاً أميركياً مؤذيا جدا" حيال مصير الأسد. وأضافت "لا نعرف ماذا تبحث الولايات المتحدة مع موسكو. هناك شائعات من كل نوع. ننتظر الحصول على تأكيد أن الولايات المتحدة ما زالت على موقفها الرافض لإعادة الاعتبار للأسد".

وكانت قضماني تتحدث لوسائل إعلام فرنسية (راديو فرنسا الدولي وتي في 5 موند ولوموند)، غير أنها أقرت في تصريحاتها بأن "الإدارة الأميركية بمجملها ما زالت تقول إنه من غير الممكن أن يحكم (الأسد) هذا البلد"، لكن "يبقى برهان أن الولايات المتحدة قادرة أن تفرض رأيها على موسكو". وأوضحت "في حال استمر الروس بالقول إن الأسد يجب أن يستمر في الحكم، لن يكون هناك حل في سورية".

وقالت إن "موقف المعارضة واضح جدا: المفاوضات ستجري في ظل بقاء الأسد في السلطة لكن المرحلة الانتقالية لا يمكن أن تكون معه".

وتهدف مفاوضات السلام في جنيف التي ستستأنف حوالى العاشر من أبريل/ نيسان الجاري إلى وضع حد للنزاع الذي أوقع أكثر من 270 ألف قتيل منذ العام 2011. وتهدف أيضا إلى تشكيل سلطة انتقالية لمدة ستة أشهر تكون مكلّفة بوضع دستور جديد وتنظيم انتخابات رئاسية خلال 18 شهرا.


وأضافت قضماني "في حال توصلنا إلى اتفاق على ذلك، فإن الأسد لا يمكنه أن يكون الشخص الذي يترأس هذه المرحلة الانتقالية في البلاد ولا يمكنه أن يبقى في السلطة". وردا على سؤال حول المفاوضات السورية، اعتبرت أن النظام ما زال يرفض البحث في المرحلة الانتقالية.

وقالت "الأمور متوقفة في الوقت الراهن". لكن قضماني قالت إنها متأكدة من أنه في اللحظة التي سيتم فيها تشكيل سلطة انتقالية بكامل الصلاحيات، فإن جيش النظام والجيش السوري الحر يمكن أن يعملا "معا فورا لوضع خطة لاستقرار البلاد". وأضافت أن "تنحي الأسد يجب أن يتم عبر عملية تفاوضية. نهاية هذا النظام يجب أن تكون عملية انتقالية منتظمة وغير فوضوية".