روسيا تواصل القتل شمالاً... و"داعش" يضرب النظام شرقاً

29 سبتمبر 2017
من الغارات الروسية على إدلب (أحمد رحدال/الأناضول)
+ الخط -
واصلت الطائرات الروسية قصف مناطق الشمال السوري في إدلب وحلب وحماة، على الرغم من الحديث عن التوصل إلى وقف لإطلاق النار في المنطقة خلال زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الخميس، إلى تركيا. الغارات أوقعت العديد من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين. وفي وقتٍ انشغلت فيه روسيا وقوات النظام السوري بمهاجمة مناطق المعارضة في الشمال السوري ومحيط دمشق، هاجم تنظيم "داعش" مواقع قواتهما في الشرق السوري، موقعاً عشرات القتلى في صفوفهم ومعلناً أسر جنديين روسيين. 

وأفادت مصادر محلية بأن "الطيران الحربي الروسي شنّ غارات عدة على بلدة التمانعة بالقنابل العنقودية، أدت إلى مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة أكثر من عشرة، أغلبهم من النساء والأطفال، بينما قضت امرأة أخرى جراء غارات على قرية كفرجالس القريبة من مدينة إدلب". واستهدفت الغارات بعشرات الصواريخ المحملة بمئات القنابل العنقودية مدن وبلدات جسر الشغور، والهبيط، وترمانين، وكفرروحين، ومعرة النعمان، وحيش، والبارة، في ريف إدلب، ما أدى إلى سقوط جرحى في صفوف المدنيين. وامتدت الغارات الروسية إلى ريف حلب الغربي حيث قتل ثلاثة مدنيين وأصيب آخرون جراء قصف استهدف بلدة أورم الكبرى. ودفعت تلك الغارات المجلس الشرعي في محافظة حلب إلى تعليق أداء صلاة الجمعة في ريف حلب الغربي.

كما أعلن المجلس المحلي في مدينة جسر الشغور المدينة منكوبة بشكل كامل، بسبب القصف المستمر على الأحياء السكنية والمنشآت المدنية، والذي أجبر سكان المدينة على الفرار إلى القرى المجاورة. وطالب المجلس في بيان له، المنظمات الطبية والإنسانية بتدارك الوضع ومساعدة اللاجئين والعالقين في المدينة.

من جانبه، نقل المستشار القانوني في الجيش الحر أسامة أبو زيد، في تغريدات نشرها على حسابه في "تويتر"، عن "مصادر خاصة"، قولها إنه "تمّ التوصل إلى وقف إطلاق نار في شمال سورية، اعتباراً من الساعة 12 ليل الخميس – الجمعة، بتوقيت سورية، يشمل القصف الجوي الروسي". وبعد الغارات الجوية على إدلب، غرّد أبو زيد أنه "خلال الساعة الأولى من بدء وقف إطلاق النار، شنّ الروس أكثر من 7 غارات على ريف إدلب وحماة. ما يؤكد استمرار روسيا بنهج الكذب والإجرام".



وفي إطار السياسة المزدوجة الروسية في سورية، أنكرت وزارة الدفاع الروسية قصف طائراتها للأحياء السكنية في مدينة إدلب وريفها، وقتلها لعشرات المدنيين. وقال متحدث باسم قاعدة حميميم، إن "طائراتنا الحربية لا تستهدف مواقع ذات طابع مدني، ومهامنا تقتصر على المواقع العسكرية، ولكن الكثير من المقرات الإرهابية تتموضع في مناطق سكنية لاستخدامها كدروع بشرية، ما يتسبب بأضرار وضحايا من المدنيين". تصريحات المسؤول الروسي جاءت تعليقاً على تقرير لوكالة "رويترز"، تحدث عن "مقتل أكثر من 150 مدنياً في إدلب، خلال الأسبوع الماضي، نتيجة قصف الطيران الروسي".

ولم يقتصر التصعيد ضد مناطق المعارضة المشمولة باتفاق "خفض التصعيد" على الشمال السوري، بل طاول أيضاً محيط دمشق ومناطق أخرى، مع مقتل تسعة مدنيين وإصابة 11 آخرين جراء قصف مدفعي على بلدة بيت سوى بريف دمشق في الغوطة الشرقية.

وأفاد الدفاع المدني في الغوطة بأن "من بين الضحايا ثلاثة أطفال ووالدهم"، موثقاً مقتل شخصين أحدهما طفل وإصابة عشرة أشخاص في مسرابا جراء قصف مدفعي على الأحياء السكنية في المدينة. كما أصيب عدد من المدنيين في مدينة دوما بجروح، جلهم أطفال، جراء قصف مدفعي استهدف السوق الشعبي.



والغوطة الشرقية خاضعة لاتفاق "تخفيف التصعيد" برعاية روسية، منذ 22 يوليو/ تموز الماضي، ومنذ صدور القرار استهدف النظام مدنها وبلداتها مراراً بالقذائف، ما خلّف خسائر بشرية ومادية، رغم توقف الغارات الجوية. وجاء القصف بعد مقتل عشرات المقاتلين في قوات النظام على أطراف جوبر وعين ترما، نتيجة تعرضهم لكمائن من قبل "فيلق الرحمن" العامل في المنطقة.

وأعلن المتحدث الرسمي باسم الفيلق، وائل علوان، أن "حصيلة ثلاثة كمائن نفذت خلال 24 ساعة، أوقعت أكثر من 50 قتيلاً وعشرات الجرحى من قوات الفرقة الرابعة التابعة للنظام". وأكدت وسائل إعلام روسية هذه الخسائر، لكنها ذكرت أن "45 عنصراً من قوات النظام قُتلوا خلال هذه الكمائن".

ومع انشغال قوات النظام وحليفتها روسيا بالمعارك ضد مناطق المعارضة، أعلن تنظيم "داعش" مقتل جندي روسي وأسر اثنين في دير الزور. وذكرت وكالة "أعماق" المقربة من التنظيم، أن "جندياً روسياً قُتل خلال معارك في بلدة الشولا في صحراء دير الزور الغربية"، مشيرة إلى أنه "تمّ أسر جنديين آخرين من القوات الروسية وجندي من قوات النظام في البلدة". ونفى الروس مقتل أو أسر جنود لهم. وسقط لحزب الله نحو 14 قتيلاً في هجمات لـ"داعش" في ريفي دير الزور وحمص.

وبلدة الشولا استراتيجية، لكونها واقعة على أوتوستراد دمشق - دير الزور، الأمر الذي أدى إلى قطعه مجدداً. ونقلت وكالة "سبوتنيك " الروسية عن مصدر عسكري تابع للنظام قوله إن "مسلحي التنظيم شنّوا هجوماً عنيفاً من ثلاثة محاور، الأول باتجاه التلال المحيطة بالسخنة بريف حمص الشمالي الشرقي، والثاني باتجاه كباجب، والثالث باتجاه الشولا، وتمكنوا بعد ذلك من السيطرة على تلال الهيل، جنوب السخنة، والشولا وكباجب". وأضاف المصدر أن "الجيش استعاد الشولا وتلال الهيل بعد معارك عنيفة خاضها ضد مسلحي التنظيم استمرت ساعات عدة، في حين استمرت الاشتباكات بين الطرفين لاستعادة كباجب". وفي ريف حمص الشرقي، قتل 58 عنصراً من قوات النظام إثر هجوم مباغت شنه تنظيم "داعش" على مواقع جنوب مدينة السخنة بريف حمص الشرقي.

المساهمون