رئيس نادي القضاة نجم افتتاح "القاهرة السينمائي"

يتحلق المصورون في المهرجانات الفنية عادة حول السجادة الحمراء لالتقاط صور النجوم الحاضرين، مع اهتمام متزايد بأزيائهم والإكسسوارات التي يرتدونها، وملاحظة من يحضر مع من، ومن تحضر بدون من، وغيرها من القصص المثيرة للقراء.

لكن مساء الأحد في مسرح محكى القلعة كان قاضٍ معروف بتصريحاته الإعلامية المثيرة للجدل، نجم افتتاح الدورة الـ36 من مهرجان القاهرة السينمائي، برغم حضور عشرات الفنانين الذين كانوا في الخلفية.

المهرجان السينمائي الأهم في الشرق الأوسط، والدولي الوحيد في المنطقة العربية، كان نجمه الحقيقي لا علاقة له بالفن على الإطلاق. وإنما شخص جاءت كل شهرته من خلال مؤتمرات غريبة وتصريحات أغرب كان يطلقها يوميا، في حالة عبثية أفرزتها برامج "التوك شو" الليلية.

وبينما فنانون ومنتجون يطوفون في قاعة الافتتاح لا يجدون مكانا للجلوس، وآخرون يجلسون في صفوف متأخرة، يظهر رئيس نادي قضاة مصر، أحمد الزند، في الصف الأول إلى جوار وزير الثقافة جابر عصفور، ورئيس المهرجان الناقد سمير فريد، ورئيس وزراء مصر السابق عصام شرف.

دعك من لون "كرافت" سمير فريد. ودعك من حيرة المخرج مجدي أحمد علي الذي يدور في قاعة الحفل باحثا عن مكان. والمخرج والمنتج محمد العدل الذي يجلس في الصف السادس. لماذا يجلس أحمد الزند في الصف الأول في افتتاح مهرجان سينمائي؟ ما علاقته بالسينما أصلا؟ وهل هو أحد المسؤولين الرسميين في البلاد ليتم الاحتفاء به بهذه الطريقة؟ وكيف لا يخصص الصف الأول في مهرجان سينمائي للسينمائيين؟

الأكثر سخرية أن وزارة الثقافة احتفت بحضور الزند للحفل، من خلال أربع صور له في الافتتاح مع وزير الثقافة، من أصل 12 صورة فقط وزعها المكتب الإعلامي للوزير على الصحافيين المعتمدين في الوزارة، بينما لم يظهر في الصور الرسمية فنان أو سينمائي إلا الممثل الكبير محمود ياسين في صورة يتيمة.

ويبدو الاحتفاء بالزند مقصودا، باعتباره أحد أركان الانقلاب على الرئيس المعزول محمد مرسي، وباعتبار أن نادي القضاة بات له مكانة مميزة في النظام المصري الجديد، ربما تفوق وزارة العدل نفسها، ما دعا وزارة الثقافة والمهرجان إلى توجيه دعوة له، في سابقة لم يعرفها المهرجان في تاريخه.

وفي حين أكد البيان الرسمي الصادر عن وزارة الثقافة المصرية حضور وزير التخطيط أشرف العربي ووزير التموين خالد حنفي للحفل، إلا أن أيا منهما لم يظهر على الإطلاق في الصور المرفقة مع البيان الصحافي الرسمي. وكأن الموظف الذي أرسل البيان لا يرغب في ظهور وزير آخر في البيان بخلاف جابر عصفور.

ويقام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي هذا العام في ظروف صعبة للغاية، فالبلاد في وضع سياسي واقتصادي وأمني متدنٍّ، وكثير من الفنانين، ومعظمهم موالٍ للنظام الحاكم حاليا، يخشون على مهنتهم وعلى الفن بشكل عام، رغم كل ما روّجوه أيام حكم الرئيس محمد مرسي من خطر حكمه على صناعة الفن المصري.