أهالي برقة يشيعون الفلسطيني قصي معطان: هتافات غاضبة وتمجيد للشهيد
شيّع أهالي قرية برقة والقرى المجاورة لها، وسط الضفة الغربية المحتلة، ظهر اليوم السبت، جثمان الشهيد قصي جمال معطان (19 عاماً)، الذي استشهد أمس الجمعة، متأثراً بإصابة حرجة برصاص مستوطنين خلال تصديه لهجومهم على القرية.
وانطلق موكب تشييع جثمان الشهيد معطان من مجمع فلسطين الطبي في مدينة رام الله، حيث أعلن عن استشهاده، قبل الانتقال به إلى منزل ذويه في برقة لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه، ثم إلى مسجد النور قرب منزله، حيث ودّعه شبان وأهالي القرية، وأدوا عليه صلاة الجنازة بعد صلاة الظهر مباشرة.
وانطلقت جنازة حاشدة حاملة جثمان معطان على الأكتاف وصولا إلى المقبرة وسط هتافات غاضبة، وأخرى تمجّد الشهيد، فيما رفع المشاركون الأعلام الفلسطينية ورايات الفصائل المختلفة.
وكان معطان قد أصيب برصاص أحد المستوطنين، خلال تصدي أهالي القرية لهجومهم على منطقة الحدب.
وروت عبير معطان، عمة الشهيد، لـ"العربي الجديد"، الساعات الأخيرة التي عاشتها العائلة، بعدما لبى قصي النداء الذي أطلق عبر مكبرات الصوت لصدّ هجوم المستوطنين.
وأضافت: "هجم المستوطنون على أرض قريتنا، كانوا يريدون حرقها والاعتداء على الناس، فاندفع كل الشبان، وبعد وصول قصي إلى هناك وردنا اتصال يفيدنا بأنه قد أصيب، لم نتوقع في البداية أن إصابته بالرصاص الحي، وبعد عدة دقائق أعلنوا استشهاده. كان الخبر كأنه كذب في بداية الأمر، لكن النتيجة أنه استشهد وهو يدافع عن أرضه وبلده".
وكان قصي معطان، وفق عمته، يهبّ للتصدي لهجوم المستوطنين المتكرر مع باقي الشبان كلما كان في القرية.
وتعليقا على اعتداءات المستوطنين المتكررة، تقول عمة الشهيد: "في الفترة الأخيرة يكررون اقتحاماتهم واعتداءاتهم على القرية، المستوطنون يقومون بذلك بالليل أو بالنهار، ويكررون الاعتداءات على شبان قريتنا".
وأكد شهود عيان لـ"العربي الجديد" أن جيش الاحتلال الإسرائيلي اختفى لساعات، رغم استمرار اعتداءات المستوطنين، واندلاع مواجهات بينهم وبين أهالي القرية مساء أمس، الذين هبّوا لصد الهجوم والدفاع عن أرضهم وعن المنازل على أطراف القرية.
وقال أحد الشبان لـ"العربي الجديد"، مفضلا عدم الإفصاح عن اسمه: "جيش الاحتلال يبقى بعيدا عن المشهد طالما الغلبة للمستوطنين، ولاحقا حين قدم إلى المكان بعد ساعات كان هدفه حماية المستوطنين، وكأنه أعطى المجال والفترة الكافية للمستوطنين ليقوموا بما يريدون".
من جهته، قال عضو المجلس القروي سلطان عسلية لـ"العربي الجديد"، وهو يقف قبالة عدد من البيوت المتنقلة على شكل بؤرة استيطانية أعلى إحدى تلال القرية: "استمر المستوطنون لساعات في هجومهم"، مشيراً إلى أن جيش الاحتلال لم يصل إلا بعد حدوث العديد من الاعتداءات وتسجيل قرابة 7 إصابات، سواء برصاص المستوطنين، أو حجارتهم أو عصيهم وهراواتهم، واستشهاد الشاب معطان.
وأكد عسلية أن المستوطنين كانوا مسلحين، وأطلقوا النار بشكل عشوائي، وكان الشهيد معطان من أوائل المصابين. وأضاف أن أهالي القرية أصرّوا رغم ذلك على التصدي للمستوطنين، مشيرا إلى مساندتهم أمس من أهالي قرية دير دبوان المجاورة.
رائد نوابيت، أحد أبناء القرية، أكد لـ"العربي الجديد" أن الأهالي هبوا فور وصول رسائل لهم بهجوم المستوطنين الذين أطلقوا النار بشكل عشوائي، مستخدمين مقاليع لإلقاء الحجارة تجاه الأهالي، ليصاب هو بإحدى تلك الحجارة في رأسه.
ويعد الشهيد معطان واحدا من تسعة شهداء فلسطينيين على الأقل سقطوا برصاص مستوطنين منذ بداية العام الحالي 2023.
الشيخ يطالب بإدراج حزب بن غفير على قوائم الإرهاب
في غضون ذلك، طالب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ، اليوم السبت، المجتمع الدولي والمنظمات الأممية باعتبار حزب وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير حزباً إرهابياً، لتاريخه الشخصي والحزبي في التحريض على قتل الفلسطينيين.
وشدد الشيخ في تصريح صحافي، على ضرورة إدراج الحزب على قوائم الإرهاب العالمية، مشيراً إلى أن قاتل الشهيد معطان في برقة هو عضو في حزب بن غفير.
"كتيبة طولكرم" تستهدف بؤرة استيطانية
هذا، وأعلنت كتيبة طولكرم التابعة لسرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم السبت، استهدافها بؤرة استيطانية مقامة على أراضي بلدة كفر اللبد شرقي طولكرم شمالي الضفة الغربية المحتلة.
وقالت الكتيبة في بيان صحافي: "تمكن جند الكتيبة الميامين الساعة 05:10 مساء اليوم، من تنفيذ عملية إطلاق نار استهدفت خيمة للمستوطنين في مستوطنة "أفني حيفتس" المقامة على أراضي طولكرم بصليات كثيفة ومباشرة من الرصاص".
