الحكومة اليمنية تحشد الأحزاب ضد الحوثيين: يجب تجاوز الأخطاء

الحكومة اليمنية تحشد الأحزاب في مواجهة الحوثيين: يجب تجاوز الأخطاء ولا مجال لتصفية الحسابات

23 أكتوبر 2021
عبد الملك في اجتماع افتراضي مع ممثلي الأحزاب والقوى المشاركة في الحكومة اليمنية (تويتر)
+ الخط -

 طالبت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، السبت، الأحزاب والقوى السياسية، بدعم حزمة أولويات استثنائية ومساندة جهودها في تجاوز المخاطر العسكرية والاقتصادية والخدمية، والتوقف عن المناورات السياسية وتصفية الحسابات.

وجاءت هذه المطالبة في اجتماع افتراضي لرئيس الوزراء معين عبد الملك مع ممثلي الأحزاب والقوى المشاركة في حكومة المحاصصة، بعد عجز حكومي عن كبح الانهيار الاقتصادي للعملة الوطنية والانتكاسات العسكرية في جبهات مأرب وشبوة، وفي ظل خلافات واسعة داخل المعسكر المناهض لجماعة الحوثيين.

وشارك في الاجتماع ممثلون عن أحزاب التجمع اليمني للإصلاح والمؤتمر الشعبي العام الموالي للشرعية والتنظيم الوحدوي الناصري والحزب الاشتراكي اليمني والرشاد السلفي ومكّون مؤتمر حضرموت الجامع، فيما غاب أي ممثل عن المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا والذي يشارك بخمس حقائب وزارية في حكومة المحاصصة.  

ووفقا لوكالة "سبأ" الرسمية، فقد شدد الاجتماع الذي شارك فيه قياديو الأحزاب على أن الجميع أمام "مسؤولية تاريخية واستثنائية" ولم يعد لدى أحد ترف الوقت للمناورة السياسية أو تصفية الحسابات مع ما يجري في الجوانب العسكرية والاقتصادية والمعيشية، كما تم التأكيد على ضرورة "مراجعة الأخطاء وتجاوزها".

وبعد نحو عام من انصراف الأحزاب اليمنية إلى المناكفات التي مهدّت للحوثيين فرصة للتغلغل في محافظات جديدة، أبلغ رئيس الحكومة، قادة الأحزاب، أن الامتحان الصعب الذي تخضع له الحكومة بكل مكوناتها "يحتم على الجميع التركيز على القضايا الجوهرية والحقيقية لاستعادة الدولة وإنهاء الانقلاب الحوثي واستكمال بناء المؤسسات".

وقال رئيس الوزراء اليمني، معين عبدالملك إن عمل القوى السياسية في هذه المرحلة لدعم جهود الحكومة "أمر أساسي لمعالجة وتجاوز الصعوبات التي لن تستثني آثارها أحدا"، وإن المسؤولية التاريخية تضع كافة القوى السياسية المشاركة في حكومة الكفاءات أمام اختبار حقيقي لدعم مؤسسات الدولة".

وفيما أشار إلى أن الأوضاع الخطيرة تستدعي امتثال الأحزاب في خطابها وإعلامها، ذكر عبدالملك أن دعم المجتمع الدولي لحكومته مرهون بالنجاح ومعالجة الأزمات المتداخلة، وأن النجاح مهمة كافة القوى السياسية والمشاركة في الحكومة، مثلما هو مهمة الحكومة.

وأضاف أن "الخطر الحوثي والمشروع الإيراني في اليمن لن يستثني أحداً، ولا يوجد طرف في منأى".

وشدد عبدالملك على أن "ادخار القوة لغير المعركة الوطنية اليوم سيكون بلا قيمة، وأن أي خلافات داخل القوى المقاومة للمليشيا الحوثية خطأ استراتيجي"، في إشارة إلى المعارك الجانبية داخل صفوف المكونات الموالية للحكومة الشرعية.

وحسب الوكالة، فقد أكد ممثلو الأحزاب السياسية، على أهمية الالتفاف حول الحكومة لمعالجة التحديات التي تم التطرق إليها بشفافية، وشددوا على أهمية "بناء تماسك سياسي داعم للانتصار في المعركة العسكرية".

ولا يُعرف ما إذا كان الاجتماع سيفضي بالفعل إلى توحيد صفوف القوى المناهضة للحوثيين أم لا، وحسب مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد"، فإن غياب المجلس الانتقالي عن اللقاء الافتراضي، لا يعبّر عن موقف سياسي من قبل الانفصاليين.

ويقف الانتقالي الجنوبي كُعقدة رئيسية أمام الجهود الحكومية وخصوصا في الملف الاقتصادي، بعد اتهامات للانفصاليين باستخدام ما يسمى بجمعية الصرافين لضرب البنك المركزي اليمني والقيام بمهامه وهو ما تسبب بانهيار الريال إلى 1300 أمام الدولار الواحد.

موقف
التحديثات الحية

تصعيد واسع جنوبي مأرب

عسكريا، شهدت الأطراف الجنوبية لمحافظة مأرب النفطية، تصعيدا واسعا، يوم السبت، بين الجيش اليمني المسنود بمقاتلات التحالف السعودي، وجماعة الحوثيين المدعومة إيرانيا.

وقال مصدر عسكري في القوات الحكومية لـ"العربي الجديد"، إن السلاسل الجبلية في مديرية الجوبة، جنوبي مأرب، شهدت معارك هي الأعنف على الإطلاق، عقب إحباط الجيش اليمني سلسلة هجمات انتحارية للحوثيين على منطقة نجاء.

وأشار المصدر إلى أن جماعة الحوثيين تحاول السيطرة على منطقة نجاء الاستراتيجية في مسعى منها لقطع خطوط إمداد القوات الحكومية بين مديريتي الجوبة وجبل مراد، لكنها فشلت في ذلك حتى الآن. 

وساند الطيران الحربي للتحالف، المعارك على الأرض، حيث أحصت قناة "المسيرة" الناطقة بلسان الحوثيين، 27 غارة جوية طاولت محافظات مأرب وشبوة والجوف، 16 منها على مديرية الجوبة جنوبي مأرب.

ووفقا للقناة، فقد شن الطيران 3 غارات جوية على مديرية مرخه بمحافظة شبوة، ما يشير إلى أن الهجمات الحوثية قد توسعت إلى مديرية جديدة بهدف تطويق محافظة مأرب من كافة الاتجاهات.

وبعيداً عن مسرح العمليات الرئيسي، أعلن التحالف الذي تقوده السعودية، مساء السبت، تدمير 4 زوارق مفخخة تابعة لجماعة الحوثيين في معسكر الدفاع الساحلي بمحافظة الحديدة المشمولة باتفاق استوكهولم الهش منذ أواخر العام 2018. وذكر التحالف، أنه قام خلال السنوات الماضية بتدمير 91 زورقا للحوثيين، كانت تشكل تهديدا مباشرا على الأمن البحري وخطوط الملاحة والتجارة العالمية في مضيق باب المندب.