الرئيس الجزائري يؤكد التوصل إلى تفاهمات أمنية وفتح الحدود مع النيجر

الرئيس الجزائري يؤكد التوصل إلى تفاهمات أمنية وفتح الحدود مع النيجر

13 يوليو 2021
تولي الجزائر أهمية لافتة لملف الأمن على الحدود مع النيجر (Getty)
+ الخط -

توصلت الجزائر والنيجر إلى اتفاق جديد بشأن ترتيبات أمنية وعسكرية تشمل تأمين الحدود البرية بين البلدين، لصد تحركات وأنشطة الجماعات الإرهابية المسلحة التي تتمركز في مناطق شمالي النيجر والمناطق القريبة من الجزائر.
وتم التوصل إلى الاتفاق خلال الزيارة التي يقوم بها الرئيس النيجري محمد بازوم  منذ مساء أمس إلى الجزائر، حيث التقى الرئيس عبد المجيد تبون وعقد معه جلسة مباحثات موسعة اليوم الثلاثاء، فيما قال الرئيس تبون في إيجاز صحافي عقده الرئيسان عقب الاتفاق، إن المحادثات كشفت عن توافق كبير في المواقف بين البلدين، مشيرًا إلى أنه تم التوصل إلى تفاهمات تخص المجال الأمني  وتأمين الحدود، إضافة لتكوين الإطارات الأمنية والعسكرية لدولة النيجر في المعاهد والمدارس العسكرية في الجزائر. 

كما اتفق الرئيسان على بدء ترتيبات لتنسيق الجهود، بهدف فتح الحدود البرية المغلقة من الجانب الجزائري منذ عام 2014 أمام عمليات التصدير والاستيراد بين البلدين بناء على حاجيات النيجر خاصة، إذ تسمح الحكومة الجزائرية لتجار الولايات الحدودية مع النيجر بالتبادل التجاري وتوريد سلع وبضائع محددة، وبيع أخرى في النيجر وفقا لنظام المقايضة (سلعة مقابل سلعة)، من دون معاملات نقدية أو مالية.

ولم يكشف الرئيس تبون عن كامل فحوى التفاهمات الأمنية، وذكر في سياق آخر أنه تم الاتفاق على التعاون في مجالات الري والنفط والتبادل التجاري، كما أشار إلى موافقة الجزائر على طلب الرئيس النيجري وضع سياسة واضحة بالنسبة للعمال القادمين من النيجر للعمل في الجزائر، حيث يفد الآلاف من العمال النيجريين للعمل في الجزائر، خاصة في قطاع الزراعة جنوبي الجزائر، حيث كانت السلطات الجزائرية تقوم بين الفترة والأخرى بحملات لترحيلهم إلى بلادهم، بسبب المخاوف الأمنية القادمة من وراء الحدود في منطقة الساحل.
من جهته، ثمن الرئيس النيجري محمد بازوم التفاهمات التي تم التوصل اليها مع الرئيس الجزائري، مشيرًا إلى أن" نقاط التعاون شملت جل الاهتمامات، سواء في مجالات الأمن والاقتصاد والشؤون الاجتماعية"، لافتا إلى تركيز بلاده على ثلاثة ملفات تتعلق بالأمن في المناطق الحدودية، خاصة بعد تراجع الاستقرار الأمني في المنطقة في الفترة الأخيرة، إضافة لتنمية المناطق الحدودية وفتح الحدود، ووضع العمال النيجريين في الجزائر.

وتعطي مرافقة وزير الدفاع النيجري ألكاسوم إنداتو للرئيس محمد بازوم خلال الزيارة، ولقاؤه رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق السعيد شنقريحة، مؤشراً إضافياً على أهمية ومركزية الملف الأمني والعسكري والأمن على الحدود ومحاربة الإرهاب والجماعات المسلحة في العلاقات بين الجزائر والنيجر.
وتولي الجزائر أهمية لافتة لملف الأمن على الحدود مع النيجر، حيث تتخوف من عودة المجموعات الإرهابية إلى النشاط قرب الحدود، وهو ما عبر عنه قائد الجيش الجزائري شنقريحة في إبريل/نيسان الماضي، بعد التصاعد اللافت للعنف والنشاط الإرهابي في مناطق شمالي مالي والنيجر، وبعد بروز تنظيم "داعش" في المنطقة، حيث يخوض صراعا مفتوحا مع تنظيمات القاعدة للسيطرة على مناطق النفوذ والممرات الصحراوية.
 كما تؤكد التقارير والتقديرات الأمنية أن الجماعات المسلحة لا تزال تحاول استهداف مدناً حدودية في الجزائر، حيث كانت منطقة تيمياوين الحدودية بولاية تمنراست، أقصى جنوبي الجزائر، قد شهدت، في يناير/كانون الثاني الماضي، تفجيرا انتحاريا بواسطة سيارة مفخخة استهدف ثكنة عسكرية في وسط المدينة.