السودان: الشرطة تطلق الغاز المسيل للدموع لتفريق تظاهرات ضد الانقلاب

الشرطة السودانية تطلق الغاز المسيل للدموع لتفريق تظاهرات ضد الانقلاب العسكري في الخرطوم

07 فبراير 2022
أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين (محمود حجاج/الأناضول)
+ الخط -

أطلقت الشرطة السودانية، اليوم الاثنين، قنابل الغاز المسيل للدموع، في محاولة لتفريق آلاف المحتجين في الخرطوم ضد الانقلاب العسكري، الذي نفذه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان منذ أكثر من ثلاثة أشهر.

وكانت قد انطلقت في الخرطوم وعدد من المدن السودانية، اليوم الاثنين، مليونية فبراير/شباط ضد الانقلاب العسكري.

وتجمعت المليونية التي تنظمها لجان المقاومة السودانية، "مليونية ترس الشمال"، في عدد من النقاط بمدينة الخرطوم، وتوجهت بعد ذلك إلى شارع القصر تمهيداً للوصول إلى محيط القصر الرئاسي لإجبار العسكر على التنحي عن السلطة.

وعند اقتراب المليونية من القصر الرئاسي، أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه والقنابل الصوتية لتفريقها. بينما اشتبكت مجموعات من المشاركين في المليونية مع الشرطة عند منطقة السكة حديد بوسط الخرطوم، ما أسفر عن إصابة عدد من الأشخاص نُقلوا إلى العيادات الميدانية القريبة.  

وكما في الخرطوم، أيضاً خرج مئات الأشخاص بمدينة بورتسودان، مركز ولاية البحر الأحمر، للمشاركة في مليونية 7 فبراير، وحملوا لافتات تدعو إلى عودة العسكر إلى ثكناتهم وعودة الحياة المدنية.

كذلك، خرج الآلاف بمدينة ود مدني، وسط السودان، وتجمعوا بالقرب من منازل الثورة في المدينة، مطالبين بالقضاء لدماء الشهداء ومحاكمة العسكر على كل الانتهاكات ضد المتظاهرين السلميين.

وفي وسط السودان أيضاً، خرجت مدينة المناقل للانضمام إلى مليونية 7 فبراير ضد الانقلاب العسكري، بينما أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية على المحتجين بمدينة الخرطوم بحري.

وشهدت مدينتي عطبرة (شمالاً) وكسلا (شرقاً) تظاهرات مماثلة بشوارع المدينة.

التصعيد الثوري مستمر 

وأكد مشاركون في مليونية "ترس الشمال"، اليوم الاثنين، استعدادهم للمواصلة في التصعيد الثوري حتى سقوط الانقلاب العسكري وتقديم قادته للمحاكمة.

وقال أبو ذر عثمان، أحد المشاركين في المليونية، لـ"العربي الجديد"، إن ا"لشباب السوداني الثائر ضد الانقلاب لا يعرف اليأس"، مشدداً على أنهم "لن يتراجعوا حتى يسقط الانقلاب، وتؤول السلطة للشعب ويرجع العسكر للثكنات".

ورجح أنه "حال عدم تحقق تلك المطالب، ستكون الثورة أبدية"، فيما حذرت الحكامة حواء، إحدى المشاركات، قائد الانقلاب من المضي في قتل المتظاهرين، خاصة أن الشباب يقاومون بصورة سلمية"، جازمة بالوصول إلى المدنية في الوقت القريب.

من جهته، قال ماجد محمد علي، مشارك في التظاهرات، لـ"العربي الجديد"، إن "العنف المفرط الذي يواجه به الانقلاب مطالب الشعب، لن يوقف المد الثوري الممتد منذ أول يوم من انقلاب البرهان، وذلك رغم سقوط نحو 80 قتيلاً".

وأكد أن "استخدام العنف لا يزيد السودانيين إلا إصراراً على المواصلة، مبيناً أن "الشعب يعتقد أن اليأس خيانة، لأن السودان يعيش في تيه منذ الاستقلال في ظل دائرة شريرة من الانقلابات العسكرية".

وقال إن "الوقت الحالي هو اللحظة المناسبة لبناء مدنية تسع الجميع".

وتتفق ميساء، إحدى المتظاهرات، مع علي لجهة أن "اليأس مستحيل بالنسبة لهم"، قائلة لـ"العربي الجديد" "لا مكان لليأس عند الثوار لأن عهدهم مع الشهداء هو المواصلة حتى النصر".

وأشار الرشيد الخواض، أحد المتظاهرين، لـ"العربي الجديد"، إلى أن "الشعب السوداني يواصل إرسال رسائل إلى قادة الانقلاب بأنه لن يهدأ إلا بعد إدخالهم لسجن كوبر مع زعيمهم الرئيس المخلوع عمر البشير، وأن الثورة مستمرة حتى تحقق أهدافها".

وتُعد مليونية "ترس الشمال" الثانية والعشرين من نوعها منذ سيطرة قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان على السلطة في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.