الكردستاني والجيش التركي.. استغلال الشتاء وتصاعد المواجهة المفتوحة

الكردستاني والجيش التركي.. استغلال الشتاء وتصاعد المواجهة المفتوحة

24 ديسمبر 2023
مقاتلو حزب العمال الكردستاني يستغلون الظروف الجوية لمهاجمة الجيش التركي (فرانس برس)
+ الخط -

تصاعدت المواجهة العسكرية بين الجيش التركي وحزب العمال الكردستاني في الأيام الأخيرة، مع الإعلان عن مقتل 12 جنديا تركيا وجرح آخرين في هجمات للكردستاني شمال العراق، فيما واصل الجيش التركي استهداف مواقع للحزب في سورية والعراق.

وشهدت الساحة العراقية في إقليم كردستان العراق بالقرب من الحدود التركية، حصول اشتباكات عنيفة من مسافة قريبة بين مسلحي الكردستاني والجيش التركي، ورغم الحديث عن أن التصعيد يأتي بسبب ظروف فصل الشتاء، إلا أنها تلفت الأنظار في توقيتها.

ودأب الجيش التركي على استهداف مواقع الكردستاني في شمال العراق وشمال سورية على مدار سنوات، ولا يكاد يمر يوم دون الإعلان عن استهداف قياديين في الكردستاني، فيما يرد الأخير بين فترة وأخرى على الجيش التركي.

ولفت سقوط عدد كبير من الجنود الأتراك في غضون 24 ساعة أنظار الشارع التركي بشكل كبير، فيما أرجع مصدر دبلوماسي تركي، اليوم الأحد، هجمات حزب العمال الكردستاني ضد الجيش في شمال العراق خلال اليومين الماضيين، إلى استغلال الحزب للظروف المناخية في أحداث تتكرر كل عام، وأظهرت مشاهد متداولة بمواقع التواصل الاجتماعي اشتباكات تجري في ظل انتشار كثيف للضباب.

وقال المصدر لـ"العربي الجديد": إن "الكردستاني معتاد على هذه العمليات العسكرية في هذا الوقت من كل عام، لأن المسلحين يعتمدون على الظروف المناخية لتنفيذ الهجمات، وهذه المرة كانت الهجمات متتابعة وأسفرت عن وقوع خسائر كبيرة جدا".

وأضاف أن "الهجوم هذا لا يمكن أن يندرج في إطار التطورات الإقليمية في المنطقة رغم الحديث عن ذلك، لأن هجمات الكردستاني جرت سابقا في الشتاء، ومن المتوقع أن تستمر كل عام في ظل الظروف المناخية الصعبة التي تحكم جبال جنوب شرق تركيا وشمال العراق، والحكومة ستواصل مكافحة التنظيم في كافة الفصول".

وقالت قناة خلق التلفزيونية: إن "الاشتباكات بين الكردستاني وقوات الجيش التركي جرت وجها لوجه مع انخفاض مستوى الرؤية إلى متر واحد، بسبب الضباب المكثف وعدم عمل الكاميرات الحرارية في المنطقة، وفي الهجوم الأول كان الضباب شديدا مع هطول الثلوج، وسبب ارتفاع الخسائر هو عدم عمل الأجهزة التقنية الحرارية وعدم فاعلية المسيرات، وعدم قدرة المقاتلات والمروحيات من التحليق في المنطقة، واستمرت هذه الظروف ليأتي الهجوم الثاني مع عدم قدرة القوات المسلحة على إرسال قوات مساندة وعدم إمكانية حركتها بسبب الثلوج وانخفاض الرؤية".

وتأتي عمليات الكردستاني، رغم أن القوات التركية تعمل على إطلاق عمليات أمنية استباقية كل شتاء لمنع استفادة الكردستاني من الظروف المناخية والتموضع داخل المناطق الجبلية، وآخرها إطلاق عملية "الأبطال 35"، والتي أُعلن عن نتائجها اليوم.

وأعلن وزير الدفاع التركي يشار غولر، اليوم الأحد، تحييد 25 مسلحا خلال يومين ليرتفع العدد الإجمالي منذ بداية العام إلى 2156، مؤكدا في بيان نشره حساب وزارة الدفاع التركية على منصة "إكس"، أن "العمليات ستستمر بغض النظر عمن يدعمها". فيما تفقد الوزير المنطقة الحدودية التركية العراقية رفقة قادة القوات عقب مقتل الجنود الأتراك.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد أكد أمس السبت عقب إعلان مقتل الجنود أن "تركيا ستواصل بكل حزم تنفيذ استراتيجيتها في اجتثاث الإرهاب من جذوره حتى القضاء على آخر إرهابي"، وبعد تهديد أردوغان أعلنت وزارة الدفاع التركية، تدمير 29 هدفا وتحييد أعداد كبيرة من المسلحين في غارات جوية على مواقع شمالي والعراق وسورية".

وقال ساروهان أولوتش، النائب البرلماني في حزب شعوب المساواة والديمقراطية "ديم" الكردي: إن "أساس هذه العواقب المؤلمة هو عدم حل المشكلة الكردية في تركيا، وما لم يحدث ذلك فلن نتمكن من الحصول على نتائج تتجاوز مجرد تقديم التعازي في البرلمان".

وعن مآلات العملية العسكرية التركية وتوقيتها، قال الكاتب والصحافي يافوز غونغور أصلان لـ"العربي الجديد": إن "الهجمات الأخيرة زادت من قبل الكردستاني وأدت لسقوط قتلى من الجيش التركي، وسبب ذلك أنه منذ تأسيس مناطق آمنة شمال العراق وإنهاء نشاطات "الكردستاني" هناك، شهدنا في الآونة الأخيرة إجراء الحزب تدريبات عسكرية مع قوات تابعة للقيادي الكردي بافل طالباني والقوات الأميركية، وكان توقيتها يلفت الأنظار".

وأضاف: "تسعى الولايات المتحدة عبر تدريب عناصر مرتبطة ببافل طالباني إلى زيادة فعالية نشاط الكردستاني في المنطقة عبر تقديم تدريبات وأسلحة جديدة، وهذا ما بدا واضحا في الهجمات الأخيرة، ورغم الظروف المناخية الصعبة تمت عملية التسلل للقواعد التركية، كما أن الهجمات تأتي عقب زيارة وفد من الخارجية العراقية مؤخرا لتركيا للحديث عن طريق التنمية الممتد من البصرة لتركيا والاستفادة من المسار لاحقا بإنشاء خط من دول الخليج لنقل النفط والغاز، وهناك دول لا تريد ذلك وتوجه رسائل إلى تركيا".

وشدد على أن "انعكاسات الحدث سيكون كبيرا داخليا وخارجيا، وأن الجيش التركي رد بشكل مباشر على الأهداف في سورية والعراق، وسيواصل الرد عبر هجمات جوية في الفترة الحالية، والأوساط المتابعة تتوقع أن يجري الجيش عمليات عسكرية برية وجوية أوسع مع حلول الربيع للرد على المخاطر المتواصلة، ونحن ننتظر ذلك".
 

المساهمون