المنفي: التدخل الدولي السلبي في ليبيا يرسم مسارات حل متناقضة

المنفي: التدخل الدولي السلبي في ليبيا يرسم مسارات حل متناقضة

22 سبتمبر 2022
المنفي ينتقد تضارب المصالح الدولية (ماري ألتافير/أسوشييتد برس)
+ الخط -

قال رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، مساء الأربعاء، إن "المصالح الفردية للدول المنخرطة في الشأن الليبي، وحروب الوكالة، وتضارب الرؤى حول الحل فيها، لم تمنح الفرصة للخيار الوطني أن يتشكل".

ولفت المنفي في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ77، إلى أن التدخل الدولي السلبي في ليبيا "ما زال يرسم مسارات من الحلول المتناقضة، تدفع بالبلاد إلى أتون مواجهات مسلحة لا تستثني الأبرياء، وتقود إلى مواقف سياسية متصلبة لا تقبل المقاربات الوسطية لجسر الهوة والشراكة في الوطن".

وأكد المنفي "استمرار التزام المجلس الرئاسي بدوره الذي رسمه له الاتفاق السياسي"، موضحا أن المجلس هو "السلطة السياسية العليا في البلاد، والتي تمثل وحدتها محلياً ودولياً، ويضطلع بمهام القائد الأعلى للجيش الليبي، بالإضافة إلى مهمته في قيادة جهود المصالحة الوطنية الشاملة، تمهيداً لانتقال سلمي وديمقراطي للسلطة، عبر انتخابات رئاسية وبرلمانية متزامنة".

وتوجه المنفي بالشكر للاتحاد الأفريقي على تعاونه مع المجلس الرئاسي من أجل إطلاق مشروع المصالحة الوطنية، مبينا أن "مسؤوليتهم تحتم أن يعملوا في مسار وطني متوازن وغير منحاز"، على الرغم مما وصفه بـ"محاولات بعض الأطراف السياسية لجرهم إلى دائرة الصراع السياسي، الذي يعملون لإيجاد حل له لا الانخراط فيه"، على حد قوله.

وأشار المنفي إلى أن جولات الحوار بين مجلسي النواب والأعلى للدولة "لم تفض بعد إلى أي اتفاق حول القاعدة الدستورية اللازمة لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية".

وفي هذا الشأن، أكد أن "هذه الحوارات لا ينبغي أن تستمر من دون حدود زمنية، وأنه على استعداد تام للتدخل من أجل الخروج بالعملية السياسية من طريقها المسدود، متى ما استلزم الأمر ذلك".

وعلى الصعيد الاقتصادي، أكد المنفي أيضا "دعم المجلس الرئاسي لكل الجهود التي أفضت إلى استئناف إنتاج النفط والغاز من كافة مناطق ليبيا"، لما في ذلك من "مصلحة وطنية واستقرار للأسواق الدولية، التي تشهد ضغوطات كبيرة على الاقتصادات المستهلكة للطاقة"، حسب تعبيره.

ولفت إلى حرص المجلس الرئاسي على "إدارة شفافة وعادلة لعوائد النفط، بشكل يُحيدُ المال العام عن الصراع السياسي، ويضمن توظيفه لمصلحة الليبيين دون تمييز سياسي أو جغرافي، بشكل قد يخفف من حدة الصراع الدائر على السلطة التنفيذية، ويوفر بيئةً أكثر استقراراً ومُلاءَمةً للتحول الديمقراطي المنشود".

وأشاد المنفي بالدور الذي تقوم به الأمم المتحدة في ليبيا، على الرغم مما شابه من تباطؤ في الآونة الأخيرة، وفق قوله، مشيرا إلى التطلع لـ"دور فاعل للأمم المتحدة من خلال القيادة الجديدة لبعثتها".

وأضاف قائلا: "نحث البعثة الأممية على مباشرة العمل الجاد لدعم حلولٍ وطنيةٍ جامعة، وذلك بسبب ما تمر به البلاد من انسداد سياسي فتح الطريق أمام المغامرات والمبادرات الفردية، ويكاد أن يعصفَ بكل الإنجازات السياسية التي تحققت من خلال الحوار الليبي، الذي رعته منظمة الأمم المتحدة في ليبيا"، داعيا إلى "إعادة الزخم للمسار الاقتصادي، وضبط الإنفاق العام، وتوجيهِهِ لمستحقيه، والحد من سطوة الفساد".