بيت أمر... بلدة فلسطينية شمال الخليل تواجه الاحتلال والاستيطان

بيت أمر... بلدة فلسطينية شمال الخليل صامدة في وجه الاحتلال والاستيطان

15 فبراير 2024
تتصاعد حالة المقاومة في بيت أمر رغم محاصرتها بالمستوطنات (عاصم ريماوي/الأناضول)
+ الخط -

تشهد بلدة بيت أمر شمال الخليل، جنوبي الضفة الغربية، اقتحامات يومية من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، تصاعدت حدتها، كما كل البلدات والقرى الفلسطينية منذ السابع من أكتوبر/تشرين الثاني، في وقت تتنامى فيه المواجهة في البلدة المحاصرة بالمستوطنات.

تصاعد الاقتحامات

وشهدت بيت أمر خلال الأيام الماضية تصعيدًا مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، كان آخرها يوم أمس الأربعاء، ما أدى لاستشهاد الفتى نيهل بريغيث (17 عامًا)، وإصابة 12 آخرين بالرصاص الحي، خلال اقتحام واسع للبلدة من مختلف المداخل، في محاولة إسرائيلية لطمس حالة المقاومة التي تتنامى رغم تعقيدات المكان الجغرافية للبلدة التي تحاصرها المستوطنات من ثلاث جهات.

وكانت جرّافات الاحتلال ترافقها الآليات العسكرية قد اقتحمت بيت أمر صباح السبت الماضي، وأغلقت مداخلها الفرعية والرئيسية ونفّذت حملة اعتقالات واسعة، وجرّفت الطرق والشوارع في البلدة، كما أغلقت المداخل الفرعية بالسواتر الترابية، ولاحقت أصحاب المركبات غير القانونية، وأطبقت حصارًا خانقًا على البلدة.

رداً على الاقتحام، أطلق مقاومون النار، مساء الاثنين الماضي، صوب مستوطنة كرمي تسور المقامة على أراضي البلدة، فيما نشرت "كتيبة بيت أمر - الرد السريع"، أمس، بيانًا مقتضبًا عبر قناتها على "تليغرام"، قالت فيه "إن نشاط الكتيبة قد بدأ، وإنهم اختاروا طريق الشهادة".

وتتعمد قوات الاحتلال خلال كل اقتحام للبلدة اعتلاء جنودها القناصة أسطح منازل المواطنين، واستهداف الشبان في أقدامهم بالرصاص المتفجر "التوتو"، مثل ما حصل في آخر اقتحام على سبيل المثال.

ولا يبدو تصعيد الاحتلال في بلدة بيت أمر غريبًا وفق منسق لجان المقاومة الشعبية في البلدة يوسف أبو ماريا، إذ يقول في حديث لـ"العربي الجديد" "إن حالات إطلاق النار تجاه المستوطنات المقامة على أراضي للبلدة لم تتوقف منذ بداية الحرب على غزة وقبلها، كما أن المواجهات لم تتوقف، رغم اعتقال عشرات الشبّان، واستشهاد ستة شبان في البلدة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الاول الماضي".

ويوضح أبو ماريا أن "مقاومة بيت أمر اكتسبت القوة والاستمرارية من السرّية والفردية في العمل، حيث إن معظم عمليات إطلاق النار تحصل بشكل فردي أو ثنائي، وبالتالي تصعب على الاحتلال ملاحقة المنفذين".

إضافة إلى ذلك، "يتجنب المقاومون ممارسة العروض العسكرية في شوارع البلدة، ما جعل المعلومات عن المقاومين شحيحة أو شبه معدومة، ودفع الاحتلال لتنفيذ اقتحامات يومية وحملات اعتقال وتفتيش للمنازل بحثًا عن طرف خيط يفضي لاعتقال مقاوم"، بحسب قول أبو ماريا.

وقدمت بيت أمر البالغة مساحتها 32 ألف دونم ويقطنها 20 ألف نسمة، والتي تعد من البلدات الصغيرة نسبيًا مقارنة بقرى أخرى في المحافظة، قرابة 90 شهيدًا منذ ثمانينيات القرن الماضي، وأكثر من ألف إصابة خلال المواجهات مع الاحتلال في السنوات الخمس الأخيرة.

وتواجه البلدة الصغيرة اقتحامات يومية واعتقالات من جيش الاحتلال، حيث يزيد عدد الأسرى من بيت أمر عن 250 أسيرًا، فيما كانت في الماضي من أوائل بلدات الضفة الغربية التي يقتحمها الاحتلال في الانتفاضة الأولى، مستخدمًا راجمات الحجارة لتفريق الحشود والمواجهات العنيفة.

حصار بالاستيطان

تواجه بلدة بيت أمر توسّعًا استيطانيًا فيها، إذ تحاصرها أربع مستوطنات مقامة على أراضيها، هي "تجمع غوش عتصيون، ومجدال عوز، وكرمي تسور، وبيت عين"، فيما يخطط الاحتلال للاستيلاء على المزيد من الأراضي فيها، لا سيما أن 65 بالمئة من أراضي البلدة تصنف مناطق (ج) تحت السيطرة الإسرائيلية، حسب اتفاقية أوسلو.

وكان الاحتلال قد أزال في السابع من ديسمبر/كانون الأول الماضي البرج العسكري من مدخل البلدة الرئيس بعد 23 عامًا، ومع ذلك لم تتراجع حدة المقاومة وفق أبو ماريا، نظرًا لاستمرار توسّع المستوطنات المحاذية لها من ثلاث جهات واحتكاك أهالي البلدة ومواجهتهم للمستوطنين وجيش الاحتلال الذي يحميهم.

بيت أمر من دون خدمات صحية

رغم المواجهات والإصابات في بيت أمر بشكل يومي، فإن البلدة تعاني من انعدام الخدمات الصحّية، وهو أمر قد يؤخر علاج المرضى والمصابين، وربما يودي بحياتهم.

ويقول أبو ماريا: "تلقينا وعودًا من وزارة الصحة الفلسطينية بتأسيس مركز صحي في البلدة، ولكن ذلك لم ينفذ، وطالبنا جمعية الهلال الأحمر بأن توجد مركبات الإسعاف التابعة لها بشكل يومي بدلًا من يومين في الأسبوع، ولكن مناشدتنا لم تلق تجاوبًا من أحد، وفي معظم الأحيان يتأخر إنقاذ الإصابات لعدم وجود مركبات إسعاف".

المساهمون