تقرير أميركي ينتقد إدارة الأزمة خلال عملية الإجلاء من أفغانستان

تقرير أميركي ينتقد إدارة الأزمة خلال عملية الإجلاء من أفغانستان

01 يوليو 2023
شهد مطار كابول فوضى كبيرة إبان إعلان أميركا الانسحاب من أفغانستان (Getty)
+ الخط -

خلص تقرير رسمي أميركي إلى أن المسؤولين عن عمليات الإجلاء الجماعية من أفغانستان في آب/أغسطس 2021، واجهوا عراقيل بسبب عدم وجود إدارة مركزيّة للأزمة والغموض الذي اعترى مسألة اتّخاذ القرار، والرسائل العلنيّة المُلتبسة التي صدرت عن واشنطن آنذاك.

وانتهى العمل على هذا التقرير الداخلي لوزارة الخارجيّة الأميركيّة قبل أكثر من عام، لكنّه نُشر، أمس الجمعة، عشيّة عطلة نهاية الأسبوع الطويلة في الولايات المتحدة بمناسبة العيد الوطني في الرابع من تمّوز/يوليو.

ودعا التقرير إلى إجراء إصلاحات تشمل تعيين مسؤول واحد فقط في أيّ أزمة مستقبليّة، وفصل التخطيط للإجراءات الطارئة عن الاعتبارات السياسيّة.

وكان وزير الخارجيّة، أنتوني بلينكن، أمر بإجراء هذه المراجعة بعد مشاهد الفوضى في مطار كابول الدولي، عندما نظّم الجيش الأميركي عمليّة إجلاء واسعة إثر عودة حركة طالبان إلى السلطة.

وأشاد التقرير بنجاح هذا الجسر الجوّي، الذي أتاح إجلاء 125 ألف شخص بينهم 6 آلاف أميركي، لكنّه أشار إلى أنّ عمليّة الإجلاء واجهت "تحدّيات كبرى" مرتبطة بواقع أنّ كبار المسؤولين في إدارة الرئيس جو بايدن "لم يتّخذوا قرارات واضحة" منذ البداية لناحية إجلاء الأفغان المعرّضين للخطر.

وأضاف التقرير أنّ "التغييرات المستمرّة في التوجيهات، والرسالة التي بُعِثت من واشنطن زادت الارتباك"، وذكر التقرير أنّ إدارة بايدن ورثت تأخيراً في ملفّات طلبات التأشيرات التي تراكمت خلال إدارة دونالد ترامب.

وكانت الاستخبارات الأميركيّة تعتقد أنّ الحكومة الأفغانيّة الموالية للغرب قادرة على الاحتفاظ بالسيطرة على كابول "أسابيع أو حتّى أشهر".

وأوضح التقرير أنّ "الأمر الذي أعاق إلى حدٍّ ما الاستعداد للأزمة وتخطيط" الاستجابة لها تمثّل في "الخشية من إرسال إشارة خاطئة، خصوصاً رسالة قد توحي بأنّ الولايات المتحدة لم تعُد تثق في الحكومة الأفغانيّة" وبالتالي تسريع سقوطها.

واقترح التقرير أن توضَع برامج للإجلاء بشكل روتيني، في حين تحدّثت تقارير صحافيّة في الآونة الأخيرة عن استعدادات أميركيّة في حال اندلاع أزمة في تايوان.

من جانبها، اعتبرت حكومة "طالبان"، السبت، أن الرئيس الأميركي جو بايدن أكد في تصريح مرتجل عدم وجود تهديد لتنظيم القاعدة في أفغانستان.

كان بايدن بصدد إنهاء مؤتمر صحافي الجمعة بشأن وقف المحكمة العليا الأميركية برنامجه لتخفيف ديون الطلاب، عندما سئل عما إذا كان يعترف بارتكاب أخطاء خلال الانسحاب من أفغانستان عام 2021.

وردّ "لا، لا. كل الأدلة تشير إلى ذلك"، وفق ما أورد البيت الأبيض في نسخة مكتوبة لتصريحاته.

وأضاف "هل تتذكرون ما قلته عن أفغانستان؟ قلت إن القاعدة لن تنشط هناك... قلت إننا سنحصل على مساعدة من طالبان. ماذا يحدث الآن؟ ما الذي يحدث؟ اقرأوا ما تكتبه صحافتكم. كنت على حق".

وعلقت وزارة الخارجية الأفغانية، السبت، على تصريحات بايدن. وقالت الوزارة في بيان "نعتبر تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن عدم وجود جماعات مسلحة في أفغانستان إقرارا بالواقع". وأضافت أن ذلك "يدحض التقرير الأخير لفريق مراقبة العقوبات التابع للأمم المتحدة والذي يزعم وجود ونشاط أكثر من عشرين جماعة مسلحة في أفغانستان".

وتشدّد سلطات طالبان على أنها لا تسمح لجماعات مسلحة تتآمر ضد دول أخرى باستخدام أراضي أفغانستان، وتنكر وجود القاعدة. ولم تعترف "طالبان" بمقتل زعيم القاعدة أيمن الظواهري في غارة أميركية بطائرة مسيّرة في وسط كابول العام الماضي، وتقول إن التحقيقات في ما حصل مستمرة.

(فرانس برس)

المساهمون