تقرير جديد يكشف استهداف روسيا "عمداً" مسستشفيات خيرسون الأوكرانية

تقرير جديد يكشف استهداف روسيا "عمداً" مسستشفيات خيرسون الأوكرانية

21 سبتمبر 2023
مستشفى في خيرسون تعرض لقصف روسي في مارس 2023 (إيهور بيدشينكو/Getty)
+ الخط -

كشفت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، الأربعاء، نقلاً عن تقرير جديد لـ"مركز المرونة المعلوماتي CIR" استهداف روسيا المرافق الطبية في مدينة خيرسون الأوكرانية "عمداً وبشكل متكرر"، ما ألحق أضراراً بمستشفيات الأطفال وأقسام الولادة بشكل مشابه للتكتيك الذي اتبعته موسكو في عملياتها العسكرية بسورية.

واعتمد الباحثون في تقريرهم على صور الأقمار الصناعية وروايات الشهود والصور المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي بما فيها القنوات الرسمية، لإثبات أنّ القصف الروسي تسبّب في أضرار مباشرة للمنشآت الطبية.

وكشف التقرير أنّ سبع منشآت طبية في خيرسون، على الأقل، تضررت في 14 هجوماً منفصلاً على مدار ستة أشهر بين ديسمبر/ كانون الأول 2022 ومايو/ أيار 2023. وأحدثت إحدى الطلقات فجوة كبيرة في جدار مركز أمراض القلب الإقليمي بالمدينة، والذي تعرّض للقصف ثلاث مرات.

وكانت القوات الروسية قد اجتاحت مدينة خيرسون العام الماضي في الأيام الأولى من غزوها لأوكرانيا، لتعود القوات الأوكرانية وتخرجها من المدينة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، في إطار هجوم أوكراني مضاد.

ومنذ ديسمبر/ كانون الأول 2022، يقصف الجيش الروسي مدينة خيرسون من مواقعه على الضفة اليسرى القريبة لنهر دنيبرو، ويستهدف القصف الروسي البنية التحتية للمدنية، بما في ذلك المدارس والمنازل السكنية الخاصة والمستشفيات ومحطة السكك الحديدية.

وتعرّضت بعض المرافق للقصف عدة مرات، وكان آخر هجوم على مستشفى في خيرسون قد وقع في أغسطس/ آب الماضي. ويقول التقرير "يبدو أنّ بعض هذه المواقع يتم استهدافها بشكل متعمّد ومتكرر"، مضيفاً "أصبح الوضع رهيباً بالنسبة للسكان".

وفي 27 ديسمبر/ كانون الأول 2022 سقطت قذيفتان على جناح الولادة المزدحم داخل مستشفى في خيرسون، وسقطتا على بعد 10 أمتار فقط من النساء اللاتي لديهن أطفال حديثو الولادة. وقال الطبيب سيرغي موروزوف عن ذلك اليوم: "أدخلناهم بسرعة إلى الملجأ. الأمر كان مرعباً، ولم يصب أحد".

وبعد أربعة أيام، عشية رأس السنة الجديدة، شنّ الروس هجوماً مدمراً على جميع أنحاء المدينة، وأدى القصف إلى تدمير المباني، بما في ذلك مستشفى الأطفال الإقليمي في خيرسون حيث تحطمت 700 نافذة. وأدى الانفجار إلى إصابة طفل صغير وشقيقته وهما يسيران في الشارع.

ونقل الصبي إلى المستشفى وعولج من جرح كبير في ساقه يهدد حياته، وبينما كان ينتظر عملية نقل دم طارئة، أصابت قذيفة الغرفة المجاورة. وقال التقرير إنه نقل بعد ذلك إلى ميكولايف، على بعد 70 كيلومتراً.

كما استهدفت وحدات المدفعية الروسية مستشفى الولادة رقم واحد في المدينة، ومركز تأهيل الأطفال ذوي الإعاقة، ومستشفى إقليمي، كما استهدفت المدفعية مجمعاً طبياً في شمال شرق خيرسون كان يؤوي 120 مريضاً، وتضررت وحدات الولادة والسرطان.

وأشار التقرير إلى أنّ خيرسون كانت "ضعيفة للغاية" لأنها كانت قريبة من المواقع الروسية. ووقعت مدن أوكرانية أخرى على خط المواجهة ضحية "قصف استراتيجي" مماثل لما استخدمته موسكو في حملتها العسكرية في سورية دعماً لنظام الأسد الحاكم.

وقال التقرير إنّ "الأنشطة الروسية في خيرسون تذكرنا بشكل لافت للنظر بالتكتيكات الروسية في سورية، حيث تم تنفيذ ضربات عقابية في المناطق التي يسيطر عليها المعارضون في إدلب وحلب"، وكانت هذه العمليات "غير مرتبطة بأي عمليات برية" واستهدفت "البنية التحتية الطبية" ومحطات معالجة المياه.

وتشير "ذا غارديان" إلى صعوبة مواجهة الجنود الروس على الضفة اليسرى من نهر دنيبرو لأنهم يحتمون بالخنادق المحصنة والقرى الواقعة على ضفاف النهر، وهذا يعني استمرار معاناة مدينة خيرسون.

المساهمون