روسيا كانت قريبة من اعتقال زيلينسكي مع بداية غزو أوكرانيا

روسيا كانت قريبة من اعتقال زيلينسكي في الساعات الأولى من غزو أوكرانيا

30 ابريل 2022
زيلينسكي لم يتخلّ عن مسؤولية قيادة بلاده وسط الحرب (جون مور/Getty)
+ الخط -

كشف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أنّ كوماندوس روسياً كان قريباً جداً من اعتقاله برفقة أفراد أسرته في الساعات الأولى لبدء الاجتياح الروسي لبلاده، وذلك في تصريحات أدلى بها مع عدد من موظفيه لمجلة "تايم" الأميركية.

وقالت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية، في تقرير لها، اليوم السبت، إنّ نيران العدو كانت تسمع داخل جدران مكتب زيلينسكي في شارع بانكوفا بالعاصمة كييف بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن بدء الحرب على أوكرانيا، في 24 فبراير/شباط الماضي.

وقبل طلوع الشمس في ذلك اليوم يتذكر زيلينسكي أنه وزوجته أولينا زيلينسكا، ذهبا لإخبار ابنتهما البالغة 17 عاماً، ألكسندرا، وابنهما ذي التسعة أعوام، كيريل، أنّ القصف قد بدأ، وشرعا في تحضيرهما للفرار من المنزل.

وأوضحت الصحيفة أنّ الجيش الأوكراني أخبر الرئيس بعد وقت وجيز بأنّ وحدات انغماس روسية حطت بمناطيد جوية فوق كييف، وأنها مكلفة بمهمة اغتياله وعائلته أو اعتقالهم. وقالت الصحيفة إنّ الرئيس الأوكراني، كشف لمراسل مجلة "تايم" سيمون شاستر، أنه رفض مغادرة المكاتب الرئاسية، رغم أنها لم تعد آمنة.

وبينما كانت الوحدات الأوكرانية تقاتل الروس في الشوارع، تورد الصحيفة نقلاً عن "تايم"، حاول عناصر الحرس الرئاسي تأمين المكان الذي كان يحتمي داخله زيلينسكي بالاستعانة بأي شيء متوفر. وكمثال على ذلك، أشارت إلى أنه تم إغلاق باب بحواجز للشرطة وألواح الخشب، ما جعل التحصين يبدو ككومة من الخردة موضوعة فوق بعضها بعضاً.

إلى ذلك، أوضحت "ذا تايمز" أنه من أجل الاطلاع على كافة التفاصيل التي تخص الساعات الأولى للاجتياح الروسي لأوكرانيا وكذا الروتين اليومي للرئيس، أمضى شاستر أسبوعين مع زيلينسكي وفريقه، أجرى خلالها عدة مقابلات معه وعدد من مساعديه.

وكشف هؤلاء لشاستر أنّ الأصدقاء والحلفاء سارعوا إلى البقاء مع الرئيس في المكان الذي كان يحتمي بداخله صبيحة الغزو، منتهكين بذلك البروتوكول الأمني.

وكان من بين هؤلاء رئيس البرلمان روسلان ستيفانتشوك، الذي يتولى المهام الرئاسية في حال اغتيال زيلينسكي، وهو ما يعني، بحسب "ذا تايمز"، أنه كان الأجدر به الاحتماء في مكان آخر.

وبخصوص تلك الساعات الأولى قال ستيفانتشوك لشاستر "لم يكن الخوف بادياً على ملامحه، بل كان يردد سؤالاً واحداً: كيف يمكن أن يحصل هذا؟ ربما قد تبدو هذه الكلمات فضفاضة أو متعالية، لكننا شعرنا أنّ النظام العالمي يتهاوى".

وكشف أحد كبار مساعدي زيلينسكي للمراسل الأميركي، أوليكسي أريستوفيش، أنّ الوحدات الروسية نفذت محاولتين لتفجير المكان الذي كان يحتمي بداخله زيلينسكي.

وقالت صحيفة "ذا تايمز" إنه يستشف من خلال المقابلات التي أجراها شاستر أنّ زيلينسكي وفريقه شعروا بضرورة التواصل مع الشعب الأوكراني بينما الحرب تدور رحاها.

"إنك تدرك أنهم يشاهدون ما يجري"، كما قال زيلينسكي لشاستر، قبل أن يضيف: "أنت رمز. يتعين عليك التصرف كما يتوجب على رئيس دولة أن يتصرف".

وفي الليلة الثانية من الاجتياح، بحسب الصحيفة، صوّر الرئيس الأوكراني شريط فيديو مرتدياً لباساً عسكرياً أخضر، تحول فيما بعد إلى الزي الحربي لباقي المسؤولين. "نحن جميعنا هنا للدفاع عن استقلالنا وعن بلادنا"، ختم زيلينسكي.