زيارة بيربوك إلى بيروت: تكثيف الضغط على "حزب الله" للتهدئة

زيارة وزيرة خارجية ألمانيا إلى بيروت: تكثيف الضغط على "حزب الله" لتهدئة جبهة الجنوب

20 أكتوبر 2023
تأتي زيارة بيربوك في سياق حركة الوفود التي تختار لبنان محطة ضمن جولاتها (Getty)
+ الخط -

شددت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، اليوم الجمعة، خلال لقائها مع رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان، نجيب ميقاتي، على "ضرورة تلافي الحسابات الخاطئة وإبقاء لبنان بمنأى عن الصراع قدر المستطاع".

وكانت بيربوك وصلت في وقت سابق اليوم إلى لبنان في إطار جولتها على المنطقة لبحث التطورات على الساحة الفلسطينية، ومن المرتقب أن تحث القوى الفاعلة في لبنان على تفادي "جرّ البلاد إلى الصراع الإسرائيلي الفلسطيني".

ومن جهته، قال ميقاتي بحسب ما نقل مكتبه الإعلامي "نبذل كل جهدنا لعودة الهدوء إلى الجنوب"، داعياً إلى "ممارسة الضغط على اسرائيل لوقف عدوانها على لبنان ووقف إطلاق النار في غزة".

وتأتي زيارة بيربوك في وقتٍ تشهد فيه بعض المناطق اللبنانية تحركات مندّدة بالمجازر الإسرائيلية والمواقف الأوروبية الداعمة للاحتلال.

وتنفذ الأجهزة الأمنية اللبنانية اليوم تدابير مشددة خصوصاً في الجنوب والعاصمة بيروت، بالتزامن مع الدعوات التي تطلق لتنفيذ وقفات تضامنية مع الشعب الفلسطيني وأهالي غزة، ضمنها تلك الصادرة عن "حزب الله" و"حركة أمل" اللذين دعوا إلى تجمّع في الضاحية الجنوبية لبيروت بعد الظهر، مع الإشارة إلى أن السفارة الألمانية كانت لها حصّتها من التحركات الغاضبة التي أقيمت في لبنان، أول أمس الأربعاء.

وتأتي زيارة بيربوك كذلك، في سياق حركة الوفود التي تختار لبنان محطة ضمن جولاتها، في خضمّ الاشتباكات التي تدور بين "حزب الله" والاحتلال الإسرائيلي على الحدود اللبنانية الجنوبية مع فلسطين المحتلة، والتي يُحتمل تبعاً للسيناريوهات المطروحة أن تتّسع رقعتها ربطاً بالتطورات على الساحة الفلسطينية.

ومن أبرز الوفود التي زارت لبنان في الأيام الماضية، وزراء خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان، تركيا هاكان فيدان، وفرنسا كاترين كولونا.

ومن المنتظر أن تحمل وزيرة الخارجية الألمانية مواقف حازمة كتلك التي صدرت عن نظيرتها الفرنسية كولونا، والتي وجهت رسائل شديدة اللهجة إلى "حزب الله"، من دون أن تسمّيه.

وقالت كولونا: "لا يمكن لأي جماعة أن تعتقد أنه يمكنها أن تستفيد من الوضع الراهن. هذه رسالة واضحة"، داعية المسؤولين اللبنانيين إلى تحمّل المسؤولية بهذا الصدد من أجل تفادي أن يُجرّ لبنان إلى هذا الوضع.

وقبيل زيارتها بيروت، أطلقت بيربوك مواقف أكدت فيها أن "من حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها ضد إرهاب حركة حماس في الإطار الذي ينصّ عليه القانون الدولي لمثل هذه الحالات الاستثنائية"، كما ندّدت، في بيان لها، بما وصفتها "الحسابات الغادرة التي تقوم بها حماس لتعريض السكان المدنيين الفلسطينيين للموت والضيق والمعاناة".

ويقول مصدرٌ مقرّبٌ من رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي، لـ"العربي الجديد"، إن "الموقف الألماني معروفٌ، وسبق أن سمعه ميقاتي في إطار الاتصالات الخارجية التي أجراها أو كان يتلقّاها، إذ إن ألمانيا تحث على ضرورة أن ينأى لبنان بنفسه عن الصراع، وأن يعمل داخلياً على التواصل مع حزب الله من أجل وقف إطلاق النار، والحؤول دون تطوّر رقعة الاشتباكات".

ويلفت المصدر إلى أن "لبنان يسعى من جهة إلى القيام بالاتصالات اللازمة لجعل الخارج يتدخّل من أجل وقف الاعتداءات الإسرائيلية على الجنوب اللبناني، والجرائم التي لا يمكن أبداً السكوت عنها، آخرها ما حصل أمس في خطوة إسرائيلية ثانية تجاه الأطقم الإعلامية (استشهد مدني مرافق لفريق إعلامي)، كما يسعى من جهة أخرى إلى التأهب وعقد اجتماعات مكثفة لوضع خططٍ مناسبة في حال الطوارئ أو حدوث الأسوأ".

ويكرّر المصدر التأكيد أن "لبنان لا يريد الدخول بأي حربٍ، ولا يحتمل ذلك، وهناك سلسلة اتصالات تجري مع الدبلوماسيين في ظلّ دعوات بعض الدول عبر سفاراتها إلى مغادرة الأراضي اللبنانية وتحذيرها من السفر إليها، وذلك من أجل وضعهم في كل التطورات، إذ من المهم جداً ألا تطول هذه الإجراءات لما لها من انعكاسات سلبية على البلد اقتصادياً وسياحياً، خصوصاً أن لبنان كان بدأ يلتقط أنفاسه في موسم الصيف".

وعقد مجلس الوزراء اللبناني جلسة برئاسة ميقاتي، بعد ظهر أمس الخميس، خُصّصت لدراسة الطوارئ في حال نشوب حرب، وجرت الموافقة على كامل مقترحات وخطة عمل وزارة الأشغال العامة والنقل الخاصة بتأمين استمرارية أعمال صيانة وتشغيل وتحديث الأجهزة والمستلزمات العائدة لمطار بيروت، ولمعالجة كل الثغرات الموجودة حالياً.

وعقدت بدورها هيئة إدارة الكوارث والأزمات الوطنية اجتماعاً لها برئاسة ميقاتي، للاطلاع على خطة الاستجابة الوطنية عند الوزراء، ومناقشة الأزمات المحتمل حصولها في حال تطوُّر الأحداث في الجنوب.

وبحث اجتماع موسع خطة الطوارئ التي أعدتها الأمم المتحدة لمواكبة التطورات الراهنة في لبنان خدماتياً، وإنسانياً، وصحياً، واجتماعياً، إضافة إلى دعم البلديات والدفاع المدني في هذه الظروف، على أن يُعقد اجتماع تقني، اليوم الجمعة، لوضع خطة العمل النهائية.

وفي بيان له، كشف رئيس اتحاد النقابات السياحية ورئيس المجلس الوطني للسياحة بيار الأشقر، عن خسائر كبيرة سيتكبدها القطاع السياحي اللبناني من جراء الحرب الدائرة في غزة وتطوّر الأحداث في جنوب لبنان.

وبينما اعتبر الأشقر أنه من السابق لأوانه إحصاء حجم خسائر القطاع السياحي، توقع في المقابل أن تخسر المؤسسات السياحية في فصل الخريف الأرباح التي جنتها في موسم الصيف.

وكشف عن أن "المجموعات الأوروبية التي كانت تنوي زيارة لبنان خلال شهري أكتوبر/ تشرين الأول الحالي، ونوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، قد ألغت حجوزاتها بطبيعة الحال في ظل تحذيرات دولها من السفر إلى لبنان.