سورية: اشتباكات بين "الجيش الوطني" وقوات النظام و"قسد" شمالي حلب

سورية: اشتباكات بين "الجيش الوطني" وقوات النظام و"قسد" شمالي حلب

28 نوفمبر 2022
لم ترد أي معلومات عن حجم الخسائر من الطرفين (Getty)
+ الخط -

دارت اشتباكات متقطعة بين فصائل "الجيش الوطني السوري" من جهة، وقوات النظام و"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) من جهة أخرى، فيما أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن العمليات العسكرية مستمرة حتى القضاء على جميع "التنظيمات الإرهابية".

وقالت مصادر عاملة في وحدات الرصد والمتابعة التابعة للمعارضة السورية، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن اشتباكات متقطعة اندلعت بين فصائل "الجيش الوطني السوري" من جهة، ومجموعات عسكرية من قوات النظام ومجموعات أخرى تابعة لقوات "قسد" من جهة أخرى، على محور قرية الشيخ عيسى، ومحور بلدة مرعناز بريف حلب الشمالي، من دون ورود أي معلومات عن حجم الخسائر من الطرفين.

في السياق، استهدفت طائرة مُسيّرة تركية، ليل الإثنين، حاجزاً أمنياً لـ"قوى الأمن الداخلي" (الأسايش) بريف مدينة تل أبيض الغربي شمالي محافظة الرقة، بالتزامن مع قصف مدفعي تركي استهدف قرية خربة البقر بالريف ذاته، وقرية شيخ عيسى، وبلدتي مرعناز وعين دقنة، ومطار منغ العسكري بريف حلب الشمالي، وسط أنباء عن وقوع قتلى وجرحى ضمن المواقع المستهدفة.

إلى ذلك، أعلنت "وزارة الدفاع التركية" في بيانٍ لها، اليوم الإثنين، أن القوات المُسلحة التركية تمكنت من "تحييد 14 إرهابياً من حزب العمال الكردستاني (PKK) ووحدات حماية الشعب (YPG)، كانوا يستعدون للهجوم في منطقتي نبع السلام وغصن الزيتون شمالي سورية"، مُشيرةً إلى أن عملياتها متواصلة "ضد إرهابيي حزب العمال الكردستاني (PKK) ووحدات حماية الشعب (YPG) الذين تتمثل مهمتهم في إراقة الدماء في شمال سورية، وتعطيل السلام والأمن للسكان المحليين".

وقال الرئيس التركي، في تصريحات صحافية مساء الإثنين، إن "عملياتنا العسكرية متواصلة حتى القضاء على جميع التنظيمات الإرهابية"، مُشيراً إلى أن تركيا لن تحصل على "إذن من أحد، لمحاربة التنظيمات الإرهابية".

وأوضح أردوغان: "حربنا ضد التنظيمات الإرهابية ولا تستهدف أحداً بسبب دينه أو عرقه"، لافتاً إلى أنه "لم يعد مقبولاً تقديم بعض الدول الغربية الدعم لتلك التنظيمات" التي وصفها بـ"الإرهابية"، قائلاً: "لسنا مضطرين لتحمل رياء القوى الداعمة لتنظيم (PKK) الإرهابي من خلال تغيير أسماء التنظيمات لتبرير دعمها".

وكان أردوغان أكد، في تصريحات صحافية أمس الأحد، أنه "تم تحييد 480 إرهابياً في عملياتنا العسكرية الجارية في العراق وسورية"، مشدداً على أن "تركيا لها حق التصرف في المناطق التي حددتها خارج حدودها من أجل حماية أمنها، ولا يمكن لأحد أن يمنعها من استخدام هذا الحق".

من جهة أخرى، سيرت القوات الروسية، اليوم الإثنين، دورية عسكرية منفردة بريف منطقة عين العرب (كوباني) شرقي محافظة حلب، فيما أكدت مصادر مُطلعة لـ"العربي الجديد"، أن الجانب التركي امتنع عن تسيير الدورية مع الجانب الروسي كعادته، وذلك بعد التصعيد التركي الأخير من خلال الضربات الجوية والأرضية على مواقع عسكرية لـ"قسد" في أرياف محافظات الحسكة، والرقة، وحلب، شمالي سورية.

مقتل عنصر من "الجيش الوطني" بدافع الثأر

في سياق آخر، قُتل عنصر من "الجيش الوطني السوري"، إثر استهدافه بالرصاص في قضية "ثأر"، بالقرب من مدينة رأس العين الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة "نبع السلام" شمالي شرق سورية. فيما دفعت قوات النظام السوري بتعزيزات عسكرية إلى منطقة "عين العرب" (كوباني) شرقي محافظة حلب، وسط تحليق طائرات مروحية روسية رافقت الرتل حتى لحظة انتشاره في المنطقة.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن مسلحين أقدموا، ليل الأحد/ الإثنين، على إطلاق النار بشكل مباشر، على المدعو ياسر محمود السليمان، الملقب بـ"أبو عمار الطهليلي"، في قرية تل حلف التابعة لمدينة رأس العين الواقعة ضمن منطقة "نبع السلام" بريف الحسكة الشمالي، ما أسفر عن مقتله على الفور.

وبحسب المصادر، فإن "السليمان" من أبناء عشيرة "عكيدات بوسرايا"، وهو عنصر لدى "كتيبة الخطاب" المنضوية ضمن فصيل "فيلق الشام" التابع لـ"الجيش الوطني السوري"، وعملية القتل تمت بدافع "الثأر" من أبناء عمومته.

وكان مسلحون مجهولون قد استهدفوا بالأسلحة الرشاشة الشاب أحمد كامل حمود، في 19 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، على طريق نهر الفرات قرب مدينة جرابلس الواقعة، ضمن ما يُعرف بمنطقة "درع الفرات" شرقي محافظة حلب، ما أدى لمقتله على الفور، حيث ينحدر "حمود" من ريف محافظة حمص وسط البلاد، ويعمل لدى جهاز "الشرطة العسكرية" في مدينة جرابلس، فيما لا تزال دوافع القتل مجهولة حتى اللحظة.

وكان مسلحان اثنان ملثمان يستقلان دراجة نارية قد أطلقوا النار، في 12 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، على الشاب مصطفى حسين المصطفى المنحدر من بلدة الشيوخ، وهو مدني من أبناء عشيرة "طي"، ويعمل في مقلع لتفتيت الصخور على أطراف قرية العمارنة القريبة، من مدينة جرابلس الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة "درع الفرات" شرقي محافظة حلب شمال سورية، ما أدى لمقتله على الفور، حينها أكدت عدة مصادر لـ"العربي الجديد"، أن دوافع القتل كانت على خلفية "ثأر" قديم.

من جهة أخرى، أرسلت قوات النظام السوري تعزيزات عسكرية من مناطق سيطرتها إلى منطقة عين العرب التي تُسيطر عليها "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) شرقي محافظة حلب شمالي سورية.

وقالت مصادر عاملة في وحدات الرصد والمتابعة التابعة للمعارضة السورية، إن قوات النظام أرسلت 20 آلية عسكرية ضمن دبابات وناقلات جند ومدافع من مطار كويرس العسكري، ونشرتها في نقطتين عسكريتين بقرية القاسمة وقرية عوين غربي مدينة عين العرب (كوباني) شرقي محافظة حلب، مؤكدةً أن عدة طائرات مروحية روسية حلقت في المنطقة لحظة انتشار القوات.

وتأتي تعزيزات قوات النظام إلى مناطق سيطرة "قسد" في ظل توارد عدة أنباء عن مقترح روسي تم طرحه على قوات "قسد" بالانسحاب بعمق 30 كم من مناطقها على الحدود السورية - التركية، وتسليم نقاطها في تلك المناطق إلى قوات النظام، وذلك تفادياً للعملية العسكرية التركية المرتقبة ضد "قسد" في شمال سورية.

وكان ثلاثة عناصر يعملون لدى لـ"الفرقة 30 - حرس جمهوري" التابعة لقوات النظام السوري، قد قُتلوا أمس الأحد، إثر استهداف طائرة مُسيرة تركية، نقطة عسكرية مشتركة بين قوات النظام وقوات "قسد" في قرية تنب شمالي محافظة حلب.