مجلس الأمن يعقد جلسة مغلقة حول قصف أوكرانيا بمسيّرات إيرانية

مجلس الأمن يبحث قصف أوكرانيا بمسيّرات إيرانية وروسيا تتوعد بإعادة تقييم تعاونها مع غوتيريس

20 أكتوبر 2022
جاء انعقاد جلسة مجلس الأمن بدعوة من بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة (Getty)
+ الخط -

عقد مجلس الأمن الدولي، عصر الأربعاء، جلسة مغلقة لمناقشة ملف المسيّرات الإيرانية التي يؤكّد الأوكرانيون وحلفاؤهم الغربيون أنّ روسيا تستخدمها في شنّ هجمات في أوكرانيا، والتي يعتزم الاتحاد الأوروبي بسببها فرض عقوبات على طهران.

وقال نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، ديمتري بولونسكي، للصحافيين بعد خروجه من الاجتماع إنّ بلاده ستعيد تقييم تعاونها مع الأمانة العامة للأمم المتحدة، وعلى وجه التحديد مكتب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، في حال أرسل محققين لتقصي قضية المسيرات في أوكرانيا. 

وجاء انعقاد الجلسة بدعوة من بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة لنقاش قضية المسيرات التي تستخدمها روسيا في حربها على أوكرانيا، وتدعي الدول الغربية أنها مسيرات من صنع إيراني. 

ونفى الدبلوماسي الروسي كذلك أن تكون تلك المسيرات التي تستخدمها روسيا في أوكرانيا من صنع إيراني، وقال حول اجتماع مجلس الأمن المغلق: "رأينا من جديد جولة أخرى من حملة التضليل في مجلس الأمن من قبل الوفود الغربية، حيث أثاروا في المجلس قضية الطائرات المسيرة التي يُزعم أنّ روسيا استخدمتها في أوكرانيا". 

ورأى المندوب الروسي أنّ "الدول الغربية بتلك الادعاءات تريد إصابة هدفين بضربة واحدة وهما، إيران وروسيا"، متهماً في هذا السياق الدول الغربية بمحاولة صرف انتباه المجتمع الدولي عن "انخراطها في الصراع في أوكرانيا، إذ إنّ هناك تقارير عن نقل أسلحة جديدة من الغرب (إلى أوكرانيا) مما يساعدها في الوصول إلى مناطق وأهداف داخل روسيا بعيدة عن خط المواجهة"، وفق قوله.

وأضاف بولونسكي أنّ "عمليات تزويد الأسلحة ونوعيتها تأتي في الوقت الذي نشهد فيه زيادة في المشاركة المباشرة (من الدول الغربية) على نطاق التدريبات العسكرية الغربية ضمن صفوف الجيش الأوكراني".

وقال المسؤول الروسي إنّ الدول الغربية تفعل ذلك في الوقت الذي تستمر فيه "بممارساتها المخزية والمعتادة للضغط على إيران وتوجيه اتهامات لا أساس لها من الصحة، حول انتهاكها لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2231".  

ووصف الدبلوماسي الروسي الاتهامات الغربية باستخدام روسيا لمسيرات إيرانية في حربها "بنظريات المؤامرة"، وقال "أود التأكيد مجدداً أنّ الطائرات المسيرة التي يستخدمها جيش الاتحاد الروسي في أوكرانيا مصنعة في روسيا... ويمكن رؤية الكتابة بالروسية على الغلاف الخارجي لهذه الطائرات المسيرة". 

سفير إيران ينفي نقل طائرات مسيرة إلى أوكرانيا

من جهته نفى سفير إيران للأمم المتحدة في نيويورك، سعيد إيرواني، أن تكون الطائرات المسيرة المستخدمة في الحرب الأوكرانية من صنع بلاده، مضيفاً: "ترفض إيران وبشكل قاطع الادعاءات التي لا أساس لها بأنها نقلت طائرات مسيرة لاستخدامها في الصراع في أوكرانيا".

وقال إيرواني، بعد خروجه من اجتماع مجلس الأمن المغلق، إنّ الدول الغربية تقدم تفسيراً مضللاً لقرار مجلس الأمن رقم 2231 يهدف إلى الربط بشكل خاطئ بين تلك الادعاءات وبين قرار مجلس الأمن رقم 2231".

وشدد المسؤول الإيراني في الوقت ذاته على أنّ "إيران تعتقد وبشكل راسخ أنّ صادرات أسلحتها إلى أي بلد، بما في ذلك الطائرات المسيرة، لا تندرج ضمن أحكام الفقرة الرابعة للمرفق من القرار 2231". 

وحول موقف بلاده الرسمي من الحرب في أوكرانيا قال "لقد كان موقف إيران واضحاً ولطالما شددت الجمهورية الإسلامية على أنه يجب على جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة احترام المبادئ المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة بشكل كامل، وكذلك القانون الدولي المعمول به، بما في ذلك السيادة والاستقلال والوحدة وسلامة الأراضي".

وقدمت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، روزماري ديكارلو، إحاطتها أمام المجلس في جلسته المغلقة، فيما أكد مصدر دبلوماسي غربي لـ"العربي الجديد" في نيويورك، أنّ ديكارلو شددت فيها على أنّ نقل أي طائرات مسيرة من إيران دون موافقة مجلس الأمن "سيكون بمثابة انتهاك للقرار 2231".

من جهته، قال المتحدث الرسمي باسم السفير الأميركية للأمم المتحدة، نيت إيفانس، إنّ "هناك أدلة كثيرة على أنّ روسيا تستخدم طائرات مسيرة إيرانية الصنع في هجماتها المتعمدة ضد شعب أوكرانيا، بما في ذلك ضد المدنيين والبنية التحتية المدنية". 

وكانت أوكرانيا قد بعثت رسالة رسمية للأمين العام للأمم المتحدة تطلب منه التحقيق فيما إذا كانت تلك الطائرات المسيرة من صناعة إيرانية أم لا، فيما أكدت الأمم المتحدة أنها بصدد بحث الخطوات القادمة للتحقق من ذلك.