المعارضة تتجه نحو تطهير درعا: ضرب المربع الأمني للنظام

المعارضة تتجه نحو تطهير درعا: ضرب المربع الأمني للنظام

12 اغسطس 2015
قصف صاروخي لقوات المعارضة بحلب (حسين نصير/الأناضول)
+ الخط -

قصفت قوات المعارضة السورية أمس، المربع الأمني للنظام في محافظة درعا، وسط معلومات عن تصعيد المعركة على هذه الجبهة بهدف تطهير المحافظة من وجود قوات النظام السوري.

يأتي ذلك وسط استمرار النظام في ارتكاب جرائمه عبر استخدام الغاز المحرم دولياً، بحيث قصفت قواته مدينة عربين في ريف دمشق بغاز "كلور" السام، ما أدى لمقتل شخص وإصابة آخرين بحالات اختناق، وسط تواصل القصف الجوي والمدفعي العنيف على مدينتي داريا والزبداني.

اقرأ أيضاً: قوات النظام تقصف إدلب والمعارضة تستهدف المربّع الأمني بدرعا

وقال الناشط الإعلامي أحمد المسالمة لـ"العربي الجديد" إن قوات المعارضة "قصفت أمس الثلاثاء، المربع الأمني للنظام داخل مركز محافظة درعا براجمات الصواريخ"، فيما تعرضت مناطق "النعيمة وغرز واليادودة وصياد ومناطق أخرى بالريف لقصف جوي". وأشار إلى أن "استهداف الثوار لمقرات النظام يأتي ضمن عمليات معركة عاصفة الجنوب" ،التي كانت قد بدأت في الخامس والعشرين من يونيو/حزيران الماضي، لكنها تعثرت حتى الآن بتحقيق هدفها في" تحرير مدينة درعا" بحسب البيان الذي صدر حينها.

بموازاة ذلك، واصل كل من النظام السوري وحزب الله اللبناني، لليوم التاسع والثلاثين على التوالي، استهدافهم لمدينة الزبداني، حيث تعرضت المدينة ظهر أمس لـ"قصفٍ بأكثر من عشرين برميلاً متفجراً، ترافق مع استهدافها من الحواجز المحيطة بالمدفعية الثقيلة"، بحسب ما أكد ناشطون هناك.

وكانت الأيام القليلة الماضية، قد شهدت محاولات تقدم جديدة لقوات حزب الله نحو وسط المدينة، غير أن المقاتلين المحليين صدّوا هذه الهجمات، وكبدوا القوات المهاجمة خسائر بشرية، أقرت بها وسائل إعلام لبنانية وسورية.

وفي غوطة دمشق، أفاد الناشط الإعلامي يوسف البستاني لـ"العربي الجديد" بـ"مقتل شخص وإصابة ستة آخرين على الأقل بحالات اختناق نتيجة قصف قوات النظام ظهر الثلاثاء، بلدة عربين بغاز الكلور".

وفي إطار جرائم نظام بشار الأسد، أكد "المجلس المحلي لمدينة داريا" استمرار القصف على المدينة "بالبراميل المتفجرة وصواريخ أرض أرض (الفيل) والقذائف المدفعية"، من قبل قوات النظام. 

وأضاف أن "عدد البراميل التي ألقاها الطيران المروحي وصل إلى عشرين برميلاً متفجراً منذ منتصف ليل الإثنين وحتى صباح الثلاثاء"، مشيراً إلى أن "حجم القصف بلغ على مدار الأيام التسعة الماضية 113 برميلاً متفجراً و107 صواريخ أرض-أرض (فيل) إضافة إلى مئات الأسطوانات المتفجرة والقذائف المدفعية"، مضيفاً أن 27 شخصاً قتلوا نتيجة هذه الهجمات.

وتشهد المدينة التي تبعد أقل من عشرة كيلو مترات إلى الجنوب الغربي من مركز العاصمة، تصعيداً على مستوى المواجهات العسكرية منذ أيام، إذ أعلن "لواء شهداء الإسلام"، مساء الأربعاء الماضي، سيطرته على منطقة الجمعيات على أطراف داريا، بعد معارك عنيفة مع قوات النظام.

جاء ذلك ضمن عملية "لهيب داريا"، التي بدأت في الثاني من هذا الشهر، وتمكنت المعارضة خلالها من اقتحام عدة أبنية مُطلة على مطار المزة العسكري، وهو أحد أهم ثكنات النظام الأمنية في العاصمة، ويقع عند المدخل الجنوبي الغربي الواصل بين مناطق الغوطة الغربية نحو وسط دمشق.

وفي الجبهة الشمالية، كثّف طيران النظام قصفه وطلعاته الجوية بريفي إدلب وحماه، حيث مُنيت قواته هناك بهزائم متتابعة خلال الأيام الأخيرة، بعد التقدم البارز الذي أحرزته قوات المعارضة، في المناطق المعروفة باسم "شرق العاصي" بسهل الغاب.

اقرأ أيضاً: "داعش" يتقدّم في ريف حلب والمعارضة تتجه للحسم شمالاً

وأكد ناشطون في إدلب لـ"العربي الجديد" أن طيران النظام "شن غارات جوية استهدفت وسط معرة النعمان، وقرية زردنا بجبل الزاوية وبلدة التمانعة"، مضيفين أن المروحيات "ألقت براميل متفجرة على كفرعويد وكنصفرة". كما طاول "القصف محيط مطار أبو الظهور العسكري المحاصر" من قبل قوات المعارضة.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن "الطيران الحربي قصف منطقة مشفى ميداني في بلدة معرتمصرين بريف إدلب بعد منتصف  الليل، ما أدى إلى استشهاد طفلتين اثنتين، وسقوط ما لا يقل عن 15 جريحاً معظمهم من الأطفال إضافة إلى أضرار مادية"، بالتزامن مع "اندلاع  اشتباكات بين قوات الدفاع الوطني واللجان الشعبية بإشراف قادة مجموعات من حزب الله اللبناني من جهة"، وعدة فصائل عسكرية معارضة من جهة ثانية "في محيط بلدتي كفريا والفوعة، وسط أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين".

وأضاف المرصد أن "الطيران الحربي نفذ صباح اليوم (أمس) عدة غارات على مناطق في قريتي الحواش وخربة الناقوس بسهل الغاب في ريف حماه الشمالي الغربي، وتعرضت قرية الرهجان بناحية الحمرا شرقي حماه لقصف مماثل".

يأتي ذلك بعد يومين من سيطرة "جيش الفتح" على قرى الزيارة، تل واسط، خربة الناقوس، والمنصورة، فضلاً عن حاجز التنمية الاستراتيجي.

المساهمون