سباق السيطرة على حقل العمر النفطي شرقي سورية يشتد

اشتداد وتيرة سباق السيطرة على حقل العمر النفطي شرقي سورية

23 أكتوبر 2017
السباق يشتد على مكامن الثروة في مناطق "داعش"(جون مور/Getty)
+ الخط -

يبدو أن السباق على مكامن الثروة في المناطق التي كان يسيطر عليها تنظيم "داعش" الإرهابي على أشده، بين مليشيات "سورية الديمقراطية" (قسد) مدعومة من التحالف الدولي، وقوات النظام وإلى جانبها المليشيات الطائفية مدعومة من القوات الروسية وطيرانها الحربي.

وقد ازدادت وتيرة هذا السباق مؤخراً، بتسارع التغيرات حول حقل العمر النفطي، والذي يعتبر الحقل الأهم في سورية، نظراً لإنتاجه نحو 30 ألف برميل يوميًا، إضافة إلى وجود معمل للغاز ومحطة لتوليد الكهرباء ضمنه، إذ تضاربت الأنباء حول القوى المسيطرة عليه وطريقة السيطرة وخلفياتها.

ففي حين أعلنت (قسد) سيطرتها على الحقل، أمس الأحد، عبْر بيانٍ مقتضب للمتحدثة الرسمية باسم "حملة عاصفة الجزيرة"، ليلوى العبدالله، قالت فيه "نفّذت قواتنا عملية عسكرية خاطفة واسعة النطاق استهدفت تمركز المرتزقة في حقول العمر النفطية... واستطاعت قواتنا تحرير حقول العمر من المرتزقة وطردهم من دون أضرار تُذكر"، تضاربت الأنباء حول خط سير تلك القوات للوصول إلى حقل العمر، فهناك تقارير إعلامية أفادت بأن "قسد" تقدمت من مناطق سيطرتها في ناحية الصور جنوبًا إلى حقل العمر. في حين تحدثت تقارير أخرى عن تقدّم من جديدة عكيدات، شمال غرب الحقل، بنحو 50 كم على أطراف بادية الجزيرة المحاذية لمناطق سيطرة التنظيم، على الضفة الشمالية لنهر الفرات، بغطاء جوي من التحالف الدولي.


من جانبه، قال الناشط الإعلامي صهيب الحسكاوي، في حديث مع "العربي الجديد"، إنه "نقلًا عن مصادر داخل قسد في المنطقة، فإن السيطرة على حقل العمر تمت عبر عملية إنزال جوي قام به التحالف الدولي باشتراك مقاتلي قسد، وقد كان الحقل خاليًا من مقاتلي التنظيم بشكل تام".

ولم يكن تضارب الأنباء بعيدًا عن وسائل إعلام النظام، إذ نقلت تلك الوسائل خبر سيطرة قوات النظام على حقل العمر، منذ يوم السبت، عبر تنفيذه عملية إنزال جوي على حقل العمر، وأعقبت ذلك اشتباكات مع عناصر تنظيم "داعش" انتهت بسيطرة النظام على الحقل. في حين كانت مصادر النظام الرسمية قالت إن قواته "بالتعاون مع الإخوة الحلفاء"، سيطرت نارياً على حقل العمر النفطي شمال بلدة ذيبان، من دون أن تشير إلى أي عملية إنزال جوي.

بدورها، ذكرت جريدة "الوطن"، المقربة من النظام، "بينما واصل الجيش العربي السوري تقدمه على محاور دير الزور، حاولت قسد، خلال الساعات الماضية، الترويج لسيطرتها على حقل العمر النفطي"، معلنة، في بيان رسمي لها، تمكّن مليشياتها من الوصول إلى الحقل، غير أن وقائع الأرض كشفت زيف تلك الادعاءات، حيث أكد لاحقاً مراسل "الوطن" أن لا صحة للأنباء التي تداولتها بعض الوسائل الإعلامية بدخول "قسد" إلى حقل العمر النفطي، ونقل المراسل عن مصادر ميدانية تأكيدها أن "حقلي العمر والورد النفطيين مدمّران بنسبة 80 بالمائة، وما تم نشره هو صور لحقل كونيكو".

ورأى ناشطون أن حملة قتال "داعش"، التي تدار من قبل الروس والأميركيين، قسمت المنطقة إلى قسمين؛ هما شرق وشمال النهر، ومسؤولية طرد "داعش" منها موكلة إلى "قسد" وحلفائها من المجالس العسكرية، كمجلس دير الزور العسكري. أما القسم الآخر، غرب وجنوب النهر، فهو لقوات النظام. وما يحدث من خروقات، كأن يتقدم أي منهما إلى مناطق الآخر، ما هي إلا خروقات آنية سرعان ما سيتم تصحيحها"، معتبرين أن "النظام يحاول استغلال انشغال قسد بطرد داعش من أقصى الريف الشرقي لدير الزور وريف الحسكة الجنوبي، لكي يقطع النهر ويضع يده على بعض ما تبقى من حقول النفط على الجهة الشرقية للنهر، ومنها ما جرى فيما يخص حقل العمر".

وقال ناشطون سوريون إن "النظام قام بعد سيطرته على الميادين بالانتقال إلى ضفة النهر الشرقية والسيطرة على ناحية ذيبان، وعينه على العمر الذي يبعد عن الميادين نحو 10 كم. وبالفعل تشير المعلومات المتقاطعة إلى أنه اقترب إلى أقل من 3 كم عن الحقل، ما دفع التحالف إلى القيام بعملية الإنزال الجوي على الحقل وفرض سيطرته عليه، وهو ما أجبر النظام على العودة إلى متابعة عملياته جنوب غرب النهر، متجهًا إلى العشارة الواقعة باتجاه مدينة البوكمال على الحدود العراقية السورية. في حين من المرجح أن نشاهد محاولة جديدة للنظام في قطع النهر والتقدم باتجاه حقل التنك في ريف البوكمال".

يشار إلى أن وزير خارجية النظام، وليد المعلم، سبق أن شكا تقدّم الأكراد إلى منابع النفط للروس، في وقت سابق من الشهر الجاري، خلال زيارته روسيا، قائلًا إن "أكراد سورية ينافسون الجيش السوري للسيطرة على المناطق المنتجة للنفط"، لكن يبدو أن التفاهمات الأميركية الروسية لها أولوية على شكوى المعلم، في حين تتوارد معلومات من منطقة الطبقة في ريف الرقة الجنوبي، أنه قد يتم تسليمها إلى قوات النظام، خلال الفترة المقبلة، لوقوعها جنوب النهر، بحسب مصادر محلية.


المساهمون