معارضون سوريون: التفاهم الروسي الأميركي يمهد لتقسيم سورية

معارضون سوريون: التفاهم الروسي الأميركي يمهد لتقسيم سورية

10 يوليو 2017
الاتفاق أعلن عنه على هامش قمة مجموعة العشرين (الأناضول)
+ الخط -

طالبت مجموعة من الناشطين والمعارضين للنظام السوري، أهالي المنطقة الجنوبية في سورية، برفض الاتفاق الروسي الأميركي، كونه مقدمة لتقسيم سورية، وبعيدا عن أهداف الشعب السوري في الانتقال السياسي الحقيقي.
وحذّر "حزب الجمهورية" السوري، بدوره، من تداعيات الاتفاق الروسي الأميركي على مستقبل سورية، ومساهمته في تفكيك النسيج الوطني السوري، على المستويين السياسي والاجتماعي، داعيًا إلى تكوين قوة سياسية وطنية متماسكة تمتلك المؤهلات التي تمكّنها من تحديد المصلحة الوطنية، وفرضها دوليًّا.

وقال الرئيس التنفيذي لحزب الجمهورية، مضر الدبس، في حديث مع "العربي الجديد": "يبدو أن التوجه الدولي الذي يقبع خلف الاتفاق الروسي الأميركي هو تشكيل مناطق نفوذ مختلفة في سورية، تتشكل وفق مصالح هذه الدول الكبرى وتقاطعاتها الإقليمية، الأمر الذي يحمل مخاطر عديدة بالنسبة لمستقبل سورية والسوريين"، موضحًا أن أهم المخاطر التي قد تنتج عن هذا الاتفاق هي المساهمة في تفكيك النسيج الوطني السوري على المستويين السياسي والاجتماعي.

وأضاف الدبس أنه، وفق تلك المعطيات، تصبح مسألة تكوين قوة سياسية سورية وطنية ومتماسكة، من أهم أولويات العمل في هذه المرحلة. مبينًا أنه لا بد لهذه القوة من امتلاك المؤهل الذاتي الذي يمكّنها من تحديد المصلحة الوطنية السورية، وفرضها دوليًا وإقليميًا.

وطالب الدبس بأن يتم الانتقال من العمل تحت يافطة "قوى المعارضة"، إلى العمل وفق ما يمليه مبدأ المصلحة الوطنية المرسومة والمحددة بدقة وموضوعية. أي بمعنى آخر: "لا بد من إدراك المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتق السياسيين السوريين لإنقاذ الخيار الوطني السوري، بوصفه الخيار الوحيد الضامن لحرية السوريين وكرامتهم".

وأوضح الرئيس التنفيذي لـ"حزب الجمهورية" أن هذا الانتقال الضروري هو ما تمليه تعقيدات المسألة السورية، وانتقالها من حالة ثورة ضد طغمة حاكمة إجرامية، إلى ثورة أخلاقية عالمية ضد تعقيدات وإخفاقات المجتمع الدولي، الذي يواجه في سورية "انتكاسة أخلاقية" بكل ما في الكلمة من معنى.

يذكر أن روسيا وأميركا توصّلتا إلى اتفاق وقف إطلاق نار في الجنوب السوري بين المعارضة والنظام، أُعلن عنه على هامش قمة مجموعة العشرين في ألمانيا، ويشمل محافظتي درعا والسويداء، وقسماً من محافظة القنيطرة.

ومن جانب آخر، وقّع ناشطون ومعارضون للنظام السوري على بيان نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، اليوم الإثنين، وجاء فيه: "إن التفاهم الروسي الأميركي لم يؤخذ فيه رأي سوري واحد، وما زال شعبنا يتعرض للإبادة، ولم يتم اتخاذ موقف حاسم تجاه ذلك".



وأضاف البيان: "السوريون بحاجة لوقف إطلاق شامل للنار، ونشر الأمن في كافة سورية، وليس لاتفاق يتخذ من ذريعةِ المناطق الآمنة حجة لتقسيم سورية، وتناهب أرضها بين القوى الإقليمية أو الدولية، وتوازع مناطق النفوذ فيها".

وأكد البيان أن الموقعين "يرفضون الصفقة الأميركية - الروسية، ويهيبون بأبناء سورية جميعاً، خاصة في حوران البطولة وجولاننا المحتل وجبل العرب الأشم، رفض الاتفاق، والإصرار على بلوغ الشعب السوري أهدافه، بالانتقال السياسي الحقيقي بشكل مركزي، بعيدًا عن التقسيم أو مناطق النفوذ لهذه الدولة أو تلك على أرض سورية".

وأشار البيان إلى أنّ "التفاهمات حول المناطق الآمنة، خصوصاً في جنوب سورية، يتم من دون أدنى اعتبار للسوريين ولا لأهدافهم ومستقبل بلادهم".

وشدد البيان على أن رفض السوريين وجود القوات الإيرانية والروسية "لا يعني أبداً أن الشعب السوري سيقبل بقوات من دول أخرى تحت الذريعة ذاتها، وإذا ما أرادت الدول الكبرى والإقليمية مصلحة السوريين؛ فما عليها إلا اتخاذُ موقف جماعي أساسه بيان جنيف الأول الذي يوضح آلية الانتقال السياسي في سورية".

وجاء البيان في ظل سريان اتفاق وقف إطلاق نار بين المعارضة والنظام، بعد تفاهم روسي أميركي أعلن عنه على هامش قمة مجموعة العشرين الأخيرة في مدينة هامبورغ الألمانية، ودخل الاتفاق حيز التنفيذ منتصف أمس الأحد.