تسريبات جديدة للعتيبة تكشف اعترافاً باستهداف مدنيين في اليمن

تسريبات جديدة للعتيبة تكشف اعترافاً باستهداف التحالف مدنيين في اليمن

18 اغسطس 2017
تواصل تسريبات البريد الإلكتروني للعتيبة (تويتر)
+ الخط -
كشفت تسريبات جديدة لرسائل إلكترونية، تبادلها السفير الإماراتي لدى الولايات المتحدة، يوسف العتيبة، مع مسؤولين في بلاده، قلقاً من تداعيات الحرب في اليمن على صورة أبو ظبي في الغرب وعلاقاتها، ولا سيما مع واشنطن.

وتأتي التسريبات، التي نشرها موقع "إنترسبت"، مساء الخميس، ضمن مراسلات سرّبها قراصنة من حساب العتيبة على "هوتميل".

ففي خريف عام 2015، أرسل العتيبة رسالة إلكترونية إلى مجموعة من المسؤولين رفيعي المستوى في حكومته، قال فيها إنّ الحرب في اليمن، أصبحت "كابوساً" لصورة بلاده وعلاقاتها العامة.

وفي حين أشار العتيبة في رسالته، إلى أنّ الإدارة الأميركية برئاسة باراك أوباما، آنذاك، ما زالت تبدي دعمها على مضض، لفت إلى أنّ الحملة العسكرية الجارية بقيادة السعودية في اليمن، تضرّ بسمعة الولايات المتحدة، وبالتالي تضع بلده، المشارك الفاعل والمتحمس في الحرب، في موقف حرج.

المذكرة التي توثق مخاوف العتيبة، أُرسلت في سبتمبر/ أيلول 2015، إلى مجموعة واسعة من صنّاع القرار في الإمارات. وقد تم إرسالها بالبريد الإلكتروني إلى الأمين العام المساعد لمجلس الأمن القومي الأعلى، علي الشامسي، ووكيل ولي العهد، محمد مبارك المزروعي، وسيد بصر شويب، وهو مسؤول تنفيذي في شركة "بال".

وكشفت التسريبات أنّ العتيبة مرّر الرسالة الإلكترونية أيضاً، إلى خلدون المبارك، وهو مسؤول بارز في الإمارات، ومقرّب من ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، وأبلغه بأنّه أرسل المذكرة نفسها إلى "ط ب ز، ع ب ز، والدكتور أنور"، في إشارة إلى وزير خارجية الإمارات للشؤون الخارجية والتعاون الدولي عبد الله بن زايد آل نهيان، وطحنون بن زايد، وهو مصرفي إماراتي رفيع المستوى؛ ووزير الدولة للشؤون الخارجية أنور محمد قرقاش.

وأبدى العتيبة، في المذكرة، مخاوف صارمة بشأن الحرب في اليمن، والوضع السياسي يترتب على تداعياتها.

وكتب العتيبة في الرسالة: "في سلسلة من المحادثات الطويلة مع المسؤولين في البيت الأبيض، أصبح من الواضح أنّ الخسائر البشرية والأضرار الجانبية التي تحدث في اليمن، تحشر الإدارة في زاوية سياسية".

وأقرّ العتيبة صراحة بأنّ "زيادة استهداف المواقع المدنية (في اليمن)، مع الافتقار إلى الدعم الإنساني، باتت تترجم إلى عوائق مع واشنطن".



ولم يعترف العتيبة علناً في السابق، بمستوى المعاناة الإنسانية التي تسببها الحرب السعودية- الإماراتية بحق الشعب اليمني.

ففي نشاط لـ"مركز التقدم الأميركي"، وهو أكبر مركز للفكر المحايد تابع للحزب الديمقراطي يتلقى تمويلاً من الإمارات، في خريف عام 2016، تحدّث العتيبة بلهجة مختلفة، وكأنّ بلاده لا تهتم بالتداعيات السياسية اللاحقة بها، وصورتها لدى الغرب، جراء الصراع اليمني.

وخلال النشاط، شكا العتيبة من استيلاء الحوثيين على اليمن، وساق تبريرات للحرب هناك. وأضاف: "لن نسمح بأن يحدث ذلك على حدود بلد ينتج 10 ملايين برميل نفط يومياً، موطن مكة والمدينة المنورة. وإذا كان هذا القرار يزعج بعض أصدقائنا في الغرب، فليكن ذلك".

وتعهّد العتيبة في عام 2016، بتقديم 700 ألف دولار إلى "مركز التقدم الأميركي"، وذلك وفقاً لما كشفته تسريبات رسائل إلكترونية، كان قام بتبادلها، في 17 ديسمبر/ كانون الأول 2015، مع بريان كاتوليس، وهو محلل رفيع المستوى متخصص بشؤون المنطقة في المركز.

ولجأ العتيبة إلى إرسال مذكرته، لتوضيح أنّه "لا يقترح تعديل الاستراتيجية"، بل الإشارة إلى ضرورة أن تنخرط الإمارات والسعودية في هجوم دبلوماسي مضاد لإصلاح صورتيهما، بما في ذلك من خلال الاجتماع مع وسائل الإعلام والأكاديميين والمنظمات غير الحكومية.

وكان آخر اقتراح له، وفق التسريبات، هو أن تقوم الإمارات "على الأقل مؤقتاً بالحذر عند اختيار الأهداف العسكرية (وهذا ينطبق على القوات الجوية السعودية، حيث يبدو أن معظم الضربات العشوائية تحدث)"، بحسب ما كتب في رسالته.


(العربي الجديد)

المساهمون