تيلرسون يجدد التزام واشنطن بدعم مصر

تيلرسون يجدد الالتزام بدعم مصر... وشكري يقدم نصائحه لصحافية أميركية

12 فبراير 2018
تيلرسون: ندعم انتخابات شفافة في مصر (Getty)
+ الخط -



جدّد وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، اليوم الإثنين، التزام بلاده بدعم الدور المصري في محاربة الإرهاب، وتعزيز العلاقات الأمنية مع القاهرة، والتنسيق بين البلدين في القضايا الإقليمية، مؤكداً عدم وجود فجوةٍ في العلاقات بين مصر والولايات المتحدة، بل سعي لتعزيز العلاقات الثنائية في إطار الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لكلا البلدين.

وفي إطار زيارته الأولى إلى مصر، والتي تستمر يومين، قال تيلرسون خلال مؤتمر صحافي عقده مع نظيره المصري، سامح شكري، بالقاهرة، اليوم، إن "الشعب المصري عانى على مدار سنوات عديدة من هجمات تنظيم (داعش) وغيره من المجموعات الإرهابية"، مضيفاً "نحن شركاء لمصر في تعاملها مع هذه الهجمات، وندعم جهود القاهرة في محاربة الإرهاب، وفي عملياتها الجارية في سيناء".

وشدّد الوزير الأميركي على أنه "لا يمكن الإفصاح عن جميع تفاصيل المساعدات العسكرية التي تقدمها بلاده للحكومة المصرية"، متحدثاً عن "التزام إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتعزيز الأمن والسلام في منطقة الشرق الأوسط، والتوصل إلى سلام بين إسرائيل والفلسطينيين، فضلاً عن إيجاد حلّ للأزمة السورية، التي لعبت مصر دوراً  كبيراً في دعم عمليتها السياسية".

ولفت تيلرسون إلى أنه "يجب التوصل إلى اتفاق حول الحدود الجغرافية للقدس بين إسرائيل والفلسطينيين، وعدم دعوة بلاده لتغيير الوضع الحالي للأماكن المقدسة"، وهو ما أيدّه وزير الخارجية المصري، سامح شكري، قائلاً إن "حلّ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لن يتأتى إلا على أساس حلّ الدولتين، واستعداد بلاده لمواصلة جهودها لتحقيق هذا الهدف".

وأكد تيلرسون أهمية تعزيز العلاقات بين القاهرة وواشنطن من خلال الحوار الإستراتيجي، واستمرار التعاون بينهما لمواجهة الإرهاب في المنطقة، خاصة أن مصر تعد عضواً بارزاً في مكافحة تنظيم داعش ولذلك تقدم الولايات المتحدة لها الدعم في سيناء"، غير أنه دعا في الوقت ذاته القاهرة إلى "ضرورة تعزيز حقوق الإنسان، وتفعيل الدور الهام لمنظمات المجتمع المدني".

وفي سياق متصل، اعتبر وزير الخارجية الأميركي أن الإصلاح الاقتصادي في مصر يشكلُّ الأساس لتحقيق التقدم والرفاهية، وأن الإجراءات التي اتخذتها حكومة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي "ضرورية" على الرغم من صعوبتها، متمسكاً بدعم بلاده لـ"العملية الانتخابية الشفافة في أي من دول العالم، وتشجيع المشاركة في الانتخابات"، في إشارة منه إلى الانتخابات الرئاسية المرتقبة في مصر.

وفي الشأن الليبي، قال تيلرسون إن "مصر والولايات المتحدة تدعمان خطة العمل في ليبيا، وإجراء الانتخابات لكي يعمَّ الاستقرار، باعتبار أن الاتفاق السياسي الليبي الموقع في مدينة الصخيرات هو أساس حل الصراع".

من جهته، ثمّن شكري الدعم الذي توفره الولايات المتحدة لمصر في حربها ضد الإرهاب، والتنسيق بين الجانبين في تلك الحرب من منظور شامل، مشيراً إلى أنه بحث مع تيلرسون الأزمة في كوريا الشمالية، والتوضيح للوزير الاميركي أن علاقات مصر مع بيونغ يانغ تقتصر على التمثيل الدبلوماسي معها، داعياً إلى الحفاظ على الأمن العالمي، والتعامل مع اليابان، في إطار معالجة الأزمة في تلك المنطقة.

وقال شكري إنه تحدث مع نظيره الأميركي عن اقتراح الأخير بإنشاء آلية أخرى لتدعيم العلاقات الثنائية بين البلدين، في إطار المباحثات بين وزيري خارجية ودفاع البلدين، آملاً أن يسهم الاقتراح بشكل إيجابي في تطوير العلاقات بين البلدين.

ووصف وزير الخارجية المصري محادثاته مع تيلرسون بـ"الإيجابية والمفيدة، ونحن متفقون في تناولنا للقضايا الإقليمية والدولية، ولدينا رغبة مشتركة في استمرار العمل سوياً لتحقيق الاستقرار".

وفي ما خصّ الاتهامات الموجهة إلى مصر بانتهاك حقوق الإنسان، قال شكري رداً على سؤال وجهته صحافية أميركية: "أوصيك أن تفهمي الوضع الآن في مصر، في ما يخص حقوق الإنسان، ورأي الشعب المصري في ذلك، وهناك العديد من المعلومات الناقصة"، معتبراً أن "الشعب المصري هو من يحددّ كيف يحب أن يعامل؟ وكيف يمكنهم التمتع بحرّيتهم، واستغلي فرصة وجودك في مصر، وناقشي مع المصريين رضاهم عن ذلك".

ومن المقرر أن يلتقي تيلرسون خلال زيارته إلى القاهرة التي تستمرُّ يومين، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لإجراء مباحثات حول عملية السلام في الشرق الأوسط ومواجهة الإرهاب، فضلاً عن تطورات الأوضاع في المنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين.


وتعد هذه الزيارة الأولى لتيلرسون إلى القاهرة، والثانية لمسؤول أميركي إلى العاصمة المصرية خلال العام الحالي، إذ سبقه إليها نائب الرئيس الاميركي مايك بينس في 20 يناير/كانون الثاني الماضي.