روحاني يرفض استقالة ظريف: قبولها يتعارض مع مصالح إيران

روحاني يرفض استقالة ظريف: قبولها يتعارض مع مصالح إيران

27 فبراير 2019
لم يوافق روحاني (يسار) على استقالة ظريف (الأناضول)
+ الخط -

أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني، اليوم الأربعاء، أنّه لا يوافق على استقالة وزير الخارجية محمد جواد ظريف من منصبه.

وفي رسالة جوابية بعثها إلى ظريف، قال روحاني إنّ "القبول باستقالتك يتعارض مع مصالح البلاد، ولا أوافق عليها".

وقدّم ظريف، يوم الإثنين الماضي، استقالته بشكل مفاجئ من منصب وزير الخارجية، وذلك في منشور على حسابه في "إنستغرام"، تزامناً مع زيارة رئيس النظام السوري بشار الأسد، إلى طهران، هي الأولى له منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011، التقى خلالها المرشد الإيراني علي خامنئي، والرئيس الإيراني حسن روحاني، من دون أن يشارك ظريف في اللقاءين.

وعزت جهات إيرانية، ونواب برلمانيون، سبب استقالة ظريف إلى تغييب الخارجية الإيرانية عن ترتيبات زيارة الأسد ولقاءاته في طهران.

واليوم الأربعاء، أكد ظريف أنّ الرئيس روحاني رفض استقالته كلياً، وشكر في الوقت عينه المسؤولين والشعب لدعمه بعد تقديم استقالته، قائلاً إنّه ملتزم دائماً بخدمة البلاد.

وقال ظريف في منشور على موقع "إنستغرام": "بصفتي خادما متواضعا، لم أهتم قط إلا بإعلاء السياسة الخارجية ومكانة وزارة الخارجية".

Instagram Post

وأفادت وكالة "تسنيم" الإيرانية للأنباء، بأنّ ظريف شارك، اليوم الأربعاء، عقب رفض الرئيس روحاني استقالته، في مراسم استقبال رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان، في العاصمة طهران.

قاسم سليماني: ظريف يحظى بدعم خامنئي

وفي أول تعليق على استقالة ظريف، قال قائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، اليوم الأربعاء، إنّ "إشكاليات في التنسيق بالرئاسة الإيرانية"، كانت السبب في عدم حضور ظريف، لقاء روحاني مع الأسد.

وأضاف أنّ "المؤشرات الموجودة تظهر أنّه لم يكن هناك تعمد في عدم حضور السيد ظريف هذا اللقاء".

ونقل موقع "سباه نيوز" التابع للحرس الثوري الإيراني، عن سليماني الذي حضر لقاءات الأسد مع روحاني وخامنئي، قوله إنّ "السيد ظريف مسؤول السياسة الخارجية لجمهورية إيران الإسلامية، كان وما زال يحظى بدعم مسؤوليها رفيعي المستوى، وخاصة قائد الثورة الإسلامية".

وأضاف المسؤول العسكري الإيراني، أنّ "ظريف أنجز أعمالاً قيّمة في سبيل تأمين المصالح الوطنية للبلاد، ويتعاون بشكل مطلوب في مواجهة أعداء الثورة الإسلامية والشعب الإيراني".

وفي السياق، قال النائب الإصلاحي إلياس حضرتي، في تصريح لوكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية، إنّ سبب الاستقالة يعود إلى عدم علم ظريف بزيارة الأسد، مضيفاً: "إنني أظن أنّ السيد ظريف استقال من منصبه لعدم علمه بزيارة بشار الأسد لطهران".

كما نقل موقع "آريا" الإيراني عن ظريف قوله، أمس الثلاثاء، إنّ "استقالتي كانت للدفاع عن موقع ومكانة وزارة الخارجية في العلاقات الخارجية فحسب، حيث أعتبر ذلك حيوية للأمن القومي الإيراني إلى جانب بقية القدرات والمقومات".

وأوضح ظريف أنّه "كان من واجبي كوزير للخارجية أن يكون لي موقف ورد فعل تجاه عدم مراعاة موقع وزارة الخارجية، غير ذلك فإنّ بقية التكهنات وليدة تخيّلات".


وقاد ظريف، البالغ من العمر 59 عاماً، المراحل النهائية من المفاوضات بين طهران ومجموعة القوى الست (ألمانيا، الصين، الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا)، بشأن الاتفاق النووي الإيراني، منذ أيلول/سبتمبر 2013.

وفتح برنامج العمل المشترك الذي جرى التوصّل إليه في فيينا في 14 تموز/يوليو 2015، الطريق أمام رفع جزئي للعقوبات الاقتصادية الدولية ضد طهران، مقابل التزام إيران بإجراءات لضمان الطبيعة السلمية لبرنامجها النووي.