تشكيك ليبي ومصري برواية تسلّم هشام عشماوي

تشكيك ليبي ومصري برواية تسلّم هشام عشماوي

30 مايو 2019
اعتقل عشماوي في مدينة درنة الليبية العام الماضي (تويتر)
+ الخط -
شكّكت مصادر ليبية ومصرية في الرواية الخاصة بتسلّم مصر لضابط الصاعقة السابق هشام عشماوي، المطلوب على ذمة عدد من الاتهامات في بلاده، منها الإرهاب، من مليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، أول من أمس الثلاثاء، بعد زيارة قام بها رئيس الاستخبارات العامة اللواء عباس كامل إلى ليبيا.

وقالت مصادر ليبية محسوبة على معسكر الشرق، إنّ الأجهزة الأمنية المصرية تسلمت عشماوي بعد أيام قليلة من إلقاء القبض عليه في عملية عسكرية مشتركة بمدينة درنة الليبية منذ ثمانية أشهر، بصحبة مساعده إيهاب عبد العاطي، وزوجة القيادي بتنظيم "المرابطون" (الذي كان عشماوي قد أسسه) عمر رفاعي سرور وأبنائه، بشكل غير معلن.

من جهتها، رجّحت مصادر مصرية أن يكون السبب في الإعلان عن تسلّم عشماوي رسمياً في هذا التوقيت، لتبرير الدعم المصري لقوات حفتر في هجومها على العاصمة طرابلس الواقعة تحت سيطرة حكومة الوفاق المعترف بها دولياً، وتصوير ذلك على أنه تعاون مشترك في مجال محاربة الإرهاب. كما توقّعت المصادر مشاركة مصرية فعلية في العمليات العسكرية الرامية لدخول العاصمة من جانب قوات حفتر، لحسم المعارك، بعدما فشلت الأخيرة في دخولها على مدار نحو شهر ونصف الشهر من المعارك.

وبحسب المصادر، فإنّ قوة من الاستخبارات العامة كانت قد تسلّمت عشماوي بعد إلقاء القبض عليه بنحو شهر على يد قوة عسكرية تابعة لكتائب عمر المختار التابعة بدورها لقوات حفتر، بدعم لوجستي ومعلوماتي مصري في حي المغار بمدينة درنة، لافتةً إلى أنّ السلطات المصرية أودعته قاعدة عسكرية في الغرب المصري، في إشارة إلى قاعدة محمد نجيب العسكرية، المتاخمة للحدود المصرية الليبية.

وقالت المصادر إنّ العملية التي تمّ تصويرها وإذاعتها على الهواء في بث مباشر أخيراً، كانت عبارة عن نقله من قاعدة محمد نجيب إلى القاهرة، لسبب سياسي ما، عقب زيارة قام بها بالفعل عباس كامل.

ويأتي هذا في الوقت الذي كشف فيه مصدر مصري مقرب من أسرة عشماوي عن أنه في شهر أكتوبر/ تشرين الأول 2013، اقتحمت قوات السيسي مسكن عشماوي بحي مدينة نصر في شرق القاهرة، موضحةً أنه بعد تفتيش المسكن وعدم العثور عليه، قامت باعتقال زوجته التي كانت تشغل عضوية هيئة التدريس بجامعة عين شمس، قبل أن يتم الإفراج عنها لاحقاً بعد نحو شهر من الاعتقال. ولفتت إلى أنه بعد فترة اختفت زوجة عشماوي، مرجّحة أن تكون لحقت به إلى إحدى المناطق الليبية. وأشارت المصادر إلى أنه في وقت سابق رفضت الجامعة موضوع رسالة الدكتوراه المقدمة من الزوجة والتي كانت بعنوان "مسائل العقيدة من كتاب تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة، دراسة استيعابية".

وكانت مجموعة عسكرية من 7 أفراد تابعة للواء عمر المختار في درنة الليبية، قد ألقت القبض على عشماوي بعد قصف عنيف على حي المغار بمدنية درنة، فجر الاثنين الموافق في 8 أكتوبر الماضي.

ودخلت القوات التابعة لحفتر إلى درنة التي تقع على بعد 300 كيلومتر من الحدود المصرية الليبية، بعد حصار طويل وقصف متواصل من الطيران المصري والإماراتي للمدينة الجبلية التي ظلّت هادئة لفترة طويلة، والتي يقطنها نحو 120 ألف نسمة.

وفي أكتوبر الماضي، تحدّث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن عشماوي، في أعقاب إعلان مليشيات حفتر إلقاء القبض عليه. وقال السيسي في كلمة له بالندوة التثقيفية الـ29 للقوات المسلحة: "يا ترى الفرق بين هشام عشماوي وأحمد المنسي إيه؟ (في إشارة لضابط الصاعقة الذي لقي مصرعه في هجوم لعناصر داعش على كمين البرث بشمال سيناء في وقت سابق)، ده إنسان وده إنسان، وده ضابط وده ضابط، الاثنين كانوا مع بعض في وحدة واحدة، الفرق بينهم إيه، إن حد منهم اتلخبط وممكن يكون خان، وحد تاني استمر على العهد والفهم الحقيقي لمقتضيات الحفاظ على الدولة المصرية وأهل مصر". وأضاف "ده قدّم وبنصقف له وبنبصله كده بملء العين، والتاني عايزينه عشان نحاسبه".

المساهمون