مقتل وإصابة مدنيين بقصف للنظام السوري على إدلب في أول أيام العيد

04 يونيو 2019
أحد الجرحى وكان يبيع كعك العيد بمعرة النعمان(عبدالعزيز كتاز/Getty)
+ الخط -

واصلت طائرات النظام السوري، صباح اليوم الثلاثاء، قصفها على عدّة مدن وبلدات في ريف إدلب، شمال غربي سورية، في أول أيام عيد الفطر، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من المدنيين.

وارتفع إلى أربعة قتلى عدد الضحايا في ريف إدلب، شمال غرب سورية، جراء تكثيف القصف الجوي من قبل قوات النظام السوري وروسيا، فيما تكبدت قوات النظام خسائر بشرية جراء استهداف المعارضة المسلحة لها بالمدفعية والصواريخ.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن طيران النظام السوري والطيران الروسي شن عشرات الغارات على بلدات وقرى الفطيرة وسفوهن ودار الكبيرة ومعرة حرمة وأم الصير وترملا وكرسعة وكوكبة ومعرة الصين، بريف إدلب الجنوبي.

وأضافت المصادر أن القصف أسفر عن مقتل مدنيين اثنين في معرة الصين، وجرح آخرين.

وتسببت الغارات بأضرار مادية في منازل المدنيين والممتلكات العامة فضلا عن حرائق في المحاصيل الزراعية.

وفي وقت سابق، قال مصدر من الدفاع المدني، لـ"العربي الجديد"، إنّ الطائرات الحربية قصفت مدينة خان شيخون، جنوبي إدلب، ما أدى إلى مقتل مدني وإصابة آخرين.

وأضاف أنّ قصفاً جوياً مماثلاً طاول قرية دير سنبل في جبل الزاوية، أسفر عن مقتل مدني وإصابة آخر بجراح.

كما قصفت الطائرات الحربية مقبرة في مدينة أريحا، وقرى: معرة حرمة وكرسعة والشيخ مصطفى وسفوهن والفطيرة وعابدين، واقتصرت الأضرار على الماديات.

إلى ذلك، أعلنت "الجبهة الوطنية للتحرير" التابعة للمعارضة السورية، عن استهداف مواقع للنظام في قرية تل هواش بريف حماة الشمالي الغربي بالمدفعية الثقيلة.

وأضافت في عدة بيانات منفصلة أنها دمرت عربة عسكرية لقوات النظام على جبهة القصابية في ريف حماة الشمالي، وآلية عسكرية على جبهة حردانة.

وذكرت أنها قتلت مجموعة من قوات النظام على محور الحميرات بعد قصف موقع لها بالمدفعية الثقيلة وصواريخ محلية الصنع.

واستهدفت قوات النظام السوري، مساء الإثنين، مدينة كفرنبل بـ14 صاروخاً، ما أدى إلى إصابة مستشفى "الخطيب" ومخبز "البركة" بأضرار بالغة أخرجتهما من الخدمة.

وبتضرر هذا المستشفى وخروجه من الخدمة، تكون مدينة كفرنبل قد باتت من دون مستشفيات، بعد خروج مستشفياتها الأربعة من الخدمة.

وأمس الإثنين، قصف الطيران الحربي الروسي بدوره، بصواريخ شديدة الانفجار، منطقة السوق، وسط مدينة معرة النعمان، جنوبي إدلب، بينما كان الباعة والمتسوقون يحضرون لأول أيام العيد، ما أسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين، بينهم امرأة، فضلاً عن إصابة عشرة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة.

وصعّدت قوات النظام، منذ فبراير/ شباط الماضي، وتيرة قصفها على إدلب ومحيطها، قبل أن تنضم الطائرات الروسية إليها لاحقاً. ومنذ نهاية إبريل/ نيسان، بلغت وتيرة القصف حداً غير مسبوق منذ توقيع اتفاق سوتشي.

وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، بعد قمة في مدينة سوتشي، جنوبي روسيا، في 17 سبتمبر/ أيلول 2018، الاتفاق على إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل مناطق النظام عن مناطق المعارضة في إدلب، شمال غربي سورية.

وحال الاتفاق دون تنفيذ النظام السوري وحلفائه هجوماً عسكرياً على إدلب، آخر معاقل المعارضة، حيث يقيم نحو 4 ملايين مدني، بينهم مئات الآلاف من النازحين. غير أنّ قوات النظام خرقت الاتفاق بشكل مستمر، وأدى ذلك الخرق إلى وقوع ضحايا مدنيين، بينهم أطفال ونساء.

النظام مدعوماً بالطيران الروسي يسيطر على بلدتين في شمال حماة

من جهة أخرى، سيطرت قوات النظام السوري، مدعومة بسلاح الجو الروسي، اليوم الثلاثاء، على بلدتين في شمال مدينة حماة، وسط البلاد، بعد اشتباكات أدت إلى انسحاب فصائل المعارضة منهما.

وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ قوات النظام والمليشيات المساندة لها، سيطرت على بلدتي الحميرات والحردانة، شمال غربي حماة، بعد مواجهات مع فصائل المعارضة.

ومساء أمس، الإثنين، سيطرت قوات النظام على قرية القصابية، جنوبي إدلب، لتكون أول بلدة تسيطر عليها في حملتها الأخيرة ضمن حدود إدلب الإدارية.

وكانت قوات النظام قد سيطرت أخيراً على بلدتي كفرنبودة وقلعة المضيق وبلدات بحماة، في إطار حملة عسكرية مدعومة من روسيا.

وتقع كل المناطق التي تقدّمت إليها قوات النظام ضمن المنطقة منزوعة السلاح التي تمّ الاتفاق عليها في اتفاق سوتشي بين روسيا وتركيا.


إلى ذلك، وثّق فريق "منسقو استجابة سورية" نزوح 72520 عائلة مؤلفة من 471413 شخصاً، كلهم نزحوا من حماة وإدلب وحلب، منذ مطلع فبراير/ شباط الماضي، بسبب هجمات قوات النظام وروسيا.

وأوضح الفريق، في بيان، اليوم الثلاثاء، أنّ طائرات النظام وروسيا قصفت 66 نقطة خلال الفترة ما بين 27 مايو/ أيار الماضي، و3 يونيو/ حزيران الجاري، 41 منها في إدلب و17 في حماة، و5 في حلب، و3 في اللاذقية، بينما قصفت الطائرات المروحية، في الفترة نفسها، 30 نقطة، 17 منها في إدلب، و7 في حماة، إضافة إلى 6 في اللاذقية. 

وأضاف البيان أنّ المدفعية قصفت، في تلك الفترة، 46 نقطة، 18 منها في إدلب، و16 في حماة، و8 في حلب، و4 في اللاذقية.

وأعربت الأمم المتحدة، الإثنين، عن "قلقها البالغ" إزاء استمرار الأعمال العدائية في منطقة خفض التصعيد، شمال غربي سورية، والتي أسفرت، حتى الآن، عن مقتل 160 مدنياً على الأقل، وتشريد مئات الآلاف.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، الإثنين، بالمقر الدائم للمنظمة الدولية بنيويورك.

وأوضح دوجاريك أنّ نحو 307 آلاف شخص اضطروا للنزوح خلال الفترة من 1 إبريل/ نيسان و22 مايو/ أيار الماضيين، ويعيش معظمهم خارج المخيمات ومراكز الاستقبال.

وأشار إلى أنّ "100 مدرسة في إدلب تستضيف أعداداً كبيرة من هؤلاء النازحين، بينما يتعرّض الأمن الغذائي وسبل العيش لملايين الأشخاص في جميع أنحاء حماة وإدلب وحلب لمخاطر جمة بعد تدمير المحاصيل والأراضي الزراعية وغيرها من الاضطرابات".

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد دعا روسيا والنظام السوري إلى وقف "القصف الجهنمي" على إدلب.

وقال في تغريدة عبر حسابه على موقع "تويتر"، فجر الإثنين: "نسمع أنّ روسيا وسورية وبدرجة أقل إيران، يشنون قصفاً جهنمياً على محافظة إدلب السورية، ويقتلون من دون تمييز العديد من المدنيين الأبرياء"، مضيفاً أنّ "العالم يراقب هذه المذبحة"، ومتسائلاً "ما هو الغرض منها؟ ما الذي ستحصلون عليه منها؟ توقفوا".