"مضيف" في وزارة الداخلية العراقية يفضّ مئات النزاعات العشائرية

"مضيف" في وزارة الداخلية العراقية يفضّ مئات النزاعات العشائرية

14 يوليو 2022
السلاح المنفلت أحد أسباب النزاعات العشائرية في العراق (محمد صواف/ فرانس برس)
+ الخط -

أفادت وزارة الداخلية العراقية بأنّ لديها "مضيفاً" لفضّ النزاعات العشائرية، وأنّه تمكّن من حلّ أكثر من 1700 نزاع عشائري مسلّح، لافتة إلى وجود شيوخ عشائر "دخلاء" متورّطين في قضايا مخدّرات وتهديد للأمن في العراق.

وتسجّل المحافظات العراقية، وخصوصاً الجنوبية، نزاعات عشائرية ومعارك بوتيرة شبه دائمة، تُستخدَم فيها أحياناً أسلحة ثقيلة وتؤدّي إلى وقوع قتلى وجرحى، في حين أنّ القوات الأمنية تعجز عن السيطرة على تلك النزاعات.

وقد صرّح مدير شؤون العشائر في وزارة الداخلية، اللواء ناصر علي محمد النوري، لقناة "العراقية" الإخبارية، اليوم الخميس، بأنّ دائرته "قدّمت دراسة عن أسباب النزاعات العشائرية ومعالجتها". أضاف أنّ "السلاح المنفلت أحد أسباب تلك النزاعات"، وأكّد أنّ "عمليات حصر السلاح مستمرة من قبل القوات الأمنية".

ولفت النوري في الحديث نفسه إلى أنّ سجلات دائرته "تضمّ 280 شيخ عشيرة مسجّلين رسمياً"، موضحاً أنّ "ثمّة دخلاء على المشيخة متورّطين بقضايا مخدّرات ويحاولون زعزعة الأمن".

يُذكر أنّ الأيام العشرة الأخير سجّلت أكثر من ثلاثة نزاعات عشائرية وقعت في محافظات بغداد والموصل (شمال) والبصرة (جنوب)، أوقعت ثلاثة قتلى وأكثر من 10 جرحى بحسب بيانات أخيرة ذات صلة.

ويحمّل شيوخ عشائر وزارةَ الداخلية مسؤولية تزايد النزاعات العشائرية، معيدين الأمر إلى أنّ إجراءاتها ضعيفة لضبط السلاح المنفلت.

ويقول الشيخ علي الساعدي، أحد شيوخ محافظة ميسان (جنوب)، إنّ "تنامي النزاعات العشائرية مرتبط بتراجع سلطة الدولة". ويوضح لـ"العربي الجديد" أنّ "دور وزارة الداخلية ضعيف، فهي تعمل أحياناً على الإصلاح بين العشائر، لكنّ هذا الإصلاح يأتي بعد أن تخوض تلك العشائر معارك طاحنة يسقط فيها قتلى وجرحى".

ويشدد الساعدي على أنّ "السيطرة على النزاعات غير ممكنة من دون ضبط السلاح المنفلت لدى العشائر. وهذه هي المسؤولية التي يجب أن تضطلع بها وزارة الداخلية"، مشيراً إلى أنّ "كثيرين من شيوخ العشائر يتعاونون مع الوزارة في هذا الاتّجاه، وننتظر منها خطوات حازمة".

وتُعَدّ النزاعات العشائرية في المناطق الواقعة في جنوب العراق ووسطه إحدى أبرز المشكلات الأمنية التي تعاني منها تلك المناطق، إذ تحصل من وقت إلى آخر مواجهات مسلّحة تُوقع قتلى وجرحى بين عشائر مختلفة لأسباب يتعلّق معظمها بخلافات حول الأراضي الزراعية والحصص المائية، غير أنّ انتشار السلاح سبب رئيسي في تطوّر تلك الخلافات إلى مواجهات بالأسلحة صار يُستخدَم فيها أخيراً سلاح متوسّط وقذائف هاون إلى جانب القذائف الصاروخية المحمولة على الكتف.

المساهمون