"وجبات حلب العريقة" على موائد المحتاجين

"وجبات حلب العريقة" على موائد المحتاجين

05 مايو 2021
تصل المساعدات إلى العائلات لتجنب الازدحام (العربي الجديد)
+ الخط -

تشتهر مدينة حلب (شمال غربي سورية) بمطبخها العريق وتفنن أهلها بصنع الأطعمة الشهية، إذ يرتكز المطبخ الحلبي بشكل أساسي على اللحوم في إعداد الوجبات، خصوصاً لحم الضأن (الغنم) والتوابل وزيت الزيتون والبرغل والفريكة، وتعتبر هذه المكونات ذات تكلفة عالية لا يمكن للعوائل الفقيرة إعدادها، ما تسبب في غياب مثل هذه الوجبات عن موائد الإفطار الرمضانية، خصوصاً للعائلات الفقيرة، وتلك التي تفتقد للمعيل.
وفي محاولة لمساعدة هؤلاء، تكثر المبادرات الإنسانية والاجتماعية، خصوصاً في شهر رمضان، إحدى هذه المبادرات يتحدث عنها عضو مجلس الإدارة في منظمة "أبرار" وائل الحلبي لـ"العربي الجديد" قائلاً: "منذ بداية الثورة السورية كان مطبخ منظمة أبرار الرمضاني يتميز بمأكولاته الحلبية للعائلات المنكوبة التي لا تملك قوت يومها في هذا الشهر الفضيل". يتابع: "تميزت المنظمة من خلال وجباتها الحلبية المعدة من قبل مجموعة من السيدات الأرامل ليتم توزيعها على العائلات التي تعيلها النساء أو العائلات التي تفتقد للمعيل، وغيرها من العائلات المحتاجة خصوصاً لمصابي الحرب". 

80 ألف مستفيد
يستفيد من مطبخ منظمة أبرار الرمضاني حوالي ألف شخص، موزعين على 200 عائلة، إذ توزع الجمعية الوجبات يومياً بالتناوب بين العائلات. تكفي الوجبة الواحدة خمسة أشخاص تقريباً، كما يتم توصيل الوجبات للعائلات في مكان إقامتهم لضمان عدم وجود أي ازدحام بهدف الوقاية من فيروس كورونا، كما يستهدف المشروع المخيمات في ريف إدلب وريف حلب الشمالي. 

لجوء واغتراب
التحديثات الحية

يضيف الحلبي: "نحاول إدخال الفرحة للعوائل التي ليس لديها قدرة مادية على إعداد مثل هذه الوجبات خصوصاً الأطفال. كما نحاول الابتعاد عن النمط التقليدي كتوزيع وجبات تحتوي على الأرز والبرغل وما شابه، فهناك أرامل وأصحاب احتياجات خاصة ليس لديهم إمكانية إعداد هذا الأطباق". 
يتابع: "عدد العوائل المستفيدة قليل لكن هذا المتاح والممكن في الوقت الراهن، والمشاريع التي ننفذها من هذا النوع دخلت سنتها التاسعة، وقد بلغ عدد المستفيدين منها 80 ألف شخص، لنحو 16 ألف عائلة". 

الصورة
مبادرات رمضانية في حلب 2 (العربي الجديد)
يستفيد من المبادرة 80 ألف شخص (العربي الجديد)

ويطالب الحلبي المنظمات التي تقدم المساعدات حذو حذوهم، والخروج عن النمط التقليدي في إعداد الوجبات الرمضانية التي يمكن للعوائل إعدادها، راجياً توزيع الوجبات التي تحقق رغبة المستفيد، خصوصاً في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الأهالي في شهر رمضان. ويعمل في المشروع العديد من النساء الأرامل، إضافة لمعدومي الدخل مقابل الحصول على وجبات لعائلاتهم إضافة لأجر معين.

خدمة للناس
بدورها، تقول العاملة ضمن المشروع الرمضاني أم عبدو، لـ"العربي الجديد": "أساعد في إعداد الطبخ للمحتاجين والفقراء والأرامل والنساء المحتاجات، من خلال إعداد الوجبات التي تشتهر بها مدينة حلب، كالأرز والملوخية والكبة المقلية والكبة السفرجلية والكبة السماقية والأرمان والكبة اللبنية"، (أنواع مختلفة من الكبة تشتهر بها مدينة حلب). مضيفةً: " مثل هذه المشاريع تدخل الفرحة إلى قلوبنا خلال تحضيرها، محاولين دائماً أنّ نكون عند حسن ظن الجميع... أمرٌ جميل إسداء خدمة للناس والذي بدوره يبعث في النفس الراحة والروحانية خلال شهر رمضان".
في المقابل، ترى المهجرة من ريف حمص الشمالي علياء المحمد، المقيمة في مخيم البركة شمالي إدلب، أنّ "توزيع وجبات عادية ليس بالأمر المرغوب، ولكن توزيع وجبات لا قدرة للعائلات على إعدادها هو أمرٌ مرحب به".

الصورة
مبادرات رمضانية في حلب 3 (العربي الجديد)
تحاول الجهات المشرفة المساهمة في التخفيف من معاناة النازحين (العربي الجديد)

مطابخ لتخفيف المعاناة

 تبدأ المطابخ الرمضانية في تجهيز وجبات الإفطار للنازحين في المخيمات السورية، كل جهة حسب برنامج معين لها، خلال شهر الصوم، وتتنوع الوجبات وفق خطة العمل، في محاولة من الجهات المشرفة للمساهمة في التخفيف من معاناة النازحين، الأمر الذي يزيح عن كاهلهم عبئاً كبيراً في تأمين متطلباتهم الأساسية.

المساهمون