ربع العراقيات يتزوجن قبل سنّ الـ18 عاماً

الأمم المتحدة: ربع العراقيات يتزوجن قبل سنّ الـ18 عاماً

13 أكتوبر 2022
أكدت كولومبيا أن الطريق طويل للتوعية بخطر الزواج المبكر (العربي الجديد)
+ الخط -

كشفت ممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان في العراق، ريتا كولومبيا، أن أكثر من 25% من العراقيات يتزوجن قبل سن 18، و10.5% منهن يتزوجن قبل سن 15 والأمر زاد في السنوات العشر الأخيرة، واصفة هذه الأرقام بالكارثية.

وأوضحت كولومبيا خلال حديث مع "العربي الجديد"، أن "المتزوجات في هذه السنّ غالباً لا يتمكنَّ بعد الزواج من إكمال تعليمهن، وأيضاً لصغرهن وقلة خبرتهن بالحياة، ما يجعلهن أقل قدرة على توفير نوعية حياة أفضل لأطفالهن إذ يمكن أن يضيعن الكثير من الفرص في تنميتهم شخصياً".

وأكدت المتحدثة أنّ البعثة الأممية في العراق، تركز برامج عملها على تنظيم الأسرة وتحسين خدمات الصحة الإنجابية والعناية بالأمهات، وتمكين المرأة من أداء دورها في سوق العمل، والحدّ من العنف ضد النساء، والتوعية بمخاطر الزواج المبكر.

وشرحت كولومبيا أن "صندوق الأمم المتحدة للسكان ومنذ عام 2014، أطلق برنامج التدخلات الإنسانية الطارئة تلبية للاحتياجات العاجلة والملحة للنساء والفتيات المتأثرات بالصراع في مجالي الصحة الإنجابية والعنف القائم على النوع الاجتماعي، الأسري والمجتمعي ضد المرأة".

وأشارت إلى أنه مع دخول عام 2019، بدأ صندوق الأمم المتحدة للسكان في التحضير لخطة برامج الصندوق الثالثة (تنتهي عام 2024) وتركز على ثلاث نتائج تحويلية هي: الحدّ من وفيات الحوامل، ووضع حد لاحتياجات التخطيط الأسري التي لا يتم تلبيتها، وتقليص العنف القائم على النوع الاجتماعي والسلوكيات المؤذية، وهذه أدوار نواصل تنفيذها في العراق منذ بدء أعمالنا. 

وكشفت كولومبيا وفقاً لأرقام المنظمة المبنية على نتائج مسح أن "المشكلة لا تتوقف عند زواج العراقيات في سن مبكرة، بل نرى أن معدلات الطلاق لمن تزوجن مبكراً في ارتفاع مستمر أيضاً.

وأضافت "نظمنا في يونيو/حزيران الماضي بالشراكة مع دائرة تمكين المرأة بالأمانة العامة لمجلس الوزراء في العراق، مؤتمراً لمعالجة ظاهرة الزواج المبكر في العراق وحضره مسؤولون ورجال دين وزعماء عشائر لتسليط الضوء على الوضع المقلق للزواج المبكر الذي ارتفع من 21.7 إلى 25.5 % خلال السنوات العشر الماضية في العراق وضرورة توعية المجتمع بهذا الخطر، وأمامنا طريق طويل في هذا الملف لأنه متجذر في الأعراف الاجتماعية في بعض المدن والأرياف التي تُفضل تزويج المرأة في سن مُبكرة".

وكشفت عن أرقام جديدة متعلقة باتساع ظاهرة الطلاق داخل المجتمع بالقول إن "1.5% من النساء العراقيات مُطلقات وفقاً لنتائج المسح الذي أجريناه بالتعاون مع وزارة التخطيط، 46% منهن هن من طلبن الطلاق و21% أجبرن عليه بناء على رغبة الزوج، فيما كانت نسبة حصوله بالاتفاق بين الزوج والزوجة 31%. 

وفيما يخص العنف ضد النساء أفادت بأن "الجوانب والاعتبارات الاجتماعية لممارسة العنف السبب الرئيسي، إذ ترى 52% منهن أن ذلك مرتبط بتربية وتنشئة الرجل الذي يمارس العنف ضد المرأة، و40 % منهم يرجعنه إلى قلة وعي الرجل بأساليب مواجهة المشاكل و27% إلى تقبل المرأة للواقع ما يشجع الرجل على تكرار العنف".

وحول جهود صندوق الأمم المتحدة للسكان، حيال مهمة رفع مستوى الوعي بالصحة الإنجابية ونتائجه، أكدت كولومبيا أن "تثقيف الرجال والنساء بمرحلة الشباب حول صحتهم الإنجابية قبل الزواج مفيد لمستقبلهم، ونرى أن جهود وزارة الصحة العراقية بالتعاون معنا أثمرت عن رفع نسبة الولادات تحت إشراف أطباء إلى 96% وهذا رقم ممتاز، وليس هذا فقط، بل إن ازدياد الوعي بضرورة ذهاب النساء للطبيب أثناء فترة الحمل وتوليدهن في المستشفيات ساهم بتقليل نسبة الوفيات كثيراً أثناء الولادة لتصبح 79 حالة من كل 100 ألف ولادة".

أما ملف التعليم بالنسبة للمرأة العراقية فقالت إنه بـ "حسب نتائج المسح، فإن نسبة النساء الأميات تصل إلى 17% مقارنة بـ 7.6% لدى الرجال، وأيضاً نسبة الحاصلات على الشهادة الابتدائية كحد أعلى لا تزيد على 31% مقارنة بـ 33.6% لدى الرجال، فيما بلغت نسبة من حصلن على الشهادة المتوسطة 12% ومن أكملنها للإعدادية 6.3% ومن حصلن على شهادة البكالوريوس لا يزدن على 5.7%".

وبينت أيضا أن "نسبة النساء اللواتي يستخدمن الإنترنت في العراق تزيد على 40% بقليل وهي قليلة، وكلما ازداد التحصيل العلمي للمرأة زادت قدرتها على استخدامه، إذ إنها تبلغ 18% لغير الحاصلات على شهادة، و69% لمن حصلن على شهادة جامعية فأعلى".

وشرحت كولومبيا إسهامات الصندوق الأممي في مساعدة النساء العراقيات واللاجئات بمجال الدعم النفسي والاجتماعي، بـ "دعم النساء الناجيات من العنف الاجتماعي وخاصة ممن عانين من ممارسات تنظيم "داعش" الإرهابي في المدن المحررة، إذ نقدم لهن المساعدة الصحية في توفير فرص تعليم مناسبة وإكسابهن مهارات تمكنهن من العمل وكسب رزقهن لإعالة أنفسهن وعائلاتهن وأطفالهن إذا كن متزوجات وخاصة من فقدن أزواجهن سواء بمقتلهم أو اختفائهم".