عاملو المنظمات الإنسانية يتعرضون لمخاطر في مخيم الهول شرقي سورية

عاملو المنظمات الإنسانية يتعرضون لمخاطر في مخيم الهول شرقي سورية

04 مارس 2021
يتعرّض العاملون الإنسانيون للتهديد من قبل الأطفال والنساء(دليل سليمان/فرانس برس)
+ الخط -

يتعرّض العاملون في المنظمات الإنسانية لضغوطات ومخاطر خلال عملهم في القطاعات المخصّصة لعوائل تنظيم "داعش"، ضمن مخيم الهول، الواقع جنوب شرقي محافظة الحسكة، شمال شرقي سورية.

المسؤولة في "منظمة شمس" نورا خليل، قالت لـ"العربي الجديد"، اليوم الخميس: "يوجد أكثر من 24 ألف طفل في مخيم الهول، من جنسيات سورية وعراقية وعربية وأجنبية مختلفة. ونحن كمنظمة مجتمع مدني، نقول إنّه من المفترض أن تكون الدول التي ينتمي إليها هؤلاء الأطفال مسؤولة عنهم، خاصة الدول الأوروبية،كما يجب عليها أن تعيدهم إليها وترعاهم. هذا ما نؤكّده في كل اجتماعاتنا وندواتنا التي ننظّمها، كما أن هذا ما تؤكّده منظمة يونسيف و(سياسة حماية الطفل)، ويجب إنشاء مراكز إعادة تأهيل لهؤلاء الأطفال، الذين يفتقدون إلى الكثير من الضروريات".

وأضافت خليل: "منذ أكثر من سنة ونصف نعمل مع عائلات تنظيم داعش، وضمن مشاريعنا الجديدة مشاريع إعادة تأهيل بالشراكة مع النرويج. ونستهدف عامة في عملنا، أطفال وزوجات وأرامل مقاتلي تنظيم داعش، ومع الأسف نحن نتعرّض للضرب بالحجارة، يومياً، في المخيم. إذ إنّ الأطفال شرسون جداً، ويزدادون شراسة مع ازدياد أعمارهم".

وأضافت خليل أنّه "في حال لم يتم تجهيز مراكز إعادة تأهيل ورعاية لهؤلاء الأطفال، ولم يجدوا من يتبناهم ويرعاهم، فسوف يكونون أكثر قسوة وشراسة وتطرّفاً من أهلهم المنتمين لتنظيم داعش، وهذا الجيل سيكون خطراً جداً، ليس فقط على سورية أو الشرق الأوسط، بل على كافة الدول الأوروبية والعالم".

وتابعت خليل: "هؤلاء الأطفال في مخيم الهول يقولون إنه "أينما انوجدت الدولة الإسلامية  في العالم سوف نذهب إليها"، كما يقولون لي "أنت تستحقين الرجم. يوم أمس، ضربوني بحجر أصاب ظهري، وظهري الآن متورّم وعليّ الذهاب إلى المستشفى. نحن نرجو أن يُسمع نداءنا حول إعادة تأهيل هؤلاء النساء والأطفال. فمركز إعادة تأهيل واحد لا يكفي، إذ هم حوالي 60 ألف شخص. يجب أن تتشارك منظمات عدّة للقيام بعملية إعادة التأهيل". 

وحلّ هذه المشكلة بالنسبة إلى خليل، هو أن تتبنى كلّ دولة رعاياها، إذ يوجد أشخاص من أكثر من 54 جنسية في المخيم، و"هذا الأمر  سينعكس إيجاباً عليهم"، كما تقول.

سمير الحسن، وهو موظف في منظمة تعمل على تقديم الخدمات داخل المخيم، تحفّظ على ذكر اسمها، يقول، بدوره، في حديث لـ"العربي الجديد": "نحن نعمل في المخيم بظروف صعبة وخطيرة جداً، تبدأ من الخروج من المنزل في مدينة الحسكة وصولاً للمخيم. إذ هناك تدقيق أمني في المخيم يمنعنا من حمل أيّ أجهزة اتصال داخله، ونحن نتعرّض للتهديد من قبل الأطفال وحتى من نساء عوائل تنظيم داعش في المخيم".

وأوضح أن "الأطفال يعتدون علينا، لكنهم في النهاية ضحايا. جرائم القتل تتكرّر في المخيم، وهناك جرائم ارتُكبت بحق عاملين في الشأن الإنساني، كما حدث مع عاملين في منظمة أطباء بلا حدود. نحن نناشد أن يتم ضبط الوضع في المخيم وأن يكون هناك حلّ حقيقي لما يحدث فيه".

وفي ليلة 24 فبراير/شباط الماضي، قُتل أحد أفراد طاقم منظمة "أطباء بلا حدود" في الخيمة التي يقطنها. وبعدها بثلاثة أيام، توفيت طفلة، هي ابنة موظف آخر، في حريقٍ شبّ خلال حفل زفاف في المخيم، كما أصيب ثلاثة موظفين آخرين في الحادثة نفسها، بحسب تقرير صدر عن المنظمة، يوم الإثنين. 

ووفقاً للتقرير، قال مدير الأنشطة الطارئة في سورية ويل تيرنر: "خلال ليلة 24 فبراير/ شباط، كان زميلنا خارج دوام عمله عندما قُتل. نحاول في هذه الأثناء فهم الوضع والظروف المحيطة بمقتله. توفر أطباء بلا حدود الدعم لعائلته خلال هذا الوقت العصيب، كما ونتقدم بخالص تعازينا لعائلته وأصدقائه".

وأكّدت المنظمة أنّ حادثة ثانية وقعت مساء 27 فبراير/ شباط الماضي، خلال حفل زفاف، بسبب حريق في المخيم. 

ووفقاً لإحصائيات صدرت عن منظمة "أطباء بلا حدود"، قُتل 30 شخصاً في المخيم منذ مطلع يناير/ كانون الثاني الماضي، وبسبب هذه الظروف علّقت المنظمة عملها فيه.

المساهمون