الحمل يؤذي ذاكرة المرأة

الحمل يؤذي ذاكرة المرأة

12 سبتمبر 2015
إنجاب الأطفال قد يؤثّر على الدماغ بشكل دائم (Getty)
+ الخط -

أظهرت نتائج دراسة جديدة أن إنجاب الأطفال قد يؤثّر على الدماغ بشكل دائم، بسبب الهرمونات، التي تفرزها الأنثى خلال الحمل والتي تطاول تبعاتها الجهاز العصبي المركزي. ويدور الجدال حول إمكانية أن يكون لعلاج الهرمونات البديلة لدى النساء بعد انقطاع الطمث، أثره على الإصابة بالزهايمر.

وكانت الدراسة، التي أعدتها جامعة كولومبيا البريطانية في فانكوفر - كندا، قد اعتمدت على نوعين من هرمونات أستروجين الذي يعالج انقطاع الطمث. واكتشف الخبراء أنّ تأثيره معقّد ويختلف وفق عمر المرأة وإنجابها الأطفال أم لا. ولفت الخبراء إلى أنّ زيادة هرمونات أستروجين خلال الحمل - ترتفع مستوياته مئات الأضعاف - قد تغيّر مستوى المرونة العصبية أو إعادة نمو الخلايا العصبية في جزء من الدماغ، يدعى الحصين، مسؤول عن الذاكرة وإدراك المكان.

توضح الدكتورة، لورا فيبس، من "مركز بحوث المملكة المتحدة للزهايمر" في حديث مع "العربي الجديد"، أنّ "تأثير الهرمونات على الذاكرة والدماغ له مفعول الأستروجين نفسه، بيد أنّ بعض البحوث بيّنت أنّ بعض أنواع الأستروجين تفاعلت بشكل مختلف لدى الفئران التي أنجبت، عن تلك التي لم تنجب. وفي ظلّ غياب تلك الاختبارات على البشر، يصعب معرفة تأثير العلاج الهرموني على النساء أو مدى المخاطرة بتعريضهن لأمراض كالزهايمر". تضيف أنه "في حال شعرن بقلق تجاه ذاكرتهن بسبب تأثير العلاج الهرموني، من الأفضل مراجعة الطبيب".

من جهتها، تقول الدكتورة، ليزا غاليا، من جامعة كولومبيا البريطانية إنّ "الدراسة أثبتت أنّ التحوّلات السابقة التي طرأت في مرحلة الأمومة على مستوى الإدراك والمرونة العصبية، تجاوباً مع علاج الهرمونات، تثبت أنّ الأمومة تؤثّر بشكل مستديم على وظائف الدماغ". وتضيف أن "إستراديول، وهو أحد أكثر أنواع هرمونات أستروجين تأثيراً هنا، يعمل على تعزيز إنتاج خلايا جديدة في الحصين، ويزيد من فرص إطالة حياة الخلايا العصبية".
واكتشف العلماء أيضاً أنّ التعرّض لهرمون إستراديول لفترة طويلة قوّى ذاكرة الفئران، التي لم تنجب. وتشرح غاليا أنّ "المرأة التي سبق أن أنجبت، تتمتّع بذاكرة أفضل، لكنها أكثر عرضة للإصابة بالزهايمر". وتشير إلى أنّ "المرأة تعاني خلال الحمل من ضعف الذاكرة. لكن بعد مضيّ سنتين على الحمل والولادة، تتحسّن الذاكرة. من ثم، ما إن تبلغ متوسط العمر، حتى تتراجع مجدّداً بالمقارنة مع النساء اللواتي لم ينجبن. وكلّما ازداد عدد الولادات، ارتفعت احتمالات إصابة المرأة بالزهايمر، بسبب الإجهاد خلال الإنجاب".

اقرأ أيضاً: علماء يحدّدون لأول مرّة الجينات المسؤولة عن "الزهايمر"

دلالات

المساهمون