تتحدى التقاليد

تتحدى التقاليد

06 فبراير 2016
لا تأبه لأيّ انتقادات (خالد دسوقي/ فرانس برس)
+ الخط -
في قلب شوارع العاصمة المصرية القاهرة، تجول دينا واصف يومياً بدراجتها النارية الكبيرة. تضع خوذة وترتدي سترة جلدية، ولا تأبه لأيّ انتقادات في مجتمع ربّما لم تنكسر لديه بعد حواجز تمكين المرأة من كلّ شيء إسوة بالرجل.

تقود واصف، وهي رسامة، دراجتها منذ ست سنوات كاملة. تقول إنّها لم تواجه يوماً أيّ مشكلة بهذا الخصوص. لا تضايقها بعض نظرات الدهشة أو الاستغراب.

لكنّ المجتمعات العربية بكاملها ما زالت تملك تلك النظرة المستهجنة قيام المرأة بأيّ شيء يعدّ -تقليدياً- حكراً على الرجال. النظرة نفسها تلاحقها إذا ما حملت سيجارة في الشارع، أو دخنت الشيشة على مقهى، أو حتى قادت سيارة، أو شاهدت مباراة لكرة القدم من قلب المدرجات.

مع ذلك، يتهاوى كلّ فترة، مهما كانت طويلة الأمد، الكثير من الجدران التي تحول ما بين المرأة وتمكينها ودمجها في المجتمع بكلّ ما فيه، تمهيداً لنيلها حقوقها، وفي نفس الوقت تأديتها واجباتها التي تؤكد اتخاذها لمكانها الصحيح في العملية الإنتاجية. العملية القائمة على التعاون بين أبناء المجتمع من الجنسين، من دون تهميش المرأة وتحييدها كما هو حاصل في معظم دولنا اليوم.

للتقاليد دائماً أنصارها، وللأنماط السائدة مريدوها. معظم الناس لا يؤمنون بالتغيير ولا يطلبونه. وإذا لم تتحرك المرأة من أجل كسر القوالب النمطية التي ألصقت بها، لن يتحرك أحد من أجلها. قد تكون أموراً بسيطة كالذي تفعله واصف، لكنّها بالتأكيد تنخز عصب البنية الاجتماعية.

اقرأ أيضاً: اللبنانية سميرة.. ميكانيكية تتحدى الرجال

المساهمون