أزمات قلبية ووصفات طبية خاطئة

أزمات قلبية ووصفات طبية خاطئة في بريطانيا

27 مايو 2017
لا بدّ من تناول الجرعات المناسبة (بين ستانسال/فرانش برس)
+ الخط -

أكثر من ستّة ملايين مريض يحصلون على وصفات طبية خاطئة لأدوية "الستاتين" المخفّضة للكوليسترول، بحسب ما أظهرت دراسة حديثة أعدّها باحثون في جامعة "إمبريال كوليدج لندن". والخطأ يكمن في أنّ هؤلاء إمّا يتناولون العلاج من النوع غير المناسب أو لا يتناولون الجرعة الموصى بها. وهذا الخطأ يمكن أن يعرّض الآلاف منهم، لخطر الإصابة بأزمة قلبية، لذا يرى الأطباء ضرورة تصحيح ذلك إذ إنّ الأمر أولويّة في مجال الصحة العامة.

وشدّدت الدراسة كذلك على أهميّة أن يبتعد أطباء الصحة العامة عن تقديم الوصفات الطبية القديمة للمرضى. يُذكر أنّ أدوية "الستاتين" مخفّضة الكوليسترول يوصف لملايين المرضى، بهدف تخفيض النوبات القلبية والسكتات الدماغية، بحسب توجيهات هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا.

تجدر الإشارة إلى أنّ الأطباء قبل عام 2005، كانوا يصفون الأدوية لأولئك الذين ترتفع نسبة تعرّضهم لأزمة قلبية عن 30 في المائة أو أكثر في غضون عقد من الزمن. وقد خفضت تلك النسبة لتشمل المعرّضين للخطر بنسبة 20 في المائة في عام 2005، والمعرّضين بنسبة 10 في المائة في عام 2014. في المقابل، كان أطباء قد عبّروا عن قلقهم إذ رأوا أنّ تلك القواعد لا تفيد كثيرين من الأشخاص الأصحّاء، بل تعرّض الآلاف إلى آثار جانبية ضارّة، أمام فارق طفيف في عدد النوبات القلبية والسكتات الدماغية.

في دراستهم، اعتمد الباحثون على مراجعة السجلات الطبية لـ 184 ألف مريض، بهدف مقارنة الوصفات الطبية مع التوجيهات الوطنية. فوجدوا أنّ ستة في المائة فقط من مرضى القلب يتناولون العلاج الطبي بالجرع المناسبة، في حين أنّ مريضاً واحداً من بين كل خمسة مرضى لم يوصف له "الستاتين" على الإطلاق.

في هذا الإطار، يقول الدكتور محمود بربير استشاري أمراض القلب في مستشفى "رويال برومبتون" البريطانية لـ"العربي الجديد"، إنّ ثمّة أنواعاً مختلفة من علاج الستاتين، أطلق أوّلها في بريطانيا في عام 1987 وكان باهظ الثمن. وقد انخفض سعره مع بدء شركات أخرى في تصنيعه ومع ظهور أدوية أخرى أكثر فعالية مثل توازي كلّ 10 مليغرامات منها 20 ميليغراماً من ذلك الدواء الأوّل". يضيف بربير أنّ "كل شخص يصاب بنوبة قلبية أو مشاكل في الشرايين، هو بحاجة لعلاج الستاتين، إلى جانب نظام غذائي صحي. فالأخير غير كاف وحده". ويلفت إلى أنّ "توجيهات عام 2008 تختلف عن توجيهات عام 2017، لأنّها تأتي من قبل فريق "نايس" التابع للمعهد الوطني للتميّز السريري الذي يجتمع كل فترة لوضع توجيهات جديدة في ظل البحوث المتطوّرة". يُذكر أن ّبربير عضو في هذا الفريق، وقد ضع توجيهات خاصة في المستشفى حيث يعمل.

إلى ذلك، يرى بربير أنّ "الدراسة ليست صحيحة بصورة كاملة، لأنّ ثمّة مرضى لا يستطيعون تناول كميات كبيرة من الدواء بسبب أعراضه الجانبية أو تضاربه مع أدوية ثانية". يضيف أنّ "الأطبّاء يراقبون أوضاع المريض ويجرون له الفحوصات اللازمة ويعملون بعدها قدر المستطاع على بلوغ هدف العلاج المطلوب الذي يحتاجه". ويشدّد بربير على "ضرورة نشر التوعية الطبية بين الناس وليس بين الأطباء فقط، حتى تكون لديهم معلومات عن المرض الذي يعانون منه وعن كيفية التعامل معه". ويوضح أنّه "لا يمكن إلقاء اللوم على الطبيب في حال عدم نجاح العلاج، لأنّ المريض أحياناً لا يتّبع إرشادات الوصفة الطبية والكميّة التي ينبغي تناولها، فلا يأتي العلاج بالنتائج المطلوبة".

المساهمون