دعوات تدريس التربية الجنسية تثير نقاشاً في المغرب

دعوات تدريس التربية الجنسية تثير نقاشاً في المغرب

03 سبتمبر 2018
حملة دعم القاصر المغربية المغتصبة (تويتر)
+ الخط -

تجددت دعوات نشطاء وفاعلين مدنيين من تيارات سياسية واجتماعية وإيديولوجية مختلفة، في المغرب، إلى ضرورة إقرار تدريس التربية الجنسية في منظومة التعليم بالبلاد، على خلفية واقعة الاغتصاب الجماعي الذي تعرضت له قاصر في بلدة بإقليم الفقيه بنصالح، قبل أيام.


واستغل ناشطون قرب مناقشة البرلمان المغربي لمشروع القانون الجنائي المقرر أن يتضمن عقوبات رادعة ضد الاعتداءات الجنسية، للمطالبة بإقرار تدريس التربية الجنسية للتلاميذ، باعتبارها وسيلة أخرى للحد من حوادث الاغتصاب المتزايدة.

وأكدت النائبة عن حزب العدالة والتنمية الحاكم، أمينة ماء العينين، أن "النقاش الذي سيعرفه البرلمان حول مشروع القانون الجنائي، سيكون مناسبا لتسليط الضوء على أهمية التربية الجنسية، وضرورة تضمينها في المناهج الدراسية وفق مقاربة تربوية وعلمية مدروسة، باعتبار أن المقاربة الأمنية وحدها غير كافية".

وقال الخبير التربوي، إدريس الكنبوري، لـ"العربي الجديد"، إن "إحداث مادة للتربية الجنسية مطلب مهم لأنه يندرج في إطار التربية على السلوك المدني ابتداء من مراحل التعليم الأولى بما يسمح بتربية مواطن مسؤول". لكنه استدرك أن "مشروعية المطلب شيء، والإمكانات الواقعية لتطبيقه شيء آخر، فلدينا فشل بنيوي في التعليم، وبإضافة مادة حول التربية الجنسية سوف نزيد تعقيد المشكلات التي لم تحل بإضافة مشكلة جديدة".

وضرب الكنبوري مثالا بمادة التربية الوطنية، وقال إنها "مادة درستها مختلف الأجيال منذ السبعينيات، لكن كل المسؤولون الذين تفضحهم تقارير المجلس الأعلى للحسابات مؤخرا، درسوا هذه المادة التي لم تنشئ مواطنا صالحا أو تؤسس للقيم الوطنية. الأمر نفسه سيحدث مع مادة التربية الجنسية. مطلوب أولا إصلاح جذري لمنظومة التعليم، وبعد ذلك يمكننا الانطلاق في التفكير في إحداث مادة للتربية الجنسية".

وبين الباحث في الشأن الإسلامي، محمد عبد الوهاب رفيقي، لـ"العربي الجديد"، أن "العلاقة بين انعدام التربية الجنسية وجرائم الاغتصاب والاعتداءات الجنسية وثيقة. ثقافة العيب وما يرافق الموضوع من خجل في التناول، يجعل العلاقة بين الأطفال وأجسادهم يطبعها التوتر والمخاصمة أحيانا، حيث ينظر الطفل إلى أعضائه التناسلية بكثير من الريبة والتوجس، وهو ما يجعله غير قادر على حماية نفسه، ولا شجاعا في التصريح بما يتعرض له، ما يشجع المغتصب على جرائمه".


وقال إن "البعض يتصور دروس التربية الجنسية على أنها حصص إيروتيكية، أو جلسات إباحية، بينما هي حصص تربوية لمصالحة الطفل مع جسده، وتلقينه أصول التعامل مع غرائزه الطبيعية، مثلما نعلمه أصول الطعام والشراب والتعامل مع الناس".