المنتخبات المغادرة المونديال تُستقبل كالأبطال في بلادها

المنتخبات المغادرة من الأدوار الأولى للمونديال تُستقبل كالأبطال في بلادها

مجدي طايل

avata
مجدي طايل
10 ديسمبر 2022
+ الخط -

ليس كل وداع للمونديال نهاية درامية، بل النهايات المبكرة قد تصنع الكرامة والتقدير والاحترام، وورقة لصناعة المجد، ولحظات الفخر، وإظهار الوفاء الجماهيري والرسمي، تجاه عطاء قدمه لاعبو المنتخبات رغم الخروج غير المتوقع من بطولة كأس العالم 2022 في قطر.

وكتب مونديال قطر مشاهد تاريخية لن تسقط من الذاكرة بسهولة، ومنح رسالة جديدة في عالم الكرة مضمونها أن العطاء أهم من النتائج، بفضل التقدير الملموس للاعبين ومدربين، قدموا الكثير رغم غياب التوفيق في اللحظات الأخيرة ووداع بطولة كأس العالم من الأدوار الأولى، وذلك عند استقبالهم فور انتهاء رحلتهم المونديالية في قطر.

وتصدر مشاهد الاستقبال التاريخي في بطولة كأس العالم 2022، بعد نهاية المشوار، ما وجده المنتخب الياباني، قاهر منتخبي ألمانيا وإسبانيا في الدور الأول، والذي ودع البطولة من الدور ثمن النهائي أمام كرواتيا بركلات الترجيح، حيث وجد لاعبو اليابان احتفالية ضخمة فور العودة إلى اليابان، وكان هناك استقبال رسمي لهم، تصدره كبار المسؤولين في اليابان، مثل فوميو كيشيدا رئيس الوزراء، مع تطويق أعناق لاعبي "الساموراي" بالورود، بخلاف التصفيق الحاد لعدة دقائق من جانب الجماهير في المطار.

ويُعد هذا هو الترحيب الثاني، فالترحيب الأول كان في ملعب الخروج أمام كرواتيا بركلات الترجيح، حيث ظلت الجماهير اليابانية تهتف للاعبين وللجهاز الفني عدة دقائق، ليذهب هاجيمي مورياسو، المدير الفني، إلى الجماهير وينحني لها تقديراً على دعمها الكامل له وللاعبيه طيلة مشوار المونديال.

ولم يكن الاستقبال الياباني وحده الاستقبال التاريخي، بل شهد مطار سيول، العاصمة الكورية الجنوبية، استقبالاً جماهيرياً كبيراً للاعبي المنتخب، فور العودة من قطر، عقب الخروج من الدور ثمن النهائي أمام البرازيل، وفوجئ اللاعبون بالجماهير تحتشد في المطار، وتهتف بقوة لهم وللجهاز الفني، رغم استقالة باولو بينتو، المدرب البرتغالي، بعد انتهاء المشوار، وذلك تقديراً للفريق بعد أن تخطى الدور الأول، وهو ما يعكس تفوقاً كورياً ومشهداً متناقضاً، لاستقبال وصف بالمهين لكوريا الجنوبية عند العودة إلى البلاد عقب كأس العالم 2018 في روسيا، حينما قدم الفريق عروضاً متواضعة للغاية وقتها.

وشهدت المباريات الأخيرة، وداعاً رائعاً، وتحية كبيرة للاعبي المنتخبات التي خرجت من البطولة، ومن مشاهد التحية التاريخية، وما وجده المنتخب السعودي عندما انتهت رحلته في بطولة كأس العالم 2022 في قطر برصيد 3 نقاط من فوز وهزيمتين في الدور الأول، فـ"الأخضر" بدوره وجد تكريماً كبيراً من جانب الاتحاد السعودي، بالإضافة إلى الجماهير التي حرصت على توجيه التحية إلى اللاعبين عند خسارته مباراته أمام المكسيك بهدفين لهدف، وكذلك تلقى الفرنسي هيرفي رينارد، المدير الفني، كل عبارات الثناء والتقدير، رغم ضياع حلم التأهل إلى الدور الثاني في ظل تقديم الفريق عروضاً جميلة في البطولة وفوزه التاريخي فيها على الأرجنتين بهدفين مقابل هدف في أولى جولات الدور الأول.

السيناريو وجده منتخب تونس ولاعبوه رغم الخروج من الدور الأول، وظلت الجماهير التونسية تحتفل بلاعبي "نسور قرطاج" عقب الفوز الأخير والأول له في البطولة أيضاً على فرنسا، بطل العالم، بهدف وهبي الخزري، وهو أفضل انتصارات تونس في تاريخها المونديالي على الإطلاق.

ومن المشاهد الكبرى وأبرزها، تكريم منتخب أستراليا الذي خرج من الدور ثمن النهائي أمام المنتخب الأرجنتيني (1-2) ووقوف الجماهير عدة دقائق لتصفق للأستراليين بشكل لافت، وتهتف للاعبين والجهاز الفني تحية لهم على العطاء المميز في البطولة.

ومن المشاهد التي لا تنسى أيضاً تحية جماهير السنغال لمنتخب "أسود التيرانغا"، رغم خسارته الكبيرة أمام إنكلترا بثلاثة أهداف من دون رد في الدور ثمن النهائي، وكذلك لأليو سيسيه، المدير الفني الذي ذهب لتحية الجماهير مع لاعبيه في نهاية مشواره، بعد تخطي الدور الأول للمونديال، ووصف سيسيه لحظة وداع كأس العالم بالقاسية لولا دعم الجماهير لهم.

كما نال الوداع المميز في المدرجات لاعبو منتخب الكاميرون، حيث وقفت الجماهير لهم أكثر من 5 دقائق لتحية "الأسود التي لا تروض"، رغم الخروج من الدور الأول، بعد الفوز التاريخي للكاميرون على البرازيل بهدف فينسنت أبو بكر في المباراة الأخيرة بالمجموعة السابعة، بوصفه أكبر وأغلى انتصار يحققه الكاميرون طيلة مسيرته المونديالية على الإطلاق.

وحاز منتخب أميركا بدوره على تحية جماهيره بشكل جيد في المدرجات على خلفية خسارته من هولندا (1-3) في الدور ثمن النهائي، بعدما قدم عروضاً طيبة وتفوق على منتخبي إيران وويلز، في الوقت الذي تلقى فيه منتخب إيران استقبالا مميزا بعد عودته إلى بلاده، رغم وداعه المبكر للعرس العالمي.

المساهمون