بن ناصر "محرك" ميلان المتزن

مرّ العديد من اللاعبين العرب على الدوري الإيطالي، ربما كان أبرزهم محمد صلاح وأكثرهم توهجاً، كان حالة استثنائية لا تتكرر كثيراً، وما قدّمه لاحقاً مع نادي ليفربول خير دليلٍ على ذلك، لكنني حقيقة لم أشاهد لاعباً عربياً في الكالتشيو يتمتع برزانة الجزائري إسماعيل بن ناصر.

إذا ما أردنا تعداد الأسماء العربية التي مرّت على تاريخ الكالتشيو سنذكر العديد من الأسماء، على سبيل المثال عادل تاعرابت صاحب المهارات الفردية المذهلة لكنه فشل مع ميلان، هناك أيضاً سفيان أمرابط لاعب نادي فيورنتينا حالياً، كما نذكر حسين خرجة الذي لعب مع إنتر، وكذلك حازم إمام مع أودينيزي ومواطنه المصري ميدو مع روما وعلي عدنان في أتالانتا.

ربما الاسم الوحيد الذي حاز "عزاً" كبيراً في الدوري الإيطالي كان الجزائري فوزي غلام قبل إصاباته المتلاحقة في الرباط الصليبي مع نابولي وغيابه عن الملاعب لفترات طويلة، ومن ثم عدم قدرته على استعادة مستواه المعهود.

يعجبني في بن ناصر أنه أكثر لاعب يعرف ما يريد في أرض الملعب، مع ميلان تجده قادراً على تنفيذ خطط المدرب ستيفانو بيولي، يساعد رفاقه من الناحية الهجومية والدفاعية، نقطة مهمة في وسط الميدان، يمتلك ثقة قد لا تجدها في العديد من اللاعبين، ليس بارزاً بالنسبة لبعضهم لأنه لا يسجل الأهداف ولا يظهر في الكثير من الأوقات في تصريحات إعلامية مثيرة.

كرة عربية

التحديثات الحية

مدرب ميلان: لهذا السبب لم يتأثر بن ناصر بخروج الجزائر من أمم أفريقيا

بن ناصر منذ أن كان في إمبولي أثبت أنه لاعب يمتلك الكثير لتقديمه، وهذا الأمر ظهر جلياً مع منتخب الجزائر ومساهمته الكبيرة في تحقيق لقب أمم أفريقيا 2019، وبعدها كان واحداً من مجموعة أسباب ساهمت في عودة ميلان إلى دوري أبطال أوروبا، ومنافسته حالياً على الدوري الإيطالي، مع العلم أنّه أصيب في الفترات الماضية أكثر من مرة، لكنه كان يعود ليعمل بقوة ويجد لنفسه مكاناً أساسياً.

في بن ناصر ستجد شخصية منضبطة في أرض الملعب، لم أره أبداً متهوراً ومندفعاً، لا يرتكب أخطاءً قاتلة تتسبب في أهداف، مع أن هذا الأمر وارد الحدوث، لكنه يجيد كثيراً قراءة هجمة الخصم وقطع الكرة وإبطال الخطورة، وحين تصل إليه الكرة يعرف جيداً كيف يتعامل معها، من دون ارتباك أو فلسفة زائدة... بن ناصر هو "مرسيدس" ميلان والدوري الإيطالي.. رزين ثابت وقوي ومميز دائماً، مع مرور الوقت.