من جهته، كرر المستشار النمساوي في حديثه الاعتراف بـ"ذنب النمسا في جرائم النازية إبان الحرب العالمية الثانية"، وصولا إلى قوله: "نحن النمساويون نعرف أنه على الرغم من تاريخنا، فإن لدينا مسؤولية تجاه إسرائيل والشعب اليهودي. أستطيع أن أعدك بأن النمسا ستحارب كل أشكال معاداة السامية في أوروبا بحزم. معاداة السامية القائمة وتلك الجديدة، نعرف أن مسؤوليتنا لا تقف عند حدودنا، ونريد دعم دولة إسرائيل واحتياجاتكم الأمنية. أنتم تعيشون في منطقة صعبة، وجيرانكم ليسوا مثل جيراننا، ليختنشتاين وسويسرا". إلى ذلك، تعهد المستشار النمساوي أمام نتنياهو بأن تعمل بلاده لـ"محاولة زيادة الوعي في أوروبا بشأن الاحتياجات الأمنية الخاصة لإسرائيل".وكانت الصحف الإسرائيلية نقلت، في وقت سابق الاثنين، أن المستشار النمساوي سيطلب من رئيس حكومة الاحتلال وقف مقاطعتها لحزب "الحرية" المشارك في الحكومة النمساوية، والذي تعتبره إسرائيل "حزبا معاديا للسامية"، لكن عناصر من حزب "الليكود" نفسه يقيمون علاقات متينة مع هذا الحزب، وسبق أن دعوا مسؤولين منه لزيارة إسرائيل. ويعتبر هؤلاء، وفي مقدمتهم عضو الكنيست يهودا غليك، أحد أقطاب دعاة بناء الهيكل الثالث، أنه ينبغي استغلال مواقف الحزب وتجنيدها لصالح المواقف الإسرائيلية، وعدم إخلاء الساحة لحركة المقاطعة الدولية.وبالرغم من الموقف الرسمي بمقاطعة وزراء الحكومة النمساوية من حزب "الحرية"، إلا أن مسؤول قسم أوروبا في وزارة الخارجية الإسرائيلية، تسفي طال، كان قد أقر في جلسة للجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست في 16 إبريل/ نيسان الماضي، أنه تشكلت أخيرا لجنة مشتركة من مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية والناطق بلسان المستشار النمساوي، لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين في كل المستويات: الحكومية والبرلمانية والحزبية.ويبدو أن الحوار بين الطرفين المذكورين مهد لزيارة المستشار النمساوي لإسرائيل اليوم، وخاصة أن وزيرة الخارجية النمساوية، التي ستتولى في الأول من الشهر المقبل رئاسة الاتحاد الأوروبي، تنتمي لحزب "الحرية".