"داعش" خارج الميادين: النظام يُعبّد طريقه نحو ديرالزور والبوكمال

"داعش" خارج الميادين: النظام السوري يُعبّد طريقه نحو ديرالزور والبوكمال وحقل "العُمر"

16 أكتوبر 2017
نازحون من ديرالزور على مشارف الرقة أخيراً(بولينت كيليك/فرانس برس)
+ الخط -

يواصل النظام السوري وما يسميه "القوات الحليفة والرديفة"، وتحت غطاءٍ جوي روسي، زحفه في دير الزور شرق البلاد على حساب "داعش"، ساعياً إلى القضاء على معاقل التنظيم الكبيرة وجيوبه الصغيرة في ريف المحافظة النفطية، قبيل بدء معركة يتوقع أن تكون عنيفة لطرد التنظيم من الأحياء الخاضعة لنفوذه في مركز المحافظة، الذي يتقاسم الجانبان السيطرة عليه حالياً.

وشنت الطائرات الروسية، أمس الأحد، هجمات جديدة على مناطق خاضعة لـ"داعش" في ريف دير الزور الجنوبي، على الضفة الغربية لنهر الفرات، في حين ذكرت وكالة النظام الرسمية "سانا"، أن "وحدات من الجيش استعادت السيطرة على مدينة الميادين واستكملت الطوق المفروض على أحياء مدينة دير الزور، التي لا يزال إرهابيو تنظيم داعش ينتشرون فيها، بعد سيطرتها على عدة نقاط باتجاه قرية الحسينية شرق نهر الفرات"، وفق الوكالة.

وذكرت مصادر ميدانية محسوبة على قوات النظام، أن الضربات الجوية "تركزت في مناطق الموحسن وبقرص فوقاني وبقرص تحتاني والبوليل"، وتقع جميعها غرب النهر، جنوب مدينة دير الزور، وشمال مدينة الميادين. ويُرجح أن تزحف قوات النظام والمليشيات المساندة لها نحو هذه المناطق، في الأيام القليلة المقبلة، استكمالاً للمعارك الهادفة إلى إنهاء سيطرة "داعش" في مناطق غرب النهر، وفق المصادر.

وتسعى قوات النظام، وفق سير التطورات الميدانية في دير الزور، إلى القضاء على جيوب التنظيم ومعاقله الأساسية في ريف المحافظة، قبل فتح معركة المدينة التي يحتفظ النظام بسيطرته على عدة أحياء منها، أشهرها القصور والجورة، فضلاً عن المطار العسكري وثكنات عسكرية أخرى قربه، بينما يخضع جزء المدينة الآخر لـ"داعش"، الذي يخسر معاقلَ أساسية له في ريف المحافظة. وآخر خسائره الكبيرة كانت في مدينة الميادين التي تزايدت المؤشرات، منذ إبريل/نيسان الماضي، عن نيّة التنظيم اتخاذها عاصمة غير مُعلنة له، وقد نقل بالفعل بعض مراكزه ومقراته التنظيمية إليها.


في هذا السياق، قال الناشط الإعلامي المُنحدر من دير الزور، عامر هويدي، لـ"العربي الجديد"، إن "قوات النظام سيطرت بالفعل على معظم أجزاء المدينة، بعد انسحاب تنظيم داعش منها خلال ليلة السبت"، بينما "لا تزال مليشيات النظام تتوخى الحذر في دخول المدينة من جهة الشارع العام وصولاً إلى أحياء البوخليل وباقي الأحياء الضيقة في المدينة، تحسباً لوجود ألغام"، وفق تأكيده.

وستعمل قوات النظام والمليشيات المساندة لها، في الأيام القليلة المقبلة، على الزحف في اتجاهين: الأول جنوب الميادين، بهدف الوصول إلى مدينة البوكمال الخاضعة لـ"داعش" عند الحدود السورية-العراقية (غرب النهر). والثاني شمال الميادين، للقضاء على جيوب التنظيم في البوليل والموحسن ومحيطها، بهدف الالتقاء مع قوات النظام السوري التي تقدمت قبل أسابيع في محيط مدينة الزور. وستُمثل خسارة البوكمال في حال بدأت معركتها قريباً، ضربة كبرى لـ"داعش" في سورية، بالتزامن مع سلسلة هزائمه في العراق، إذ تُعتبر البوكمال (المُقابلة لمدينة القائم العراقية) بعد هزيمة التنظيم في الميادين، آخر معاقله الهامة في دير الزور.

أما بالنسبة لقوات النظام، فإن التقدم في مدينة الميادين يخدمها من عدة اتجاهات. فضلاً عن الأهداف العسكرية المتمثلة في القضاء على جيوب ومعاقل "داعش" في ريف دير الزور، فإن خسارة "داعش" للميادين، بالتزامن مع انهيار آخر دفاعاته في مدينة الرقة التي كانت تحمل بُعداً رمزياً لمسلحيه، تعني تراكم الهزائم المعنوية لهؤلاء، وهو ما قد يُمهد طريقاً أسهل لقوات النظام، ومختلف القوى الأخرى، في المعارك المقبلة مع التنظيم. كما أن تقدم قوات النظام في مدينة الميادين التي خضعت لـ"داعش" منذ أكثر من ثلاث سنوات، يضعها في وضع مريح ميدانياً إذا ما اعتزمت عبور نهر الفرات من هذه الجهة، نحو ضفته الشرقية باتجاه حقل العُمر النفطي، الذي يقع على بعد 15 كيلومتراً شرق الميادين، ويعتبر من أكبر حقول النفط في سورية.