"معاريف" تزوّر وتحرّض على "العربي الجديد"

"معاريف" تزوّر وتحرّض على "العربي الجديد"

17 اغسطس 2016
الرد جاء على خبر زيارة نتنياهو إلى الإسكندرية (Getty)
+ الخط -
أفردت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، مقالاً للتحريض على "العربي الجديد"، بزعم الرد على خبر نشرته الصحيفة، في عددها الصادر أمس الثلاثاء، بعنوان "زيارة مرجّحة لنتنياهو إلى الإسكندرية بحجة دينية".

وساقت "معاريف" الاتهامات زوراً لـ"العربي الجديد"، مدعية أن التقرير المنشور يحرّض على اليهود.

وجاء هذا التزوير، الذي تضمن مغالطات كثيرة، لغرض التحريض، علماً أن "العربي الجديد" تتبع منهجاً مهنياً وموقفاً مبدئياً يرفض الإساءة لأي دين ولأي شعب وتحترم جميع الديانات.

وكانت "العربي الجديد" قد نشرت، أمس، خبراً عن زيارةٍ مرتقبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى مصر، وتحديداً إلى مدينة الإسكندريّة، حيث يقع كنيس "إلياهو حنابي" اليهودي.

واستند الخبر المنشور إلى مصادر أمنيّة رفيعة المستوى لم تنفِ الزيارة المتوقّعة بين نهاية الشهر الحالي ومطلع شهر سبتمبر/أيلول المقبل، على أبعد تقدير، بل أقرّت بأن ثمّة استعداداتٍ أمنيّة تجري الآن في سبيل إنجاحها، كما ركّز خبر الأمس، الذي أُعدّ وكتب من داخل مصر، على الانطباع السائد لدى المجتمع السكندري حول الزيارة، ذاكراً أنّها قد "تثير مخاوف أمنية من اندلاع احتجاجات ضدّها". 

وهذا الأمر، الأخيرُ تحديداً، كان محور رد مراسل الشؤون العربية في صحيفة "معاريف" العبريّة، عساف جبور، الذي رأى زوراً أن "العربي الجديد"، من خلال هذا الخبر، تعمد إلى بثّ خطاب "كراهية" في الشارع المصري.

المقال الذي كُتب تحت عنوان: "نتنياهو في الإسكندرية؟ مستوى التحريض المصري يرتفع"، تفتتحه الصحيفة العبريّة بالسؤال: "لا شكّ في أنّ المصالح الإسرائيلية المصرية متكاملة تماماً في ظلّ الواقع الإقليمي، وهذا هو السبب الرئيسي للتقارب بين البلدين، لكن السؤال الأبرز هو هل في نيّة الإدارة المصرية أن تستثمر الجهود من أجل استبدال إرث الكراهية لدى عشرات ملايين المصريين؟"، في إشارةٍ إلى ما جاء في تقرير "العربي الجديد".

ويضيف الكاتب في "معاريف": "يبدو أنّ محرّري الجريدة الإلكترونية (العربي الجديد) فكّروا مليّاً قبل اختيار الصورة المناسبة للخبر، حتّى استقرّوا أخيراً، من بين آلاف الصور لنتنياهو، على صورة لنتنياهو وهو يشعل الشمعدان، وخلفَه جنود بزيّ حرس الحدود".

ويدّعي كاتب المقال أنّ "مكتب رئيس الوزراء، ووزارة الخارجيّة الإسرائيلية، صرّحوا أنّه ليس ثمّة أساسٌ من الصحة لخبر الزيارة"، قبل أن يضيف أنّ "قراءة واحدة تكفي لفهم المغزى من الخبر، وهو مواصلة التحريض من قبل الصحافة المصريّة ضدّ إسرائيل"، على حدّ زعمه.

ويزعم المقال أنّ كنيس "إلياهو حنابي" لم يُغلق أساساً لكي يُعيد نتنياهو افتتاحه، وأنّ "السيّاح المعنيين بزيارته بإمكانهم أن يحصلوا على ترخيص موقّع من الجالية اليهوديّة هناك، ومن الأمن المصري، وعليه، فإن صورة نتنياهو مع الشمعدان، والإشارة إلى احتجاجات متوقّعة على الزيارة تأتي لتعزيز الكراهية لدى المصريين".

ويتابع المقال التحريض قائلاً إن محاولات "بثّ الكراهية"، الصادرة عن "العربي الجديد"، كما يزعم الكاتب، هي مرتبطة بـ"المصافحة التي لم تتمّ بين لاعبي الجودو، المصري، إسلام الشهابي، والإسرائيلي، أوري ساسون".

ويعتدّ المقال بأنّ هذا الأمر كان "محلّ إنكار" من وسائل إعلام مصريّة حكوميّة، كما أنّ مدير البعثة المصريّة خرج في مقابلة، بعد المباراة، ليصرّح بأنّه هو من أقنع الشهابي بالمشاركة، مبدياً اعتذاره لأنّ اللاعب المصري لم يتصرّف "بروح رياضية".

والفكرة التي يريد صاحب المقال إيصالها هي أنّه في مقابل تلك النبرة الليّنة، ثمّة وسائل إعلام تعتمد خطاباً محرّضاً يقوّض كل ما يبنى على صعيد تمتين العلاقات، ولعلّه يعبّر عن ذلك، إذ يقول: "إزاء العلاقات التي تزداد ودّاً بين البلدين، والتعاون العسكري والاقتصادي الذي يزداد متانة، لا يزال الشعب المصري متمسّكاً بكراهية اليهود والصهاينة التي تتلمذها على مدار الأجيال، وتقرير (العربي الجديد) هو أحد الأمور التي تعزّز تلك الكراهية".

وبذلك، يصبح الشّعب المصري كلّه، لا "العربي الجديد" فحسب، متّهماً "بالكراهية"، ولربّما يردّ صاحب المقال على نفسه، إذ يقول إن الزيارات لكنيس "إلياهو حنابي" اليهودي (وغيره من الكنس) كانت تتمّ في الإسكندرية بشكل اعتيادي على مدار السنوات الماضية.

والحديث هنا لا يدور عن "كراهية الشعب المصري لليهود"، ولا عن "تحريض العربي الجديد على الكراهية"، بل عن مضمونٍ سياسيّ سعت "معاريف" إلى إيصاله بالكثير من التزييف والتحريض.

المساهمون