إصدارات.. نظرة أولى

إصدارات.. نظرة أولى

23 يونيو 2020
كيث سميث/ الولايات المتحدة
+ الخط -

في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.

هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.

مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الدراسات النقدية واللغوية والفكرية والتاريخية والتاريخ الاجتماعي والقصة القصيرة.

■ ■ ■

صدر حديثاً عن "منشورات فاصلة" ترجمة كتاب "في مديح السياسة" للمفكر الفرنسي آلان باديو، وهو حوار أجرته معه الصحافية أود لانسلان، ونقله إلى العربية عبد الهادي إدريسي. يتناول الحوار صعود التطرّف بكل أشكاله والشعبوية وأزمة الديمقراطية الليبرالية، واعتقاد الأغلبية بفساد الحياة السياسية اليوم. يضفي باديو بعداً إيجابياً على السياسة، فهي وسيلة الإنسانية كي تحقق أهدافها، ليس فقط عبر توفير نظم ضروري للإنتاج، بل لأنها ضامن العدالة. يرى باديو أن الجدل حول السياسة هو في الأساس حول المعايير التي تخضع لها السلطة وعلاقتها بالمجتمع.


صدر حديثاً عن "منشورات جامعة هارفارد" كتاب "صندوق باندورا: تاريخ الحرب العالمية الأولى" للمؤرخ الألماني يورن ليونارد، بترجمة إلى الإنكليزية أنجزها باتريك كاميلر. في الكتاب تأريخ لجذور الحرب التي غيّرت خرائط أوروبا ومن ثمّ انعكست على بقية العالم، حيث يتتبع الكاتب امتدادها ومدى تأثيرها على قارات أخرى. وإلى جانب تأريخه الصراع على الأسلحة، والتجارب المروعة لجنود خط المواجهة، يقدم ليونارد وجهات نظر القادة والمفكرين والفنانين وأيضاً بعض شهادات أناس عاديين عاشوا على جبهات متنوعة وهم يتصارعون مع زمن الحرب.


"مجموعة الإنقاذ الوطني: التأسيس، الخطّة، الانكشاف" عنوان كتاب صدر مؤخراً للباحث التونسي فريد خدّومة عن "منشورات دار علّيسة". يعود العمل إلى منتصف ثمانينيات القرن الماضي في تونس، والتي تقابل آخر سنوت حكم الحبيب بورقيبة، حيث تشكّلت "مجموعة الإنقاذ الوطني" التي ترأسها الوزير الأوّل ووزير الداخليّة وقتها زين العابدين بن علي، ومهّدت لانتقال سلميّ للسلطة بتقليص دور الرئيس في تسيير البلاد. من هذه الزاوية، يقدّم المؤلف قراءة في سباق خلافة بورقيبة الذي أفضى ببن علي للحكم (1987) على حساب شخصيات أخرى.


عن منشورات "سار"، صدر مؤخراً كتاب "الحنين إلى المقدّس" لعالم الاجتماع الفرنسي ميشيل مافيزولي (1944). يقوم العمل على محاولة فهم علاقة الإنسان المعاصر بالدين من زوايا متعددة، مثل تمثّل فكرة الموت ومعيارية القيم الدينية في الحياة اليومية وكيف يُنتج الدين المعنى في المجتمعات الحديثة، خصوصاً علاقة الروحانيات بمبادئ ما بعد الحداثة. من مؤلفات مافيزولي الأخرى: "منطق السيطرة" (1976)، و"غزو الحاضر.. من أجل سوسيولوجيا للحياة اليومية" (1979)، و"عصر القبائل" (1988)، و"تشويه السياسي" (1992)، و"قوة المتخيّل" (2019).


ضمن مجلّة "انزياحات" التي تُصدرها وزارة الثقافة الجزائرية، صدر قبل أيام كتابٌ جماعي بعنوان "مساءلة الكولونيالية" تناول فيه كتّاب وباحثون جزائريّون مسألة الهيمنة الثقافية الغربية ضدّ المستعمَرات السابقة. مِن بين المواضيع التي تضمّنها العمل قراءةٌ للأكاديمي وحيد بن بوعزيز في كتاب المفكّر الباكستاني إعجاز أحمد "في النظرية" الذي اعتبره امتداداً لنقد الاستشراق الذي بدأه إدوارد سعيد، وقراءة للناقد يوسف وغليسي في عمل لرحّالة سويسرية، اعتبر فيها أنّ "من السذاجة اعتبار أعمالها بريئةً وخارج اللعبة الاستعمارية".


بترجمة حسين الشوفي، صدرت حديثاً عن "دار المدى" مجموعةٌ قصصية للكاتبة والمخرجة الأميركية سوزان سونتاغ (1933 - 2004) بعنوان "استخلاص وقصص أُخرى". تعدّدت المجالات التي درستها سونتاغ بين الأدب والتاريخ وعلم الاجتماع والفلسفة واللاهوت وعلم النفس، كما تنوّعت اهتماماتها بين السينما والفنون التشكيلية والتصوير الضوئي. وفي هذا العمل، تتناول مواضيع تبدو لصيقةً بحياتها الشخصية؛ كما في قصّة "الحجّ" التي تستعرض فيها تطوُّر شخصيتها منذ الطفولة، وفي "مشروع رحلة إلى الصين" التي تضيء فيها على ثقافة هذا البلد الذي عمل والدها دبلوماسياً فيه.


عن منشورات "سوي"، صدر مؤخراً كتاب "تمرّد.. التاريخ العالمي للفن الاحتجاجي" والذي جمعت موادّه ليز ماكنستون وكتبت مقدّمته لوديفين بانتيني. يرسم العمل أهم محطات النضال الاجتماعي، من استغلال الفلاحين في القرن السادس عشر إلى حركات الاحتجاج الشعبي التي عرفتها عدة بلدان في العالم في 2019 مثل فرنسا وتشيلي ولبنان. تركّز ماكنستون على تنوّع المواد التي يجري من خلالها تمرير الرسائل الاحتجاجية مثل رسومات أغلفة الكتب والرسومات المصاحبة للبيانات الثورية والغرافيتي، كما ترصد أثرها في التاريخ الرسمي للفن من خلال اللوحة والمنحوتات.


صدر حديثاً عن "منشورات جامعة الكوفة" كتاب "مقدمة في اللغة" لمؤلفه اللغوي الدنماركي لويس هيلمسليف (1899-1965)، بترجمة يوسف إسكندر. الكتاب صدر أول مرة عام 1965، ويشرح فيه ممثل البنيوية في كوبنهاغن، بطريقة مبسطة نظريته الهيكلية في اللغة التي عرفت بعلم المصطلحات التي اعتمدها فلاسفة ما بعد البنيوية كبديل ممكن للنموذج اللغوي السوسوري. يتضمّن الكتاب أبحاثاً في وظائف اللغة، الارتباط الوراثي للغات، تركيب اللغة والاستخدام اللغوي، العلاقة النموذجية للغات، أنواع بنية اللغة، أنواع استخدام اللغة، تغيير اللغة.


عن "الجمعية العُمانية للكُتّاب والأدباء" و"الآن ناشرون وموزّعون" صدر كتاب "المشرب العذب" للشاعر والباحث العُماني محمد بن سليمان الحضرمي. يجمع العملُ قراءاتٍ في دواوين لشعراء معروفين ومغمورين منذ العصر الجاهلي وحتى اليوم، نشرها الكاتب على مدى عشرين عاماً في صحافة بلاده، كما يناقش قضية الشعر بشكل عام ومكانته في الثقافة العربية. من مؤلّفات الحضرمي الأُخرى: "في السّهل يشدو اليمام" (2009)/ و"أسرار صغيرة" (2011)، و"منازل لا تُنسى" (2015)، و"وحي المحاريب" (2019) عن المساجد العُمانية المزيّنة بالزخارف الجصّية.


المساهمون