الجيش الأردني ينفي مسؤوليته عن مقتل سورية بمخيم الركبان

الجيش الأردني ينفي مسؤوليته عن مقتل سورية بمخيم الركبان...ولا اجتماع للجنة الثلاثية

11 نوفمبر 2018
أوضاع متردية في مخيم الركبان (خليل مزرعاوي/فرانس برس)
+ الخط -
نفى الجيش الأردني اليوم الأحد، مسؤوليته عن تعرّض امرأة سورية داخل مخيم الركبان للاجئين السوريين، لإطلاق نار من نقطة المراقبة الأردنية، بينما نفى مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الأردنية، عقد اجتماع للّجنة الثلاثية التي تضم الأردن وروسيا والولايات المتحدة، بشأن المخيم.

وقال الجيش الأردني، في بيان نشره على موقعه الإلكتروني، إنّ "بعض صفحات التواصل الاجتماعي تداولت مقطع فيديو، تظهر فيه سيدة ادعى ناشرو الفيديو أنها قُتلت برصاص إحدى نقاط المراقبة الأردنية القريبة من مخيم الركبان، وهي جالسه أمام سكنها".

وتابع: "القوات المسلحة الأردنية تؤكد أنّ هذه المعلومات عارية عن الصحة تماماً، ولم يتم إطلاق أي نيران تجاه المخيم من أي مراقبة عسكرية أردنية".

وأضاف، أنّ "مجموعات من المخيم تنشر، بين فترة وأخرى، مثل هذه المقاطع لغايات التشويش وبث الإشاعات الكاذبة التي لا تمت للواقع بصلة، وتستخدمها للتغطية على جرائمها التي ترتكبها بحق سكان المخيم، الذي هو داخل الأراضي السورية، ولا يدخله الجيش الأردني بتاتاً".

غير أنّ ناشطين من داخل مخيم الركبان، تواصلت معهم "العربي الجديد"، قالو إنّ الجنود الأردنيين بدؤوا بإطلاق النار نحو المخيم، منذ السادسة صباحاً (توقيت محلي) اليوم الأحد، دون معرفة السبب، ما أدى لإصابة المرأة البالغة 60 عاماً بأربع رصاصات عندما كانت تجلس أمام خيمتها، وتوفيت على الفور.

وقال الناشط الإعلامي عماد غالي الموجود في مخيم الركبان، لـ"العربي الجديد"، إنّ "ذوي القتيلة، وهي نازحة من مدينة تدمر شرق حمص وسط سورية، أكدوا أنّ إطلاق النار كان من الجانب الأردني، وأنّ النسوة اللواتي كن معها يشهدن على ذلك"، مشيراً إلى أنه تم تشييع القتيلة، ظهر اليوم الأحد.

من جهة أخرى، نفى مصدر مسؤول في تصريح صحافي مقتضب لوزارة الخارجية الأردنية، اليوم الأحد، عقد أي اجتماع للّجنة الثلاثية التي تضم الأردن وروسيا والولايات المتحدة الأميركية، حول مخيم الركبان في عمان، مؤكداً أنه "في حال وجود أي اجتماعات، ستقوم الوزارة بإعلان موعدها في الوقت المحدد".

وكانت عدة وسائل إعلام دولية، قد نقلت عن ممثل وزارة الخارجية الروسية إيليا مورغونوف، قوله إنّ ممثلي روسيا والأردن والولايات المتحدة، والمنظمات الدولية الإنسانية، يعتزمون عقد اجتماع يوم 11 نوفمبر/ تشرين الثاني، لبحث الوضع في مخيم الركبان للاجئين السوريين.


وأعلن الأردن الخميس الماضي، دعمه للخطة الروسية "لإيجاد الظروف الكفيلة بتفريغ مخيم الركبان من قاطنيه"، وذلك على لسان المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية ماجد القطارنة.

وأوضح القطارنة، في تصريح صحافي، أنّ "محادثات أردنية أميركية روسية بدأت، بهدف إيجاد حلٍّ جذري لمشكلة الركبان، عبر توفير شروط العودة الطوعية لقاطنيه إلى مدنهم وبلداتهم التي تم تحريرها من تنظيم "داعش""، مشيراً إلى "تقديم روسيا خطة لحل المشكلة في تجمع الركبان، بعد حوار مع الأردن".

وشدد القطارنة على أنّ بلاده "لن تقبل بتحمّل مسؤولية تجمع الركبان"، معتبراً أنّ "هذه القضية هي قضية سورية أممية"، موضحاً أنّ "الموقف الأردني هو دعم التوصل إلى حلّ جذري للتجمّع".

وكان مصدر مسؤول في مخيم الركبان، قد أشار إلى أنّ "إخلاء المخيم غير ممكن لعدم قدرة النازحين على العودة إلى منازلهم، ورفض معظمهم العودة إلى مناطق النظام السوري".


ويقع مخيم الركبان ضمن منطقة أمنية بقُطر 55 كيلومتراً، أقامها التحالف الدولي بقيادة واشنطن في عام 2016، حول قاعدته العسكرية في منطقة التنف شرقي سورية، القريبة من الحدود العراقية والأردنية، وذلك بهدف حماية القوات الأميركية في القاعدة، والحفاظ على موطئ قدم استراتيجي لواشنطن، في منطقة قريبة من طريق إمداد إيراني بالأسلحة التي تدخل من العراق إلى سورية.

ويعيش في مخيم الركبان، أكثر من خمسين ألف شخص، يعانون  تردي الأوضاع الصحية والمعيشية، في ظل الحصار المفروض على المخيم من جانب قوات النظام السوري.

وخلال الأيام الماضية، ضربت المنطقة عواصف رملية شديدة تسببت في اقتلاع كثير من الخيام، وإصابة العشرات من سكان المخيم باختناقات، بسبب العواصف الغبارية والأجواء الممطرة التي أغرقت ما تبقى من أماكن لجأ إليها النازحون السوريون.