عائشة قديروفا: من دار الأزياء إلى وزارة الثقافة

عائشة قديروفا: من دار الأزياء إلى وزارة الثقافة

03 سبتمبر 2020
تُدير دار "فردوس" للأزياء (فيسبوك)
+ الخط -

أعلن الرئيس الشيشاني رمضان قديروف تعيين ابنته البكر عائشة (21 عاماً) نائبة أولى لوزير الثقافة في الجمهورية ذات الغالبية المسلمة في شمال القوقاز الروسي. وزفّ قديروف الخبر في قناته على "تلغرام" مساء الثلاثاء، وقال: "أصدقائي، عينت عائشة قديروفا بمنصب النائب الأول لوزير الثقافة في جمهورية الشيشان"، وزاد: "أتقدم بالتهنئة الصادقة بمناسبة حدث إضافي مهم جديد في حياتها"، مشددا على أن "تعيين عائشة في المنصب الجديد قرار صائب ومتوازن .. ورغم حداثة سنها فإنها تملك خبرة غنية في قيادة المشرعات الصعبة والكبيرة". وأشار قديروف إلى أن ابنته ترأست في السنوات الأخيرة بيت "فردوس" للموضة والذي تحظى أزياؤه بتقدير عال لدى جمهور واسع في عدد من البلدان، لافتا إلى أن "عائشة تنجز عملا ضخما وتظهر للعالم أجمع عبر الفن عاداتنا وتقاليدنا الرائعة، وتكشف عن الصورة الفريدة للمرأة الشيشانية"، وعدّد بعضاً من مساهماتها في إغناء الثقافة الشيشانية والأوسمة التي حازتها في الآونة الأخيرة. 
وقال قديروف إن تعيين عائشة جاء بمبادرة من وزير الثقافة الحاج باودي دعاييف، معربا عن ثقته بأن "حفيدة الرئيس الأول وبطل روسيا أحمد قديروف تعي تماما مغزى وأهمية كلمات جدها المحبوب: لا وجود للأمة من دون ثقافة، وأعلم أنها مؤيدة كبيرة لإحياء القيم الشيشانية ونظرا لجديتها ومسؤوليتها سوف تبدأ بتنفيذ مسؤولياتها الجديدة"، وخلص إلى أنه "متأكد أن عائشة سوف تقوم بالواجبات والمهمات على أكمل وجه"، وتمنى لها النجاح الكبير في هذا الطريق. 
وزارة الثقافة في الجمهورية رحبت بتعيين عائشة في منصبها الجديد الذي يعد "شرفا وفخرا" لكل قطاع الثقافة، مذكرة بالأعمال الكبيرة التي ساهمت بها في دعم الثقافة الشيشانية رغم عمرها الصغير.
وتعدّ عائشة الابنة البكر في عائلة الرئيس رمضان قديروف التي تضم 10 أطفال إضافة إلى اثنين تبنتهما العائلة، وولدت في آخر يوم من العام 1998، ومنذ عام 2016 تترأس بيت الموضة "فردوس" الذي أسسته والدتها مدينة قديروفا في 2009. 
وفي تقرير عرضه التلفزيون الشيشاني الحكومي، حينها، عن تسلم عائشة إدارة بيت "فردوس" للموضة، ذكر معدو التقرير أن "الجميع لا يشكون في قدرة عائشة على تولي المسؤولية بنجاح... فقد نشأت في عائلة متدينة، وتعلمت التصميم منذ نعومة أظافرها على يد أمها السيدة مدينة قديروفا"، وأشاروا إلى أن "التصاميم سوف تستوحيها من التقاليد الشيشانية والقواعد الإسلامية". 

وفي إبريل/ نيسان 2017، نقلت وكالة "ريا نوفوستي" الرسمية عن موقع "تايلر" الإخباري أن عائشة (18 عاما حينها) تزوجت من ابن أحد أصدقاء والدها الذي يكبرها بعام واحد بعد فترة تعارف لم تتجاوز أسبوعين، ولا يزال اسم زوجها غير معروف، لكنهما يعيشان في بيت بالقرب من قصر والدها في العاصمة غروزني.  
ودرست عائشة حتى الصف السادس في المدارس العادية، لكنها انقطعت بعدها لسنتين درست خلالهما في قصر والدها، وأصبحت من حفظة القرآن الكريم في الرابعة عشرة من عمرها، لتعود بعدها وتتابع الدراسة وتنهي التعليم الأساسي المتوسط بميدالية ذهبية، وتنتسب في عمر الـ16 عاماً عن بعد في قسم الاقتصاد بجامعة الشيشان الحكومية. 
 وفي أول تصريحاتها للصحافة، منذ أعوام، أكدت عائشة أنها اختارت ارتداء الحجاب من دون أي ضغوط، وأنها قررت ذلك بعد الاطلاع على نصوص القرآن والأحاديث النبوية. وحسب تصريحات سابقة لوسائل إعلام روسية، فإن مكة المكرمة والمدينة المنورة تعدان من أفضل المدن بالنسبة لها، إضافة إلى باريس التي تتردد عليها من أجل عرض أزيائها، وشراء بعض الفساتين من أزياء اللبناني إيلي صعب الذي تعرفه شخصيا، إضافة إلى تفضيلها أزياء Haute Couture، و"فالنتينو"، وتؤكد عائشة أن أزياءها تتميز بـ "التقاليد، والصرامة، والتواضع". 
وقدمت دار "فردوس" عرضاً لأزيائها الجديدة في 29 فبراير/ شباط الحالي في أحد فنادق باريس بمناسبة الذكرى العاشرة لإطلاق الدار، وحملت التشكيلة اسم "تاريخ الحب" وظهرت العارضات وهن يرتدين ملابس تتوافق مع الشريعة الإسلامية والتقاليد الشيشانية المحافظة. وبعدها بأيام في مارس/ آذار من العام الحالي، منح قديروف ابنته عائشة وساماً تقديراً لجهودها المبذولة للجمهورية الشيشانية، وتطوير الثقافة الشعبية والفنون.  
ويفتح تولي عائشة منصباً حكومياً ملف أقرباء قديروف في الوظائف الحكومية الرفيعة. وحسب موقع "أتكريتويه ميديا"، عُين إدريس قديروف ابن عم الرئيس رمضان، في العام الحالي، في منصب وزير التعليم، ويرأس ابن شقيقة قديروف ابراهيم زاكارييف الديوان الرئاسي في الجمهورية، ويشغل ابن شقيقه حمزات قديروف منصب وزير الرياضة، وفي ذات الوزارة عين أوديس بايسولطانوف في منصب نائب الوزير وهو ابن خال الرئيس قديروف. 

موسيقى
التحديثات الحية

وردا على انتقادات بسبب تعيين أقاربه وأصدقائه ومعارفه في مناصب حكومية، قال قديروف في فبراير/ شباط من العام الحالي: "في الواقع، حتى لو نظرت إلى الوراء في هذه القاعة، سترى قلة من أقاربي في الحكومة. وفي الإدارة". لكن موقع "كوفكازسكي أوزل" أشار حينها إلى أنه كان هناك الكثير من إخوة قديروف وأبناء عمومته وأخواله وأصهاره، إضافة إلى أبناء بلدته الأصلية أثناء التصريحات.
 وفرضت وزارة الخارجية الأميركية عقوبات على عائشة في 20 يوليو/ تموز من العام الحالي. وأدرجتها مع أبيها، وأمها (مدينة) وأختها خديجة في "القائمة السوداء" للممنوعين من دخول الولايات المتحدة، وعزت الوزارة العقوبات إلى "تورط قديروف في انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان في جمهورية الشيشان حصلت منذ أكثر من 10 سنوات، بما في ذلك عمليات تعذيب وإعدام خارج السلطة القضائية". وتعليقاً على فرض العقوبات عليها، قالت عائشة وفق تصريحات نقلتها وكالة "ريا نوفوستي" الحكومية حينها، إنها كانت تتوقع أن دعمها المعنوي المحدود لوالدها سيبقى غير ملحوظ، ولهذا لم تتوقع أن تصبح مشهورة لتلك الدرجة " في بلد بعيد وراء المحيط"، ويدرج اسمها في "قائمة ما"، وزادت أن هذه الواقعة سمحت لها بالتأكد مرة أخرى من صحة تصرفاتها، مشددة على أنها " دائما، وبكل القضايا كنت وسأبقى مساعدة وفية لوالدي".
ويتولى رمضان قديروف رئاسة جمهورية الشيشان منذ 2007، وهو ابن أحمد قديروف الرئيس الشيشاني الذي قتل في 2004 بتفجير في العاصمة غروزني أثناء الاحتفالات بذكرى النصر على النازية. ويعد رمضان من المقربين من الرئيس فلاديمير بوتين رغم إطلاقه بين الحين والآخر تصريحات محرجة للكرملين بشأن التعامل مع الإرهابيين أو مواقفه من حقوق الإنسان وحرية الصحافة.

المساهمون