"ثلاثاء الفلسفة": موعد باريسي مع الفكر العربي
خريف العام الماضي، أطلق "معهد العالم العربي" في باريس، بالتعاون مع الأكاديمي المختصّ في الفلسفة العربية، جان باتيست برونيه، برنامجاً شهرياً بعنوان "خميس الفلسفة"، يقوم على دعوة شخصية، في الخميس الأوّل من كلّ شهر، لتقديم محاضرة عن أحد جوانب الفكر العربي وشخصياته.
يعود البرنامج هذا العام في موعد جديد وتحت مسمّى جديد، هو "ثلاثاء الفلسفة"، لكنّ المحتوى والغرض منه ما زالا هما نفسيهما: تقديم صورة عن الفكر العربي تتجاوز العناوين والأسماء الكبرى لتكشف للمتابع الفرنسي عن إضافات الفلسفة العربية إلى تاريخ الأفكار وعن راهنية نقاشاتها.
يومَ الثلاثاء المقبل، الرابع من تشرين الأوّل/ أكتوبر، يفتتح برُونيه أولى حلقات البرنامج بمحاضرة تحمل عنوان "الفلسفة للجميع؟ النخبوية والعقل العمومي"، يتحدّث فيها عن ذلك "التوتّر" الذي يشغل الفلسفة العربية القديمة، بين إعلائها من قيمة الفهم البشري من ناحية، وتمييزها بين أنواع من الأشخاص الذين لا يمكنهم التفاهم والتفكير عقلانياً بالطريقة نفسها.
ويطرح برُونيه سؤالين رئيسيين في مداخلته: أليست الفلسفة نمطاً من الخطاب خاصّاً بنخبةٍ معيّنة؟ وإن كان ذلك صحيحاً، فكيف يمكن تصوُّرُ استخدامٍ عموميّ للعقل؟
وإذا كان أستاذ الفلسفة العربية في جامعة "باريس الأولى ــ بانتيون سوربون" يعود بنا إلى نقاشات العصر العربي الوسيط، فإن الباحث التونسي في النظريات السياسية الإسلامية، عياض بن عاشور، سيتناول في حلقة الشهر التالي (الرابع من تشرين الثاني/ نوفمبر) موضوعاً أكثر راهنية، حيث تحمل مداخلته عنوان: "المشروع الديمقراطي العربي: بين الثورة والثورة المضادّة".
أمّا آخر مواعيد هذا الخريف من البرنامج، فمع المختصّة في الفلسفة العربية القديمة، مريم السبتي، التي تقدّم، في السادس من كانون الأول/ ديسمبر المقبل، محاضرةً بعنوان "الخيال والأحلام والرؤى: من ابن سينا إلى الملا صدرا".
