الكويت تدرس رفع أسعار البنزين لتقليص الدعم

الكويت تدرس رفع أسعار البنزين لتقليص الدعم

11 نوفمبر 2014
الكويت تخطط لرفع الدعم عن البنزين لكبح الاستهلاك المحلي(أرشيف/Getty)
+ الخط -

دفع التراجع المتواصل لأسعار النفط عالميّاً، دولاً خليجية إلى دراسة تقليص دعم الطاقة، بهدف ضغط النفقات، والحفاظ على وتيرة صادراتها التي تعد مصدراً رئيسيّاً لإيراداتها، بعدما شجع الدعم السخي لمشتقات النفط، زيادة الاستهلاك محليّاً ما يستقطع حصة كبيرة من التصدير. 
وهبطت أسعار النفط العالمية بشكل كبير منذ يوليو/تموز، ليصل سعر خام برنت، أمس، إلى نحو 84 دولاراً للبرميل، مقابل نحو 112 دولاراً قبل 4 أشهر فاقداً نحو 25% من قيمته.
وتعتمد الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) بشكل كبير على سعر الخام، في الحفاظ على توازن ميزانياتها.
وقال وكيل وزارة النفط الكويتي بالوكالة، علي سبت بن سبت، إن حكومة بلاده تسعى إلى إصلاح منظومة دعم البنزين بهدف خفض الفاقد، وذلك في مؤشر جديد على أن السلطات تستغل هبوط أسعار النفط هذا العام للدفع بإصلاحات اقتصادية.
وأحجمت حكومة الكويت سنوات عديدة عن خفض دعم الطاقة السخي والمتنامي نظراً للحساسيات السياسية، لكنها قالت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إنها سترفع الأسعار المحلية لوقود الديزل والكيروسين.
وأشار وكيل وزارة النفط في تصريحات صحافية، على هامش مؤتمر صناعة الطاقة في أبوظبي، أمس، إلى أن الحكومة تتطلع أيضاً إلى إصلاح دعم البنزين.
ومن المرجح أن يؤثر رفع أسعار البنزين على المستهلكين بشكل أكبر من التغيرات في أسعار الديزل والكيروسين.
لكن بن سبت، قال: إن الأسعار المحلية المنخفضة للغاية تشجع على تضخم استهلاك البنزين في الكويت، مع زيادة عدد السكان، وهو ما قد يقلص صادرات النفط. مضيفاً "ينبغي عمل شيئ ما حيال الدعم .. قد تتحول دولة منتجة إلى بلد مستهلك".

وردّاً على سؤال عما إذا كانت الحكومة قد تضاعف أسعار البنزين في المستقبل قال "ليس للضعف لكن الأمر قيد الدراسة ".
وأثار التراجع المتواصل في أسعار النفط عالميّاً مخاوف خبراء اقتصاد من تضرر إيرادات الدول المصدرة، لاسيما الخليجية، فيما حاول مسؤولون في أوبك التقليل من شأن هذه المخاوف.
وقال أكرم محمد، محلل الطاقة في أحد مصارف الاستثمار في مصر لـ"العربي الجديد"، إن الدول الخليجية ستضطر حتماً إلى وضع حد للدعم غير المحدود لأسعار الوقود، إذا ما أرادت ألا تدخل في دائرة العجز المالي، بفعل أسعار النفط المنخفضة عالميّاً.
لكن الأمين العام لمنظمة أوبك، عبد الله البدري، أكد خلال حلقة نقاشية في مؤتمر صناعة الطاقة في أبوظبي، أنه لا داعي للذعر في الأسواق، بسبب التراجعات الحادة لأسعار النفط في الفترة الأخيرة.
كما أبدى وزير الطاقة الإماراتي، سهيل بن محمد المزروعي، رأياً مماثلاً، قائلاً: إنه لا داعي للفزع، وإن الأمر ليس مشكلة كبيرة.
وقال البدري "لا تفضل أوبك سعراً مرتفعاً أو سعراً منخفضاً"، لأن ارتفاع الأسعار يقلص الطلب، بينما يؤدي انخفاضها إلى تراجع الاستثمار في إنتاج النفط.
وفي هذا السياق، أكد رئيس أنشطة التنقيب والإنتاج في توتال الفرنسية أمس، أرنود بروياك، إن " 100 دولار للبرميل مستوى جيد لضمان مواصلة المشروعات في المستقبل".
وأضاف "نشهد اختلالاً قصير الأمد، ومن غير الواضح إلى متى سيستمر، لكن إذا استمر فترة طويلة فإن بعض الشركات ستلغي مشروعات".
كما قال روبرت دادلي، الرئيس التنفيذي لشركة "بي.بي" االنفطية العملاقة، إن هبوط أسعار النفط في الآونة الأخيرة سيؤدي إلى ضبط الإنفاق الرأسمالي في قطاع الطاقة.
وكانت كريستين لاجارد، المدير العام لصندوق النقد الدولي، قالت في تصريحات صحافية في أكتوبر/تشرين الأول، إن انخفاض الأسعار 25 دولاراً، من مستوى 104 دولارات، يكلف دول الخليج مجتمعة نحو 8% من إجمالي عائدات الناتج المحلي.

المساهمون