الحفر على البيض

الحفر على البيض

01 اغسطس 2016
رسم وانغ صور لاعبي كرة القدم على البيض (Getty)
+ الخط -
تميزت الصين بفن غريب معاصر، هو فن النحت على البيض، إذ قام الفنان، لي إيمين، بنحت صور عشرات من القادة السياسيين على البيض، مثل: ماو تس تونغ، وستالين، وتشرشل، وروزفلت. والعديد من الشخصيَّات السياسيّة والعسكريّة المؤثّرة في التاريخ.

كما أن، وانج هوابنغ، وهو نحّات صيني آخر يعيش في مدينة تيانغين، وكان من كبار مشجعي كرة القدم، وفي أثناء كأس العالم 2010؛ عثر على طريقته المميزة للاحتفال، مُستخدِماً إزميلا دقيقاً تمكَّن به من حفر وجوه لاعبي كرة القدم المشهورين على قشرة البيض. حتى الآن حفر وانج لوحاته على المئات من حبات البيض.

وقد تضخَّمت مجموعته الفنية لتضم بورتريهات للاعبي الكرة المشهورين، مثل ليونيل ميسي وديفيد بيكهام وديفيد فيا. وذلك، لما يمتلكه هؤلاء اللاعبون من شعبيَّة جماهيريَّة عالميَّة. كما حفر، أيضاً، شعارات وتمائم كأس العالم.

وفي عهد سلالة مينغ (1368 – 1644) وتشينغ (1644 – 1911) في الصين؛ اعتاد الناس على تقديم البيض الأحمر هديةً في حفلات الزفاف وأعياد الميلاد والاحتفال بولادة الأطفال. وفي ذلك الوقت، كانت هذه العادة سائدة أكثر في منطقة بكين، وكان استهلاك البيض كبيراً جداً. لذلك عمل بعض الناس في مجال صباغة البيض وتلوينه.

وفي وقت لاحق ومن أجل التنويع واجتذاب الزبائن، عمد بعض التجار إلى رسم أنماط وأشكال على البيض مثل الزهور والطيور والأسماك والحشرات والوجوه المزينة بالألوان، من أجل تحقيق مبيعات أفضل.

وبعد مرور سنوات من التطوَّر والتقدُّم في هذا الفن، أصبحت  على البيض تتحسَّن تدريجياً؛ وفي أيامنا الحالية، يقوم الناس بتفريغ البيض، ويحفرون أشكالاً فخمة ورائعة على سطح قشرة البيض؛ والتي تشكل، في النهاية، أعمالاً فنيّة ثمينة يتم تقديرها وتثمينها عالياً.

ولابد للفنَّان العامل في هذا المجال أن يتمتَّع بلمسةٍ حانيةٍ رقيقةٍ بالطبع، وإلا تحطَّمت القشرة الرقيقة للبيض تحت قوَّة إزميله. ويحتوي فن نحت قشرة البيض على مجموعة مُتنوَّعة من المهارات اليدوية، أحدها هو فن حفر أنماط مثل الشخصيات والمناظر الطبيعية والطيور والزهور على قشرة البيض الغامقة مستخدما منقاشاً (وهو الذي يستخدمه فنانو الحفر على النحاس والخشب) لتشكيل ما يشبه لوحة الرسم أو الخطوط المحددة للرسم من الخارج. بينما الطريقة الأخرى هي النحت بطريقة غائرة أو مُتدرِّجَة التجويف، وذلك على البيض سميك القشرة، مثل بيض البط أو النعام.


تمرُّ عمليَّة الحفر على البيض بعدَّة مراحل، تبدأ بانتقاء البيض المناسب، ويكون بيض الدجاج أو الطيور متوسطة العمر، حيث تتمتَّع البيضة في هذه المرحلة بمواصفات مناسبة مثل القوة والنعومة واللمعان، حيث تستطيع قشرة البيض تحمّل ضربات المنقاش دون أن تنكسر.

ثم يتم استخراج السوائل من البيضة عن طريق ثقب قشرتها بشيء حاد، ثم يتم توسيع الفتحة بحرص لتسمح بدخول إبرة المحقن وسحب السوائل من الداخل، وبعد الانتهاء من ذلك يتم وضع ماء ممزوج بمادة معطرة ومنظفة، وترج البيضة بحرص، ثم تفرغ من الماء ثانية، وتكرر العملية، حتى يتأكد الفنان من نظافة الداخل من البقايا، لكيلا تتعفن مع مرور الوقت، وتنتج روائح كريهة.


توضع البيضة على حامل مخصوص لتمكين الفنان من رسم الخطوط المحددة للرسم، ثم يبدأ في عملية الحفر مستخدماً أدوات رفيعة وحادة، وبالرغم من بساطة الأدوات؛ فإنَّ براعة الفنان وحساسية أصابعه هي الأهم، وإلا تحطمت البيضة في يده بمنتهى السهولة. وبعد الانتهاء من الحفر، يعود الفنان إلى التنظيف الخارجي هذه المرة من بقايا الحفر وغبار القشرة والبقع التي قد تفسِد الشكل، كما يتم وضع الألوان والتزيين والتلميع حتى ينتهي العمل بإنتاج قطعة فنية راقية وفخمة.

المساهمون