اكتشاف حفريات ديناصور آكل للحوم في مصر

اكتشاف حفريات ديناصور آكل للحوم في مصر

08 يونيو 2022
من اكتشاف بقايا ديناصور عام 2009 في وادي الفيوم (Getty)
+ الخط -

عثر فريق بحثي مصري على حفريات تعود لأحد الديناصورات الضخمة آكلة اللحوم، التي عاشت في مصر قبل أكثر من 98 مليون سنة مضت، في ما يعرف اليوم بالواحات البحرية في صحراء مصر الغربية. يشبه الديناصور المكتشف ديناصور "تي ريكس" الشهير، إلى حد كبير.

في إحدى الرحلات الحقلية المشتركة بين مركز جامعة المنصورة للحفريات الفقارية وباحثين من وزارة البيئة المصرية في الواحات البحرية، عثر الفريق على حفرية لفقرة مغطاة برواسب صلبة من الحديد والرمل، وفقا لنتائج الدراسة التي نشرت أمس الأربعاء في مجلة Royal Society Open Science. 

أجرى الفريق دراسات تشريحية مفصلة على الحفرية المكتشفة، استغرقت سنوات عدة، وبعد إزالة الرواسب وترميمها تبين أنها تمثل الفقرة العنقية العاشرة من رقبة ديناصور ضخم آكل للحوم. في حديث مع "العربي الجديد" يشرح مؤسس مركز الحفريات الفقارية في جامعة المنصورة، ورئيس الفريق المصري معد الدراسة هشام سلام "لحسن الحظ فإن هذا النوع من الفقرات تجمع من الصفات التشريحية ما يكفي، ليوضح أنها تنتمي لفرد من عائلة من الديناصورات تسمى أبيلوصوريات (Abelisauridae) أو ديناصورات (هابيل). ويرجع أصل تسمية (هابيل) تكريماً لروبرتو هابيل، العالم الأرجنتيني الذي اكتشف أول حفريات هذه العائلة".

ويوضح سلام أن الديناصورات التي تنتمي لعائلة "هابيل" تتميز بشكلها المرعب وجمجمتها المخيفة، وتخرج من فكوكها أسنان حادة أشبه بأنصال السكاكين، بينما تُظهر قدماها الخلفيتان كتلة عضلية ضخمة لتساعدها في الهجوم والافتراس، ورغم قصر طرفيها الأماميين لدرجة الضمور، إلا أن تلك الديناصورات كانت من بين الأشرس على الإطلاق. "قبل نحو 98 مليون عام لم تكن تعرف الواحات البحرية بهذا الاسم، بل كانت (واحة الديناصورات) بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. كانت واحة تنعم بالحياة، سادت فيها صراعات دامية بين حيوانات مختلفة وعلى قمتها تربعت الديناصورات. عاشت ديناصورات تلك الواحة على طول ضفاف نهر قديم عرف باسم (نهر العمالقة)، حيث عاشت واحدة من أضخم الديناصورات آكلة اللحوم وأيضا أكلة العشب" يضيف سلام. 

كانت ديناصورات "هابيل" تجوب القارات الجنوبية القديمة (جندوانا) وأوروبا، لذا قام الفريق البحثي بمقارنة تلك الفقرة المكتشفة في الواحات البحرية مع مثيلاتها من مختلف القارات، وأظهرت نتائج شجرة الأنساب وجود قرابة وثيقة بين ديناصور "هابيل المصري" وبين أقرانه من ديناصورات أميركا الجنوبية، أقرب حتى من ديناصورات مدغشقر وأوروبا، مما يدعم نظرية انفصال مدغشقر عن أفريقيا قبل انفصال أميركا الجنوبية عنها.

وأشار المؤلف الرئيسي للدراسة "بلال سالم"، إلى أنه على النقيض من ديناصورات "تي ريكس" الشرسة التي عاشت في أميركا الشمالية، جابت ديناصورات "هابيل" القارات الجنوبية القديمة وأوروبا، إلا أن التشابه بين ديناصورات تي ريكس وديناصورات "هابيل" في القوة والشراسة جعل المجتمع العلمي يُلَقب عائلة "هابيل" بـ"تي ريكس قارات العالم الجنوبية القديمة".

وعلى الرغم من أنه لطالما عُرِفت الواحات البحرية بغناها بالمحتوى الحفري، لما أنتجته من هياكل لأكثر الديناصورات شهرة في العالم، إلا أنه لم يتم تسجيل أي ديناصور ينتمي لعائلة ديناصورات "هابيل" من الواحات البحرية من قبل. "ولذلك فإن الدراسة الجديدة تكشف أسراراً مهمة عن الحياة السحيقة في المنطقة بتسجيلها لديناصور مفترس متوسط الحجم (يقدر طوله بنحو 6 أمتار) بين بقية عائلته، والأوسط حجماً بين أبناء عشيرته من ديناصورات الواحات البحرية" يوضح سالم.

يشير المؤلفون إلى أن اكتشاف هذه العائلة الجديدة من الديناصورات من الواحات البحرية يؤكد على أن "أرض مصر ما زالت تحوي الكثير من الكنوز التي لا تحكي فقط تاريخ مصر القديم، بل أيضاً تسهم في تغيير رؤيتنا لتاريخ الحفريات الفقارية في العالم".
 

المساهمون