لعنة أعمال البيئة الشامية تحاصر الدراما السورية
تسير عجلة الإنتاج الدرامي في سورية نحو حصر خيارات الشركات في إنتاج مسلسلات البيئة الشامية، أمام نظام متعنت لا يريد فسح مجال لنصوص اجتماعية معاصرة، وصعوبة في تسويق الأعمال المحلية التي تعالج مشكلات الواقع السوري المعقد. يضاف إلى ذلك هجرة أو توقف أبرز كتاب الدراما المعاصرة عن تقديم نصوص جديدة.
إذاً، هي مرحلة انكفاء للخلف ولّدت حالة من التماهي مع البيئة الشامية، ليكون الموسم القادم هو الأغزر من ناحية إنتاج هذه الأعمال، والأكثر خطراً على هوية الدراما السورية التي عُرفِت عربياً بدراما الطبقة المتوسطة، والطرح الرشيق بين مشاكل الحياة اليومية والمفارقات الطبقية ذات الحس الكوميدي.
ولحد الآن، توجد أكثر من عشرة أعمال قيد التصوير والإنجاز، في حين ما يزال الحديث مستمرًا عن مشاريع أخرى قد تبصر النور، ليحظى المشاهد السوري أولاً والعربي ثانياً بـ "دزينة" من الأعمال الشامية التي سأم حضورها المتكرر، في حين دخلت شريحة من الجمهور في مرحلة الرفض الكلي لهذه الأعمال أو تقبل وجودها.
والمفارقة هذا العام أنّ الدراما الشامية استطاعت استقطاب شريحة كبيرة من نجوم الصف الأول وكأنها حالة تنافسية ضمن قطاع درامي وحيد، فبدل أن تكون المنافسة ضمن الدراما بقالبها العام، تحولت إلى منافسة ضمن الحارة الشامية، والسؤال لماذا لم تقدّم الدراما المصرية مثلاً موسماً كاملاً من الدراما الصعيدية، وحافظت على تنوع متوازن بين الدراما الاجتماعية والشعبية والكوميدية؟
الموسم القادم هو الأغزر من ناحية إنتاج هذه الأعمال، والأكثر خطراً على هوية الدراما السورية التي عُرفِت عربياً بدراما الطبقة المتوسطة