مخاوف من تهاوي السياحة المصريّة بعد سقوط الطائرة الروسيّة

مخاوف من تهاوي السياحة المصريّة بعد سقوط الطائرة الروسيّة

01 نوفمبر 2015
أقارب لضحايا الطائرة الروسية في مصر (فرانس برس)
+ الخط -
أثار حادث سقوط طائرة ركاب روسية في محافظة شمال سيناء، وتبني تنظيم الدولة الإسلامية " داعش" إسقاط الطائرة، مخاوف متصاعدة من انجراف إيرادات قطاع السياحة المصري لمزيد من التهاوي، في ظل الحوادث المتكررة التي تعرّض لها القطاع خلال الأشهر الماضية، وضخامة أعداد السياحة الروسية بمصر.
وبحسب هيئة الطيران المدني المصرية، كانت الطائرة التي سقطت قرب مطار العريش، شمال شرقي مصر، تقل 224 شخصا، فيما قالت مصادر أمنية مصرية إنه لا يوجد ما يشير إلى أن الطائرة أسقطت في المحافظة التي تنشط فيها جماعة ولاية سيناء الموالية لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
وكانت منظمة الايكاو التابعة للأمم المتحدة، قد حذرت في تقرير لها في أبريل/ نيسان الماضي، من الطيران فوق شبه جزيرة سيناء التي تضم أكبر منتجعات سياحية في البلاد على ساحل البحر الأحمر، لا سيما في المناطق الجنوبية من سيناء.
وقال مسؤول بارز في وزارة السياحة المصرية، فضّل عدم ذكر اسمه، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن سقوط الطائرة الروسية ستكون له أثار سلبية شديدة على حركة التدفق السياحي لكل الفنادق والمنتجعات في مختلف أنحاء مصر وليس فقط في منطقة شبه جزيرة سيناء.
وأضاف المسؤول أن السياحة الروسية خلال النصف الأول من العام الحالي 2015، سجلت تراجعاً بنسبة 5% مقابل الفترة نفسها من العام الماضي، متوقعا ارتفاع هذه النسبة لتراوح بين 15% و20% بنهاية العام .
وبلغ عدد السياح الروس الوافدين لمصر خلال العام الماضي نحو 3.1 ملايين سائح، من إجمالي 9.9 ملايين سائح زاروا مصر خلال العام، لتمثل نحو 35% من إجمالي الوافدين، فى حين تمثل أكثر من 60% من السياحة الأوروبية، بحسب المسؤول في وزارة السياحة.
وحققت مصر من السياح الروس خلال العام الماضي 2.5 مليار دولار من إجمالي 7.3 مليارات دولار. وتعاني السياحة الروسية بالأساس، وفقا للمسؤول البارز في وزارة السياحة، من انخفاض التدفق بسبب العقوبات الاقتصادية التي فرضها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية على روسيا منذ نشوب أزمة انفصال شبه جزيرة القرم عن أوكرانيا وانضمامها إلى روسيا العام الماضي.

ويعد تحطم الطائرة الروسية هو الثاني الذي يلقى فيه سياح داخل الحدود المصرية مصرعهم في أقل من شهرين. وقصفت قوات أمنية تجمعا سياحيا لرحلة سفاري فى نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي بالصحراء الغربية، ما أدى إلى مصرع أكثر من 15 فردا من ضمنهم 10 سياح مكسيكيين.
وقال هشام علي، رئيس جمعية المستثمرين السياحيين فى جنوب سيناء، إن الحادث سيؤثر سلباً على السياحة الوافدة خاصة لجنوب سيناء. وأضاف، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "الإشغالات في الوقت الحالي تراوح بين 40% إلى 60% في شرم الشيخ، في حين أقل من 10% في مناطق نوبيع وطابا، شمال سيناء".
وتضم جنوب سيناء نحو 35% من الطاقة الفندقية العاملة بمصر، في حين تضم محافظة البحر الأحمر، شرق البلاد، الثلث الباقي، وفقا لغرفة الفنادق المصرية.
وعلى الرغم من استقرار الإشغالات في شرم الشيخ، إلا أن رئيس جمعية المستثمرين السياحيين في جنوب سيناء، لا يراها معبّرة عن تعافي القطاع خلال الفترة الحالية، قائلا "السياحة المصرية تعاني على مدار أربع سنوات متواصلة".
وبلغ الدخل السياحي لمصر خلال الثمانية أشهر الأولى من العام الجاري 4.6 مليارات دولار، وتأمل وزارة السياحة الوصول به إلى 8 مليارات بنهاية العام 2015، في تخفيض لتوقعاتها التي كانت تصل من قبل إلى 10 مليارات دولار.

اقرأ أيضا: سقوط طائرة روسية يؤجل حملة ترويج للسياحة المصرية

واستبعد مسؤول فى هيئة التنشيط السياحي قدرة بلاده على تحقيق إيرادات سياحية بقيمة 8 مليارات دولار بنهاية العام الجاري، قائلا "الأمر سيكون صعباً للغاية في ظل هذه الأوضاع".
وقال المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه: "في حال الوصول بالدخل السياحي إلى 7 مليارات دولار، فإن ذلك سيكون جيدا للغاية".
وتعاقدت وزارة السياحة مع شركة ترويج دولية لتسويق المنتجعات السياحية في الخارج، بداية من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، بمعرض سياحي يقام في العاصمة البريطانية لندن.

ووصف الهامي الزيات، رئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية حادث الطائرة بالمؤسف، رافضا التعليق عليه حتى الانتهاء من التحقيقات، مضيفا أن "العام الجاري هو امتداد لأزمة على مدار 4 سنوات يعيشها القطاع".
وبحسب الزيات، فإن القطاع فقد أكثر من 12 مليار دولار خلال السنوات الأربع الماضية، جراء عدم الاستقرار.
وأثّرت الاضطرابات الأمنية في مصر على حالة الفنادق في مناطق مختلفة، إذ أغلق أكثر من 400 فندق أبوابه، في حين عرض بعض المستثمرين أصولهم للبيع.
وتخارجت مجموعة الخرافي الكويتية من استثمارات سياحية في منطقة مرسى علم، جنوب شرقي مصر، لتسديد ديونها لدى مصرف دولي يعمل في مصر في ظل الانحسار السياحي على مدار السنوات الأخيرة.
وتمثل السياحة أهم الموارد للحصول على العملة الصعبة للاقتصاد المصري، بجانب تحويلات المصريين العاملين في الخارج وقناة السويس.
وكانت إيرادات قناة السويس قد تراجعت للشهرين الماضيين على التوالي بنسبة 9.4% خلال أغسطس/ آب و4% خلال سبتمبر/ أيلول.
وفقد الاحتياطي النقدي المصري أكثر من 3.5 مليارات دولار في أقل من 3 أشهر، ليبلغ 16.3 مليار دولار خلال سبتمبر الماضي.
وقال الزيات: "السياحة المصرية رغم كل المشاكل الاقتصادية، إلا أنها قادرة على التعافي، ولكن تقف في طريقها الأحوال الأمنية".
وبحسب رئيس الشركة المصرية للمطارات، محمود عصمت، فإن الطائرة الروسية تم فحصها فنيا قبل إقلاعها من مطار شرم الشيخ الدولي، شمال شرق مصر، باتجاه مطار سان بطرسبرغ، وتبيّنت صلاحيتها للطيران.
ويعد مصرع السياح الروس الأكبر في تاريخ السياحة المصرية، منذ حادث مقتل 58 سائحا في اعتداء إرهابي بالأقصر، جنوبي مصر، عام 1997.
وأرسلت الحكومة الروسية 5 طائرات استطلاع إلى موقع الحادث في سيناء للبحث عن أسبابه وانتشال المصابين. وذكرت وكالتا أنباء روسيتان، أمس، أن شركة كوجاليمافيا الروسية للطيران المالكة للطائرة قالت إنها لا ترى سببا يدعو للاعتقاد بحدوث خطأ بشري في الحادث.
ونقلت وكالتا "نوفوستي" و"إنترفاكس" عن المتحدثة باسم الشركة قولها إن الطيار لديه خبرة تصل إلى 12 ألف ساعة طيران وإن الطائرة خضعت لكل إجراءات الصيانة.

اقرأ أيضا: مصر توقف رحلات السفاري بالصحراء

المساهمون