"ترانسفير" الطفيل اللبنانية .. آخر الملاذات الآمنة

"ترانسفير" الطفيل اللبنانية .. آخر الملاذات الآمنة

21 يونيو 2014
لم يعد في القرية أكثر من 100 شخص(تصوير:حسين بيضون)
+ الخط -

غادر أربعة آلاف لبناني ونحو عشرة آلاف لاجئ سوري قرية الطفيل الحدودية شرقي لبنان، على وقع قذائف المدفعية السورية، ليدخلها عناصر "حزب الله" مساء الجمعة، قاطعين آخر الملاذات شبه الآمنة عن أهالي القلمون السورية.

لقد شكلت قرية الطفيل الحدودية شرقي لبنان، ملاذاً شبه آمن للاجئين السوريين. وقد ساهم تواصل الطفيل المباشر بقرية عسّال الورد السورية، في تكوين خط عبور إنساني للجرحى والمساعدات من وإلى منطقة القلمون السورية. عبر عشرات الجرحى من الموت إلى الحياة من خلال الطفيل، كما دخل الطحين والأدوية بكميات وفيرة إلى القرى السورية المجاورة. مواد "يخشى حزب الله أن يستفيد منها حوالي 3000 مقاتل في المعارضة السورية، يوجدون حالياً في جرود القلمون السوري في محاولة لاستعادة السيطرة"، يقول مصدر مقرب من حزب الله لــ"العربي الجديد".

مع انطلاق معارك القلمون التي شارك فيها الحزب كرأس حربة، سقطت القرى القلمونية تباعاً بيد عناصره، ليبرز معها اسما الطفيل وعرسال. يصف قياديون في حزب الله هاتين المنطقتين بـ"ممرات الموت" التي تأتي منها السيارات المفخخة والإرهابيون.

وفي استجابة سريعة لادعاءات حزب الله، أطلقت الحكومة اللبنانية خطة أمنية خاصة في محافظة البقاع لانتشار الجيش على حدود عرسال مع سورية وضبط الأمن. وفي إطار البحث عن حل لملف قرية الطفيل المنسية في حسابات الإنماء، ترأس وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق اجتماعاً أمنياً قبل أشهر. حضره مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في حزب الله الحاج وفيق صفا. رشح يومها أن المشنوق دعا صفا، الى المشاركة في الاجتماع، بصفة حزب الله كـ"قوة أمر واقع في المنطقة الحدودية". في حينه، جرى تكليف صفا ملف الطفيل، وخرج الوزير المشنوق، ببيان يعلن فيه عن إجلاء المدنيين اللبنانيين من القرية.


رفضت الفعاليات البقاعية والإسلامية قرار الوزير، واعتبرته "استجابة لتطلعات حزب الله ووفيق صفا؛ فالطفيل وعرسال تؤديان واجباً إنسانياً وأخلاقياً مع الجوار السوري، والحزب يريد عزل المنطقتين عن محيطهما"، بحسب مصدر في هيئة العلماء المسلمين في لبنان. ويؤكد المصدر لـ"العربي الجديد"، بأن "عناصر حزب الله دخلوا فعلاً القرية مساء الجمعة، وأقاموا فيها". ويقول "ما فشل عن تحقيقه الوزير المشنوق بالبيانات، نجحت فيه مدفعية النظام السوري التي قصفت البلدة على مدى أيام".

من جهته، أكد مختار البلدة علي الشوم، لـ"العربي الجديد" بأن "عدد الأهالي واللاجئين تقلص من أربعة عشر ألفاً إلى مئة، كما سقط أربعة شهداء وثلاثين جريحاً بين لبناني وسوري، فيما دمّر القصف خزان الماء الوحيد في القرية، وتضررت المنازل والمسجد بشكل كبير". ويشير إلى "تأخر موسم زراعة الكرز في البلدة"، وإلى "ضرورة وصل البلدة بالبقاع من خلال طريق معبد، وهو ما نطالب به منذ خمسينيات القرن الماضي".

وعن مصير أهالي القرية، يشير الشوم إلى "عدد من الأهالي، لا سيما النساء والأطفال، الذين انتقلوا إلى عسال الورد السورية نظراً لقرب المسافة (حوالي 3 كيلومترات)، في حين غادر الرجال إلى القرى المجاورة كأنصار وعرسال".

وفي سياق متصل، عقدت هيئة العلماء المسلمين في لبنان مؤتمراً صحافياً اليوم السبت، جددت فيه "دعوة الدولة اللبنانية الى حماية أبناء الطفيل وتأمين طريق عودتهم". وفي انتظار الخطوات العملية، ينتظر أهالي القرية فرصة العودة إلى مواسمهم الزراعية ومنازلهم. لا يعنيهم افتقاد قريتهم طريقاً معبدة، جلّ همهم ألا يحولهم احتضان اللاجئين إلى لاجئين منسيين.