التوافق الروسي الأميركي مجدداً

التوافق الروسي الأميركي مجدداً

12 نوفمبر 2017
توافق أميركي-روسي على تقاسم مناطق النفوذ في سورية(ميخائيل كليمانتييف/Getty)
+ الخط -

أعاد البيان المشترك للرئيسين الأميركي، دونالد ترامب، والروسي فلاديمير بوتين التأكيد على التوافق بين الولايات المتحدة وروسيا حول القضية السورية، رغم اختلافهما على معظم الملفات الأخرى، وجاء ليؤكد الاتفاق على عدم الصدام بين القوات الموالية لكل طرف، وتقاسم مناطق النفوذ بعيداً عن السوريين.
كما أكد هذا التوافق على تسليم الأميركيين للروس مفاتيح الحل في سورية، مع الإبقاء على الموضوع الخلافي الأساسي بين الطرفين، وهو مصير رئيس النظام السوري بشار الأسد، معلقاً، على الأقل ضمن ما هو معلن، وإن كانت المعطيات على الأرض تشير إلى أن هناك سكوتا أميركيا، على الأقل، على موضوع عدم البحث في مصير بشار الأسد ضمن المرحلة الانتقالية. وهو ما يستدل عنه من خلال أداء بعض الدول التي تحتضن المعارضة السورية، والتي يتوافق موقفها، أو يتبع للموقف الأميركي في القضية السورية، وتغيير خطاب تلك الدول نحو المعارضة ودعوتها لتبني ما أسمته الواقعية السياسية، والذي تحاول من خلاله إنتاج وفد مفاوض يتنازل عن شرط عدم وجود الأسد في المرحلة الانتقالية.
كما كرس البيان صيغة الحل السياسي، اعتماداً على القرار 2254، الذي هو أساساً كان فيه تراجع عن مرجعية "جنيف1"، وجاء كنتيجة للتوافق الروسي الأميركي الذي أعلن عنه ضمن اتفاق فيينا في العام 2015، وسلمت خلاله واشنطن مفاتيح الحل للروس. وتم التأكيد عليه من خلال بيان أمس، وذلك بعد أن تمكن الروس من إنشاء منصات مختلفة باسم المعارضة ومن إنتاج اجتماعات أستانة ومناطق خفض التصعيد التي تمخضت عنها، والتي لا تزال روسيا تسعى من خلالها لإنتاج مجالس محلية يتم إشراكها في الحل السياسي، وبالتالي إنتاج معارضة تستطيع روسيا التحكم نسبياً بقرارها قبل الذهاب إلى المفاوضات النهائية.
فرغم الخلافات بين الروس والأميركيين حيال الكثير من القضايا حول العالم، إلا أنه من الواضح أنهم مصممون على عدم الصدام في سورية، خصوصاً بين القوات الموالية لكل منهما بعد الانتهاء من تنظيم "داعش"، الذي أوشك فعلياً على النهاية، خصوصاً بعد التصريحات المتبادلة بين قوات النظام، المدعومة روسياً، ومليشيا "قوات سورية الديموقراطية"، المدعومة أميركياً.

المساهمون