عودة الملاحة تدريجيّاً إلى أورلي والشرطة تحقّق بدوافع الاعتداء

عودة الملاحة تدريجيّاً إلى أورلي والشرطة تحقّق بدوافع الاعتداء

18 مارس 2017
لم تحسم الشرطة الفرنسية طبيعة الاعتداء (ثوماس شامسون/فرانس برس)
+ الخط -
بدت فرنسا في حالة حرب حقيقية، صباح يوم السبت، 18 مارس/آذار، حين هاجم شخص جندية فرنسية في مطار أورلي، في الساعة الثامنة صباحاً، محاولاً الاستيلاء على سلاحها. قبل أن يُكشف أن المهاجم لم يكن حينها مُسلَّحاً ولم تكن بحوزته متفجرات. فردّ زملاء الجندية، والتي أصيبت بجراح طفيفة، بإطلاق النار عليه وأردوه قتيلاً. 


وعلى الفور تم إفراغ المطار من المسافرين والموظفين ثم وقف جميع الرحلات الجوية، المنطلقة من وإلى مطار أورلي، بقسميه الغربي والجنوبي، وتم تحويلها إلى مطار رواسي شارل دوغول ومطارات صغيرة أخرى، منها مطار بوفي. وألغى وزيرا الدفاع والداخلية نشاطاتهما للتركيز على ما حدث وإظهار التضامن مع رجالهما، وتركيز كل الجهود لطمأنة المسافرين وعودة الأمور إلى نصابها في المطار. وبدأ النشاط يعود تدريجيا، وينتظر أن يعود إلى حالته الطبيعية، صباح غد الأحد، 19 مارس/آذار. 

وقد ابتدأ مسار هذا الشخص/القتيل، باكراً، قبيل الساعة السابعة صباحاً، حين أوقف رجال شرطة سيارته لإجراء تفتيش، بين منطقتي "فال دْوَاز" و"سين سان دونيه"، بالضاحية الباريسية، وهناك أطلعهم على أوراق هويته قبل أن يطلق عليهم النار من مسدس ويجرح أحدهم جراحاً خفيفة ويفر. وهو ما دفع أفراد الدورية بدورهم لإطلاق النار عليه. وبعد وقت قصير عُثر على سيارته، على بعد كيلومترات، وفيها قميصٌ ملطخ بالدم، بعد أن نجح في الاستيلاء على سيارة أخرى، عُثر عليها في ما بعد في مرآب مطار أورلي.

وبدأت تتضح شخصية المنفذ، وهو الفرنسي زياد بن بلقاسم، رجل في التاسعة والثلاثين من عمره، ينحدر من منطقة "فال دواز" (ضاحية باريس)، وكان معروفاً بشكل جيد من قبل الشرطة وشعبة الاستخبارات الفرنسية، حسب ما صرّح وزير الداخلية الفرنسية، برونو لورو، غير أنه لم يكن مسجلاً في قائمة الأشخاص الخطرين (قائمة إس)، والذين يخضعون لمراقبة بوليسية مقربة ومشددة.

وكانت دوائر الشرطة تعرفه في قضايا أخرى، منها جرائم الحق العام، وكان مسجلاً في قائمة "معالجة السوابق القضائية"، أي أنه كان مطلوباً من قبل الشرطة القضائية. ويتضمن سجلّه العدلي تسع إشارات، تحيل إلى قضايا "الحق العام"، من بينها جرائم سرقة باستخدام السلاح وأيضاً تجارة المخدرات.

وعلى الرغم من كل التحريات البوليسية التي أجرتها الإدارة العامة للأمن الداخلي حول "شبهة التطرّف"، إلا أنه لم يثبت أنه كان في قائمة الأشخاص الذين يشكلون درجة خطورة استثنائية، رغم خضوعه لتفتيش إداري سنة 2015.

وقد بادرت الشرطة الفرنسية على الفور، كما العادة، إلى تفتيش منزل المسؤول عن اعتداء مطار أورلي، وأقدمت الشرطة على اعتقال والده وأخيه، في منزلهما الواقع بـ"غارج - ليغونيس"، للتحقيق معهما ومعرفة دوافع المنفذ الحقيقية، خصوصاً أنّ مصادر إخبارية تتحدث عن مكالمة هاتفية بين المهاجم ووالده وأخيه، اعترف فيها زياد بارتكابه "حماقة إطلاق النار على أشخاص وتعرضه هو أيضاً لإطلاق نار".

ولما تحسم السلطات الفرنسية طبيعة الاعتداء بعد، ولما تعرف بعد إن كانت توجد دوافع إرهابية وراء ما حدث. ولهذا السبب فتح قسم مكافحة الإرهاب في نيابة باريس تحقيقاً. وعهد بالأمر إلى قسم مكافحة الإرهاب المتعلق بالجريمة وكذلك إدارة مكافحة الإرهاب في الشرطة القضائية والإدارة العامة للأمن الداخلي أيضاً.   

وقال مدعي عام باريس، فرانسوا مولان، إن المنفذ كان يحمل عبوة حارقة وصاح قائلا إنه هنا "للموت في سبيل الله".

وحسب شهادة الجنود، الذين شهدوا الهجوم، فإن المهاجم أشهر مسدسه تجاه رأس مجندة وصاح في وجه الجنود الآخرين الذين كانوا معها قائلا: "ألقوا أسلحتكم. ضعوا أياديكم على رؤوسكم. أنا هنا للموت في سبيل الله. سيسقط قتلى على أي حال".

وأضاف مولان، في تصريح نقلته وكالة "فرانس برس"، أن ثلاثة أشخاص رهن الاحتجاز لدى الشرطة. وتابع أن "الهدف الذي اختاره بلقاسم للهجوم وما اتضح من أدلة على أنه اعتنق أفكاراً متشددة، يبرران إجراء تحقيق خاص بالإرهاب".

من جهة أخرى، أثنى الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، على "شجاعة وفعالية" أفراد الشرطة والجيش في التصدي لـ"اعتداءات ارتكبها شخصٌ بالغ الخطورة".    

             

 

دلالات